قال ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، مساء الجمعة 20 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إن المملكة ترفض سياسة التهجير الجماعي القسري للفلسطينيين في غزة، وهو ما تسعى إسرائيل إلى فرضه على سكان القطاع، من خلال تكثيف قصفها على المناطق السكنية.
جاء ذلك خلال اتصال هاتفي تلقاه محمد بن سلمان من رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، أكد خلاله على ضرورة بذل كافة الجهود الممكنة لخفض وتيرة التصعيد، وضمان عدم اتساع رقعة العنف، حسب ما أوردت وكالة الأنباء السعودية "واس".
الأمير محمد أكد على "ضرورة رفع الحصار عن غزة لإدخال المساعدات الطبية والإغاثية إلى القطاع، ورفض المملكة لسياسة التهجير الجماعي القسري للفلسطينيين في غزة".
كذلك تلقى الأمير محمد اتصالاً هاتفياً من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، شدد خلاله على "رفض المملكة لاستهداف المدنيين بأي شكل من الأشكال، وعلى أهمية الالتزام بالقانون الدولي الإنساني"، وفقاً لما ذكرته "واس".
كما أكد الأمير محمد على "ضرورة وقف العمليات العسكرية ضد المدنيين والبنى التحتية التي تمس حياتهم اليومية، وعلى ضرورة تهيئة الظروف لعودة الاستقرار وتحقيق السلام الدائم بالوصول إلى حل عادل لإقامة دولة فلسطينية".
يأتي هذا فيما تسعى إسرائيل إلى تهجير سكان قطاع غزة إلى البلدان المجاورة، واعتبر ملك الأردن عبد الله الثاني، أن استقبال اللاجئين يُعد خطاً أحمر، مضيفاً: "لا لاجئين في الأردن، ولا لاجئين في مصر"، موضحاً "خطر توسع الحرب في غزة حقيقي وعواقبه وخيمة".
كذلك كان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قد أعرب الإثنين، 16 أكتوبر/تشرين الأول 2023، عن رفضه تعريض المدنيين في قطاع غزة لعقاب جماعي بالحصار أو التهجير.
السيسي، وفي تصريحات أخرى له يوم 18 أكتوبر/تشرين الأول 2023، دعا الاحتلال الإسرائيلي إلى نقل الفلسطينيين من قطاع غزة إلى صحراء النقب، وذلك رداً على فكرة تهجيرهم إلى سيناء في مصر، ولمّح إلى الاستعانة بالشعب المصري للوقوف بوجه هذا المخطط الإسرائيلي.
ومنذ بدء الحرب على غزة يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تجدد إسرائيل طلبها لسكان مدينة غزة وشمال القطاع بإخلاء منازلهم والتوجه جنوباً، وذلك رغم الانتقادات الدولية لعملية التهجير القسري هذه.
تتبع إسرائيل سياسة تدمير واسعة للقطاع، بهدف دفع سكانه للخروج، وأعلن رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، سلامة معروف، مساء الجمعة 20 أكتوبر/تشرين الأول 2023، عن تهدم 5500 مبنى سكني بصورة كلية في غزة، كانت تضم 14200 وحدة سكنية، جراء القصف الذي تشنه إسرائيل.
سلامة أشار خلال مؤتمر صحفي إلى "تضرر نحو 133370 وحدة سكنية بشكل جزئي، منها 10127 وحدة سكنية غير صالحة للسكن. إضافة إلى 62 مقراً حكومياً وعشرات المرافق العامة والخدماتية"، وفقاً لما ذكرته "قدس برس".
يأتي هذا فيما تواصل إسرائيل شن غارات مكثفة على غزة، مخلفة آلاف الشهداء والجرحى من المدنيين، وتقطع عنها إمدادات المياه والكهرباء والغذاء والأدوية؛ ما أثار تحذيرات محلية ودولية من كارثة إنسانية مضاعفة، بموازاة مداهمات واعتقالات إسرائيلية مكثفة في مدن وبلدات الضفة الغربية المحتلة.
ورداً على "اعتداءات إسرائيلية يومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته"، أطلقت حركة "حماس" وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية "طوفان الأقصى"، في 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، اقتحمت في بدايتها مستوطنات ومواقع عسكرية إسرائيلية في غلاف قطاع غزة.