قال وزير الطاقة الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، إن إسرئيل لن تتراجع عن غزو بري مُحتمل لغزة، بسبب قضية الأسرى المحتجزين لدى فصائل المقاومة في القطاع، فيما قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، إن الجيش طلب من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ضرورة التوغل البري، حتى مع سقوط قتلى بصفوف الجيش.
جاءت تصريحات كاتس في مقابلة مع صحيفة "بيلد" الألمانية، ستُنشر الثلاثاء 24 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وقال إن إسرائيل ستبذل قصارى جهدها لإعادة الرهائن، ونقلت الصحيفة عنه القول: "لكن هذا لا يمكن أن يعيق تحركاتنا، بما في ذلك الهجوم البري إذا قررنا ذلك".
كاتس أضاف أن حركة "حماس تريد ألا يدخل الجيش لتدمير بنيتها التحتية، وهذا لن يحدث"، على حد تعبيره.
تأتي تصريحات كاتس فيما أعلنت حركة "حماس" مساء الإثنين، 23 أكتوبر/تشرين الأول 2023، عن إطلاقها سراح أسيرتين مدنيتين أخريين لأسباب صحية، مشيرةً إلى أن ذلك جاء استجابةً لوساطة مصرية وقطرية، وكانت قد لفتت إلى أن إسرائيل رفضت تسلُّم الأسيرتين في وقت سابق.
الجيش يحثّ على التوغل
في سياق متصل، قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، الإثنين 23 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إن جيش الاحتلال أبلغ نتنياهو بأن "أهداف الحرب تتطلب عملية برية بقطاع غزة، حتى على حساب سقوط قتلى" في صفوفه.
أشارت الصحيفة إلى أن الجيش يعتقد أنه من الضروري التوغل براً في قطاع غزة، من "أجل تحقيق أهداف الحرب التي حددها المستوى السياسي (الحكومة)، حتى على حساب العديد من القتلى من الجنود، لكنه ينتظر موافقة نتنياهو".
أضافت الصحيفة أن "المستوى السياسي الإسرائيلي سبق ووجه الجيش بتدمير القدرات العسكرية والسلطوية لحماس، وخلق واقع أمني جديد في القطاع".
كما نقلت الصحيفة عن مصادر عسكرية لم تُسمّها قولها إن "بعض أعضاء هيئة الأركان العامة يرون أن الدخول البري سيُشكل ضغطاً على حماس، للتوصل إلى اتفاق لإعادة المختطفين، في محاولة لإنهاء الحرب"، بينما تقول مصادر في المؤسسة العسكرية إنهم "لمسوا تردداً في المستوى السياسي بشأن استمرار الحرب".
الصحيفة أضافت في هذا الصدد أنه "في الجيش، يُنظر إلى تردد نتنياهو على أنه عدم ثقة في الجيش الإسرائيلي وقدرته على تحقيق الأهداف التي حددتها الحكومة".
يأتي هذا فيما بدأ مؤخراً مسؤولون مقربون من نتنياهو يرددون رسالة مفادها أنه "من الأفضل عدم التسرع بالدخول إلى غزة، نظراً لخطر اندلاع حريق في الشمال (مع حزب الله اللبناني)، بل وربما المنطقة برمتها"، وفق "هآرتس".
كان مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق يعقوب عميدرور، قد قال يوم الأحد الماضي لقناة "كان" الرسمية، إنه "لا ضرر من تأخير الدخول البري، كل يوم يمر هو لصالحنا وعلى حساب حماس، وكلما مر الوقت نحتاج إلى قدر أقل من القوة الجوية في غزة، ومن الممكن نقلها إلى الشمال".
ولليوم الثامن عشر على التوالي، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي استهداف غزة بغارات جوية مكثفة دمّرت أحياء بكاملها، ما تسبب باستشهاد 5087 فلسطينياً، بينهم 2055 طفلاً و1119 سيدة، وأُصيب 15273 شخصاً، بحسب إحصاءات وزارة الصحة في القطاع حتى اليوم.
فيما قتلت حركة "حماس" أكثر من 1400 إسرائيلي، وأصابت 5132، وفقاً لوزارة الصحة الإسرائيلية، كما أسرت ما يزيد عن 200 إسرائيلي، بينهم عسكريون برتب عالية، خلال عملية شنتها يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وأطلقت عليها اسم "طوفان الأقصى".