اختتمت مساء يوم الأحد 22 أكتوبر/تشرين الأول 2023، في مدينة إسطنبول، فعاليات منتدى الشرق الشبابي السابع تحت عنوان "اجتياز العوائق"، والذي ركز على القضية الفلسطينية وما يتعلق بها من مستجدات وتحديات، ومناقشة أمور تهم الشباب في منطقة الشرق الأوسط وارتباطها بالتداعيات الحاصلة على النظام العالمي الناشئ.
المؤتمر الذي استمرت فعالياته على مدى يومي 21 و22 أكتوبر/تشرين الأول، جمع أكثر من 1500 مشارك من القادة الشباب والنشطاء وأصحاب الرأي والتأثير من أكثر من 50 دولة، بجانب حوالي 60 شخصية من الخبراء وصناع القرار.
وقال وضاح خنفر، رئيس منتدى الشرق، في فعاليات ختام المؤتمر، إن هذه الفعاليات تعد بداية جديدة للعمل الشبابي تجاه قضايا الأمة، مشدداً على ضرورة التفكير خارج إطار السياسات التي وضعها لنا الاستعمار، وخارطة "سايكس-بيكو" التي فرضت على المنطقة.
وأوضح أن زرع فكرة أننا أمة واحدة تشمل الأمم الأربع الموجودة في منطقة الشرق، العرب والترك والكرد والفرس، كانت تعني ضرورة جمع شخصيات لجمع هذه الأمم الأربع سوياً، وإنشاء مشاريع مشتركة.
ووجه خنفر حديثه للشباب بالقول: "لا تقولوا عبارة لا بد أن يصير كذا، بل قل أنا لا بد أفعل كذا، أنا ومن بجواري ومن هو أمامي لازم نفعل كذا"، داعياً إلى عدم التعويل على الأنظمة السياسية أو القوى الدولية للقيام بالأفعال.
وقال رئيس منتدى الشرق للشباب إنه إذا ظننتم أن هناك عوائق أمامكم، فلتنظروا إلى شباب قطاع غزة الذين لا يوجد عائق في العالم إلا وهو عندهم، وبالتالي لا يوجد عذر لأحد.
وفي ختام المؤتمر، تم الإعلان عن البيان الختامي تحت عنوان "إعلان قوة ومسؤولية الشباب"، بالقول: "نحن، شباب العالم المتحمسين، المجتمعين في مؤتمر شباب الشرق الدولي السابع، نتعهد رسمياً بالوقوف كمدافعين لا يتزعزعون عن العدالة والحرية للجميع وخاصة فلسطين. إننا ندرك مدى إلحاح الأزمات التي يعاني منها كوكبنا والمظالم التي لا تزال قائمة. نحن نرتقي إلى مستوى الالتزام، ونعلن أنفسنا أبطالاً لمستقبل عادل ومستدام ومنصف".
مطالب من أجل العدالة في فلسطين
وطالب المؤتمر بالعدالة من أجل فلسطين من خلال مجموعة من المطالب أبرزها الوقف الفوري لكافة سياسات وممارسات الفصل العنصري في فلسطين، وكذلك تفكيك الجدار العازل وكافة القوانين التمييزية، بالإضافة إلى الاعتراف بالإبادة الجماعية التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني ومحاسبة المسؤولين عنها.
وتضمنت المطالب أيضاً الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير، بما في ذلك إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة، والمطالبة بحق العودة للاجئين الفلسطينيين، مع الاعتراف بحقهم في العودة إلى أراضي أجدادهم وديارهم.
ودعا البيان الختامي للمؤتمر إلى تقديم مساعدات إنسانية فورية للتخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني ودعم إعادة بناء البنية التحتية التي دمرتها الصراعات، وحث الحكومات والمنظمات في جميع أنحاء العالم على ممارسة الضغط السياسي والاقتصادي والدبلوماسي على المسؤولين عن الظلم المستمر في فلسطين.
إعلان الشباب كوكلاء للتغيير
وتضمن الإعلان الختامي للمؤتمر، أيضاً، إعلان الشباب عن أدوارهم كوكلاء للتغيير. وشملت هذه الأدوار مكافحة العنصرية وكراهية الأجانب وجميع أشكال التمييز، وتعزيز عالم يتم فيه احترام حقوق كل فرد وكرامته، والتعهد بالعمل من أجل الحفاظ على كوكب الأرض والسعي للقضاء على خطر تغير المناخ والدعوة إلى ممارسات بيئية مسؤولة ومستدامة.
كما تضمنت هذه الأدوار الدعوة إلى الإزالة الفورية لجميع الأسلحة النووية، والعمل بجد لخلق عالم ينتصر فيه السلام على الصراع، والدبلوماسية على الدمار، والمطالبة بإنهاء الأزمات الاقتصادية المتجذّرة في عدم المساواة والاستغلال، والعمل من أجل إقامة نظام اقتصادي عادل يستفيد منه الجميع، وليس فقط القلة المتميزة.
أيضاً تضمن الإعلان الالتزام بمناصرة حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية في كل مجالات المجتمع، وتفكيك الأنظمة القمعية والأحكام المسبقة.
كما أكد الإعلان الختامي على تمكين الشباب، والإصرار على حقهم في أن يُسمع صوتهم، والتدرج في عمليات صنع القرار.
مؤتمر الشرق الشبابي
حول مؤتمر الشرق الشبابي السابع، قال وضاح خنفر: "قيم الشرق عندما انطلقت قبل 10 سنوات، جاءت لبناء وعي جديد في أوساط الشباب، وأظن أن هذا الوعي بدأ يصل إلى لحظة فارقة هي اللحظة التي نقف فيها، لم يعد الأمر هو مسألة تحفيز، بل عمل؛ لذلك فلنخرج من هذا المؤتمر وفي ذهن كل واحد منا، مشروع ليعمل عليه، عندها فعلاً نحقق الرسالة التي تأسس لها هذا المؤتمر، وعندها نحقق ذواتنا ونرتقي بإنسانيتنا".
في هذا الصدد، تجدر الإشارة إلى أن المواضيع التي تم استكشافها خلال مؤتمر الشرق الشبابي السابع شملت "السياسة وشبكات وديناميكيات التغيير والاقتصاد والأعمال والتكنولوجيا والصحة النفسية للشباب والإعلام والتعليم والمناخ والذكاء الاصطناعي".
يُذكر أنه من أهداف انعقاد هذا المؤتمر بشكل دوري، تركيزه على تعزيز الحوار والتفاهم بين الشباب من خلفيات متنوعة عبر توفير منصة لتبادل الأفكار والخبرات والحلول المبتكرة لبعض التحديات الأكثر إلحاحاً في العالم. وعلى مدى السنوات العشر الماضية، عُقدت ستة مؤتمرات مختلفة لمناقشة أهم التحديات التي تواجه منطقتنا والعالم، بدءاً من مؤتمر الشرق الشبابي الدولي الأول عام 2012، وحتى مؤتمر الشرق الشبابي السابع 2023.
يُشار إلى أنه منذ تأسيس منتدى الشرق عام 2012؛ عمل المنتدى كمنظمة دولية مستقلة غير ربحية تهدف إلى "ترسيخ قيم التعددية والعدالة مع تطوير استراتيجيات وبرامج طويلة المدى، تساهم في تحقيق المساواة، والتنمية السياسية والازدهار الاقتصادي والتماسك الاجتماعي لشعوب منطقة الشرق والعالم".