استنكرت 9 دول عربية، الخميس 26 أكتوبر/تشرين الأول 2023، استهداف المدنيين وانتهاكات القانون الدولي في قطاع غزة الذي يتعرض لقصف الاحتلال الإسرائيلي، وذلك بحسب بيان مشترك صدر عن وزراء خارجية الإمارات والأردن والبحرين والسعودية وسلطنة عمان وقطر والكويت ومصر والمغرب.
وفق بيان أوردته الخارجية المصرية، فإن البيان المشترك أكد على أن حق الدفاع عن النفس "لا يبرر انتهاك القانون وإغفال حقوق الفلسطينيين"، مضيفاً أن وزراء الخارجية العرب ينددون أيضاً بالتهجير القسري والعقاب الجماعي في غزة.
في حين طالبت الدول العربية التسع مجلس الأمن الدولي، بإلزام الأطراف بالوقف الفوري لإطلاق النار في غزة، كما تضمن البيان "إدانة ورفض استهداف المدنيين، وإدانة التهجير القسري الفردي أو الجماعي، وكذلك سياسة العقاب الجماعي".
وشمل البيان "تأكيد الرفض في هذا السياق لأية محاولات لتصفية القضية الفلسطينية على حساب الشعب الفلسطيني وشعوب دول المنطقة، أو تهجير الشعب الفلسطيني خارج أرضه بأية صورة من الصور".
وقف فوري لإطلاق النار
وطالبت الدول الموقعة على البيان "مجلس الأمن بإلزام الأطراف بالوقف الفوري والمستدام لإطلاق النار"، و"المطالبة بالعمل على ضمان وتسهيل النفاذ السريع والآمن والمستدام للمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة دون عوائق وفقاً للمبادئ الإنسانية".
وأعرب البيان كذلك عن "بالغ القلق إزاء تصاعد العنف في الضفة الغربية، ومطالبة المجتمع الدولي بدعم وتعزيز السلطة الوطنية الفلسطينية، وتقديم الدعم المالي للشعب الفلسطيني، بما في ذلك من خلال المؤسسات الفلسطينية، باعتباره أمراً بالغ الأهمية".
وأمس الأربعاء، فشل مجلس الأمن الدولي، في تبني مشروعيْ قرارين اقترحتهما الولايات المتحدة وروسيا بشأن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وكان يتضمن الثاني المطالبة بوقف إطلاق النار في غزة.
وتعليقاً على فشل مجلس الأمن في هذا الصدد، أكد أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، في بيان، الخميس، أن "هذا الإخفاق إنما يعكس عدم وجود إرادة دولية حقيقية لوضع حد للعملية العسكرية التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي في القطاع رغم انتهاكها الصارخ للقانون الدولي الإنساني عبر استهدافها للمدنيين".
ومنذ 20 يوماً يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي استهداف غزة بغارات جوية مكثفة دمّرت أحياءً بكاملها، وقتلت 7028 فلسطينياً، بينهم 2913 طفلاً و1709 سيدات و397 مسناً، وأصابت 18484 شخصاً، إضافة إلى أكثر من 1950 مفقوداً تحت الأنقاض.
"العفو الدولية" تدعو لوقف إطلاق النار
في سياق متصل، أصدرت منظمة العفو الدولية "نداء عاجلاً" من أجل وقف فوري لإطلاق النار "في قطاع غزة وإسرائيل من قبل جميع الأطراف؛ للحيلولة دون وقوع مزيد من الخسائر في أرواح المدنيين، ولضمان إمكانية وصول المساعدات المنقذة للحياة إلى سكان قطاع غزة في خضم كارثة إنسانية غير مسبوقة".
وقالت أنياس كالامار، الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية: "على مدى الأسبوعين والنصف الماضيين، شهدنا الرعب يتكشف على نطاق لا يمكن تخيله في إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة. ويكابد ما يزيد على مليوني شخص في قطاع غزة من أجل البقاء على قيد الحياة، في خضم أزمة إنسانية كارثية".
أضافت في بيانها: "يجب أن تسود الإنسانية في مواجهة مثل ذلك الدمار والمعاناة غير المسبوقين"، مشيرة إلى أن "ثمة حاجة إلى التحرك العاجل لتوفير الحماية للمدنيين، ومنع مزيد من المستويات المروعة من المعاناة الإنسانية".
كما حثت "العفو الدولية" جميع أعضاء المجتمع الدولي على التكاتف معاً للمطالبة بوقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية من قبل جميع أطراف النزاع، بحسب البيان.