قالت صحيفة CalCalist الإسرائيلية، السبت 28 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إن لدى حركة "حماس" صواريخ "كورنيت" 9M133 المضادة للدبابات، وأشارت إلى أن هذا السلاح شديد الخطورة، ويمثل "أخطر صواريخ حماس"، التي يمكن استخدامها لصد الهجوم البري على القطاع، وإلحاق خسائر فادحة بجيش الاحتلال.
الصحيفة أشارت إلى أن حركة "حماس" تدرك أن الطريقة الوحيدة لوقف الهجوم هي إلحاق خسائر كبيرة بالجيش الإسرائيلي في مرحلة مبكرة، بطريقة تجبره على الإبطاء من تقدمه وترهقه.
أوضحت الصحيفة أن من الأدوات الرئيسية لتحقيق هذا الهدف صاروخاً مضاداً للدبابات يسمى "كورنيت"، وأكدت أن فرص نجاحه نظرياً كبيرة. وقالت يمثل تهديداً رئيسياً للقوات البرية للجيش الإسرائيلي.
كانت وسائل إعلام تابعة لـ"حماس"، قد كشفت مساء الجمعة 27 أكتوبر/تشرين الأول 2023، عن استخدام "كتائب القسام" صواريخ "الكورنيت" في التصدي لتوغل إسرائيلي، رافق أعنف قصف جوي يواجهه قطاع غزة، منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
قناة "الأقصى" الفضائية قالت إن هناك "معارك ضارية بين المجاهدين والصهاينة قرب حدود قطاع غزة، أطلق خلالها 4 صواريخ كورنيت تجاه دبابات ومدرعات الاحتلال"، ونشرت القناة مقطعاً مصوراً يظهر لحظة إطلاق صواريخ الكورنيت، خلال عملية التصدي للتوغل الإسرائيلي.
ما هو صاروخ كورنيت؟
تم تصنيع صاروخ كورنيت في روسيا في أواخر الثمانينات، لصد الدبابات المتقدمة التي تستخدمها الولايات المتحدة وأوروبا الغربية، واستند تصنيعه إلى الدروس المستفادة من أسلافه، مثل صاروخ "ساغر"، الذي كان يتطلب تتبعاً وتحكماً دقيقين من مشغلّه.
هذه العيوب في صواريخ ساغر، التي من بينها نطاق بثلاثة كيلومترات فقط وعبء تشغيله، استلزمت مزيداً من التطوير.
ثم سهّلت الصواريخ اللاحقة مثل كونكورس وفاغوت دور المشغل، وسمحت له بقصر تركيزه على الاستهداف وترك الصاروخ ليعدّل مساره. ومع ذلك، كانت لا تزال هذه الصواريخ قاصرة من حيث المدى وقوة اختراق الدبابات المتقدمة.
برز صاروخ "كورنيت" ليكون حلاً لهذه المشكلات، وقالت الصحيفة الإسرائيلية إن الصاروخ تخلص من الحاجة إلى الكابلات، وله رأس حربي شديد الفتك، ويبلغ مداه أكثر من خمسة كيلومترات ونصف، في حين أن صاروخ "جافلين" الأمريكي، الذي صنع في نفس الوقت تقريباً، كان بمدى أربعة كيلومترات.
وصاروخ "كورنيت" موجه بالليزر، حيث يضيء المشغِّل الهدف باستخدام شعاع ليزر، ثم يتبع الصاروخ شعاع الليزر إلى أن يصل إلى وجهته.
ينقسم الجزء الخلفي للصاروخ إلى أربعة أجزاء، ويستقر خلفها جهاز استشعار لليزر. وفي حالة اكتشاف أي انحراف، تتعدل الدفات على الفور ليبقى الصاروخ في مساره.
كذلك وعلى عكس الصواريخ الغربية المضادة للدبابات الأحدث، التي تضرب الدبابات من الأعلى لأنها تكون أقل حماية، تحلق صواريخ كورنيت أفقياً وتستهدف جوانب الدبابات، وهذه الميزة تتيح استخدامه ضد المواقع المحصنة، وشقوق المخابئ، وحتى الطائرات المروحية.
لدى صاروخ الكورنيت تأثير قوي جداً، إذ يزن رأسه الحربي 4.6 كغم، وينقسم إلى قسمين: قذيفة أمامية مصممة لاختراق الدروع التفاعلية، والطبقات الأولى من الدروع، وقذيفة رئيسية خلفها تخترق الدبابة.
كانت قد استُخدمت صواريخ كورنيت عام 2003 في العراق، لصد دبابات "أبراهامز" الأمريكية، التي دمرتها قوات كوماندوز الجيش العراقي، رغم أنها كانت مجهزة بدروع سميكة جداً.
أيضاً في حرب أوكرانيا، يستخدم كلا الطرفين الصاروخ الذي تمكن من اختراق طبقات الانفجار التفاعلي لدبابات تشالنجر البريطانية وليوبارد الألمانية التي تستخدمها أوكرانيا، بالإضافة إلى دبابات T90 الروسية.
ولدى الجيش الإسرائيلي معرفة واسعة بصاروخ "كورنيت"، الذي استُخدم معه في حرب لبنان الثانية عام 2006. فخلال تلك الحرب، استهدف الحزب دبابات ميركافا الإسرائيلية والمواقع والبؤر الاستيطانية بهذه الصواريخ.
في عام 2010، بدأت حركة "حماس" في استخدام الصواريخ في المنطقة ضد الجيش الإسرائيلي، واستخدمتها في هجمات أدت إلى مقتل خمسة إسرائيليين، وشملت هذه الهجمات نصب كمائن ومراقبة أهدافها عن كثب، وتنفيذ إطلاق نار دقيق على السيارات والحافلات المارة بالقرب من السياج، بحسب الصحيفة الإسرائيلية.