أفادت قناة "الأقصى" التابعة لحركة حماس الفلسطينية، بتنفيذ الجيش الإسرائيلي، مساء السبت، 28 أكتوبر/تشرين الأول 2023 قصفاً عنيفاً استهدف شمال قطاع غزة. وذكرت القناة عبر منصاتها الرقمية المختلفة، أنه تم رصد "قصف إسرائيلي عنيف (على) شمال قطاع غزة باستخدام قنابل الفسفور الأبيض".
وأشارت إلى أن القصف رافقه "تحليق متواصل للطائرات" في سماء القطاع. وبثت القناة الفلسطينية أيضاً شريطاً مصوراً يظهر استهداف الغارات الإسرائيلية محيط المستشفى الإندونيسي في شمال قطاع غزة، مخلفة دماراً وخسائر في الممتلكات والأرواح طالت منازل مدنيين فلسطينيين وفق ما ذكرت القناة.
وهذه ليست المرة الأولى التي يستهدف فيها الجيش الإسرائيلي المستشفى الإندونيسي، إذ وضعه ضمن قائمة تضم 20 مستشفى ومجمعاً طبياً طالب في وقت سابق بإخلائها.
وكانت وسائل إعلام تابعة لحماس، تحدثت عن تنفيذ "كتائب القسام"، اليوم، عدة رشقات صاروخية، استهدفت مدناً في جنوب إسرائيل بينها تل أبيب، وأسدود وعسقلان إضافة إلى موقع صوفا (جنوب) بقذائف الهاون.
وفي وقت سابق اليوم، أكد أبو عبيدة متحدث "كتائب القسام" أن الجيش الإسرائيلي لم يتمكن من بدء أي عملية برية في قطاع غزة، معلناً أن مقاتلي القسام "ينتظرونه لإذاقته هزيمة أكبر مما كان يتوقع أو يتخوف".
تجدد الاشتباكات بين المقاومة والاحتلال
في المقابل تجدّدت الاشتباكات الضارية بين فصائل المقاومة الفلسطينية، وفي مقدمتهم كتائب عز الدين القسام، وقوات الاحتلال الإسرائيلي في محاور عدة شمال قطاع غزة ووسطه، الذي يشهد قصفاً غير مسبوق منذ مساء الجمعة، من الجو والبر والبحر.
وقال مراسل الجزيرة إن قوات الاحتلال واصلت قصفها المكثف على مناطق متفرقة في قطاع غزة، من الجو والبر والبحر.
ووفقاً لوسائل إعلام فلسطينية، فإن اشتباكات عنيفة تدور على الحدود الشرقية لغزة على امتداد الجدار الفاصل، مؤكدين أن أبرز هذه الاشتباكات تدور في بيت لاهيا وحي البريج وخان يونس.
بدورها أعلنت كتائب القسام وسرايا القدس -الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي-، أنهما أطلقتا رشقات صاروخية عدة استهدفت تل أبيب وبئر السبع وديمونة وقاعدة "زيكيم" وقاعدة "صوفا"، رداً على المجازر الإسرائيلية بحق المدنيين في غزة.
نتنياهو يتحدث عن توسيع الحرب على غزة
في سياق متصل، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، السبت، إن قرار توسيع النشاط البري في غزة تم "بموافقة جماعية" لأعضاء المجلس الوزاري الحربي.
حديث نتنياهو جاء في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الدفاع يوآف غالانت، والوزير في حكومة الطوارئ بيني غانتس.
وأشار نتنياهو إلى أن "قرار توسيع النشاط البري في قطاع غزة جاء بموافقة جماعية"، لأعضاء المجلس الوزاري الحربي "كابينت الحرب" برئاسته. وأضاف: "نحن فقط في بداية الرحلة، ستكون الحرب صعبة وطويلة، ومستعدون لها".
وزاد: "نحن في اختبار وجود لإسرائيل، هذه هي حربنا الثانية من أجل الاستقلال". وتابع: "في الأسابيع الأولى من الحرب، سحقنا العدو بطريقة هائلة لمساعدة قواتنا على دخول الأرض بشكل أكثر أماناً".
وأردف رئيس الوزراء الإسرائيلي: "هذه الحرب ستكون مهمة حياتنا، ومهمة حياتي". وأكد نتنياهو أن مجلس الحرب بالحكومة، بحث اقتراح الإفراج عن كافة الأسرى الفلسطينيين مقابل جميع الأسرى الإسرائيليين.
لكنه أردف قائلاً: "نقاش ذلك الآن (في المؤتمر الصحفي) لن يفيد"، وذلك رداً على سؤال لأحد الصحفيين. وأضاف: "أعتقد أن الخوض في تفاصيل الأمور (خلال المؤتمر) لن يفيد في تحقيقها".
ولم يذكر نتنياهو تفاصيل أخرى فيما إذا اتخذ مجلس الحرب قراراً بشأن ذلك.
ورداً على سؤال أحد الصحفيين بشأن المسؤول عن أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 قال نتنياهو: "بعد الحرب، يتعين علينا جميعاً تقديم إجابات عن الأسئلة الصعبة، لقد كان هناك تقصير كبير، وسيتم التحقيق فيه بدقة".
ضغط إسرائيلي على حماس
بدوره، قال غالانت إن "الضغط العسكري هو الحل لإجبار حركة حماس على الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين لديها".
أما غانتس، فقال في المؤتمر المشترك: "من المهم أن يعرف العالم أنه في هذه الحرب لا توجد ساعة رملية سياسية، بل ساعة عملياتية والتزام إنساني بإعادة المختطفين".
وشهدت غزة ليلة الجمعة/السبت، قصفاً من عدة محاور هو "الأعنف" منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، تسبب في "تدمير مئات المباني"، تزامناً مع توغل بري محدود لليوم الثالث على التوالي، وقطع للاتصالات والإنترنت بشكل كامل عن القطاع عزله عن العالم الخارجي.
وتشن إسرائيل منذ 22 يوماً عملية عسكرية في قطاع غزة أطلقت عليها اسم "السيوف الحديدية"، دمرت أحياء بكاملها، وأوقعت 7703 شهداء، بينهم 3195 طفلاً، و1863 سيدة، إلى جانب 19743 أصيبوا بجراح مختلفة.
وخلال الفترة ذاتها قتلت حركة "حماس" أكثر من 1400 إسرائيلي وأصابت 5132، وفق وزارة الصحة الإسرائيلية، كما أسرت ما يزيد على 220 إسرائيلياً، بينهم عسكريون برتب رفيعة، ترغب في مبادلتهم بأكثر من 6 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء.