وجه علماء ومؤسسات إسلامية حول العالم، يوم الثلاثاء 31 أكتوبر/تشرين الأول 2023، رسالة إلى شيخ الأزهر الشريف الشيخ أحمد الطيب يدعونه فيها إلى اتخاذ موقف تاريخي بالتوجه إلى معبر رفح لفك الحصار عن غزة وإيصال المساعدات الإنسانية للقطاع، وذلك في ظل المجازر التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني وإصراره على عدم إدخال المساعدات اللازمة والمطلوبة للفلسطينيين في غزة.
جاءت الرسالة في وقت أعلنت فيه وزارة الداخلية الفلسطينية في قطاع غزة، الثلاثاء، أن قصفاً إسرائيلياً أوقع "400 ضحية بين شهيد وجريح ودمر حياً سكنياً كاملاً في مخيم جباليا شمال قطاع غزة". وقال متحدث الوزارة، إياد البزم، في مؤتمر صحفي إن "الأعداد الأولية تشير إلى 400 ضحية بين شهيد وجريح إثر قصف إسرائيلي دمر حياً كاملاً في مخيم جباليا".
وذكر البزم أن "الاحتلال (الإسرائيلي) ارتكب مجزرة بقصف حي سكني كامل في منطقة مخيم جباليا بـ6 قنابل تزن القنبلة طناً من المتفجرات دمرت حي بلوك 6 بشكل كامل".
وأوضح أن "العدد الأكبر من ضحايا القصف الإسرائيلي بمخيم جباليا هم من الأطفال والنساء". وتابع: "يواصل الاحتلال ارتكاب المجازر في ظل توسيع العدوان البري على قطاع غزة خلال الـ24 ساعة الأخيرة". وأردف: "قام الاحتلال بالدخول من محاور عدة إلى قطاع غزة ومنها المحور الشمالي الغربي للقطاع وقام بتدمير كل الأحياء السكنية التي أمامه، ما أدى إلى ارتكاب مجازر وتشريد الآلاف".
رسالة العلماء والمجامع العلمية حول العالم جاء فيها: "فضيلة الإمام، لقد حفظ الناس شرقاً وغرباً مقولة شوقي فيكم: كانوا أجلّ من الملوك جلالة.. وأعزّ سلطاناً وأفخم مظهراً.. زمن المخاوف كان فيه جنابهم.. حرم الأمان وكان ظلهم الذرا.. ولن يكون هذا البيت أصدق ما يكون على أحد، كما سيكون عليك، إذا نهضت لله نهضة شيخ الأزهر الثائر، ونهضة شيخ الصعيد العزيز، فبذلت جهدك، وسرت بطلابك وأبنائك، وكلنا خلفك، حتى تفتح المعبر، في إشارة إلى معبر رفح، ولعلك بهذا ترفع الحرج عن السياسة المصرية التي ربما كبَّلتها اتفاقيات وسياسات!". على حد وصف الرسالة.
قالت الرسالة كذلك: "يا فضيلة الإمام.. تقدّم لعمل ليس له إلا أنت تزيد به الأزهر شرفاً وترفع به عن مصر إصراً، وتُدخل المسرّة على نفوس المسلمين.. أنقذ هؤلاء جميعاً من محكمة الله ثم من محكمة التاريخ!".
كذلك قالت: "يا فضيلة الإمام الأكبر.. إنّ المسلمين يناشدونك، وينتظرون منك الموقف الطيب بعد أن سمعوا منك الكلام الطيب.. موقفاً ينتهي إلى فتح المعبر وإغاثة المسلمين المحاصرين، مؤيداً بحبل الله المتين ودعاء المؤمنين، ونخوة أهل الصعيد الميامين".
أضافت: "إنّ الله يهيئ الرجال الكبار للمواقف الكبيرة، وينثر المواقف الفاصلة أمام الرجال الذين بوأهم المكانة العالية، يبتليهم بذلك ليرفعهم في الأولين والآخرين، وهأنتم أولاء، قد ساق الله إليك أرفع منصب علمي في عالم الإسلام، فضيلة شيخ الأزهر.. لقد قصف الصهاينة جامعة الأزهر في غزة وأنتم شيوخها وأئمتها.. وهذه غزة تناديكم وتتعلق بموقفكم! فأنتم رمز المشيخة الأزهرية، ورأس العلماء وأهل الدين في مصر، ومقامك لا يجرؤ عليه أحد. وقد علم الناس ذلك".
قالت كذلك: "غزة يخنقها معبر رفح المصري الفلسطيني، المعبر الذي هو حبلها السري وشريان الحياة لها، المعبر المغلق الذي تُحتجَز عنده أطنان الغذاء والدواء والوقود.. إغلاق جائر ولعل الله أن يجعلك صاحب الفتح، فإنّك لو خرجت إلى فتحه ما استطاع أن يصدّك أحد ولا أن تردك قوة، ولكانت مأثرة لك في العالمين". وفق ما جاء في الرسالة.
جدير بالذكر أن من ضمن الموقعين على الرسالة دار الإفتاء الليبية والأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين "د.علي القره داغي" والمفتي العام للقارة الأسترالية "أ.د.إبراهيم أبو محمد" وهيئة علماء اليمن والهيئة العالمية لأنصار النبي ﷺ واتحاد علماء المسلمين في تركيا وهيئة أمة واحدة وهيئة علماء فلسطين ورابطة علماء فلسطين ورابطة علماء المسلمين ومركز تكوين العلماء واتحاد العلماء والمدارس الإسلامية في تركيا.
كذلك دار القرآن والحديث/ ريتشاردسون – تكساس وجمعية علماء ماليزيا والهيئة العالمية لنصرة فلسطين والأمة وجماعة عباد الرحمن السنغال ورابطة علماء إريتريا واتحاد علماء تركستان الشرقية وجمعية اتحاد العلماء وآخرين.
ومنذ 25 يوماً يشن الجيش الإسرائيلي حرباً على قطاع غزة، أسفرت عن مقتل وإصابة آلاف الفلسطينيين، معظمهم مدنيون وتسببت بوضع إنساني كارثي، وفق تحذيرات أطلقتها مؤسسات دولية.