تستضيف مصر قمة بشأن أزمة غزة، السبت 21 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وسط تصاعد مخاوف نشوب حرب أوسع نطاقاً في الشرق الأوسط، لكن غياب مسؤول بارز من الولايات المتحدة الحليف الرئيسي لإسرائيل وبعض الزعماء الآخرين ثبط من توقعات ما يمكن للقمة تحقيقه.
وستجمع القمة التي ستنعقد في عجالة في ظل احتدام الصراع، عدة رؤساء دول وحكومات من دول عربية وأوروبية، إضافة إلى وزراء خارجية. وسيجتمعون في ظل استعداد إسرائيل لتنفيذ هجوم بري على غزة عقب تنفيذ حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، هجوماً أودى بحياة 1400 شخص في إسرائيل. وقُتل أكثر من 4100 فلسطيني في الهجوم الإسرائيلي المضاد وسط تفاقم أزمة إنسانية في غزة.
ولم يصدر أي تصريح حتى الساعة الـ14.00 بتوقيت غرينتش حول من سيمثل الولايات المتحدة أو إذا ما كانت القوتان الكبريان الصين وروسيا ستحضران في الأصل.
ضبابية بسبب اجتماع في مصر يخص غزة
لم تقل مصر شيئاً يذكر حول أهداف القمة أكثر من بيان صادر في 15 أكتوبر/تشرين الأول، عن الرئاسة المصرية، مفاده أن القمة ستشمل آخر المستجدات فيما يتعلق بالأزمة في غزة ومستقبل القضية الفلسطينية.
وقال مصدر أوروبي: "ما من فكرة عامة محددة لدى المشاركين حتى الآن. ما يزال الكثير محل تغيير".
ولن يحضر المستشار الألماني أولاف شولتز ورئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، بينما لم يصدر بيان رسمي حول إذا ما كان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيحضر.
وذكر مسؤول كبير بالاتحاد الأوروبي أن مباحثات جرت حول إعلان مشترك للقمة، لكن لا تزال ثمة "خلافات"، لذلك لم يتضح إذا ما كانوا سيصدرون نصاً في النهاية.
وقال المسؤول إن رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل ومسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل يعتزمان الذهاب إلى القاهرة، لكنهما سيسابقان الزمن للوصول إلى هناك في الوقت المناسب، إذ إن كليهما في واشنطن الجمعة لحضور قمة للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وعبرت دول عربية عن غضبها من قصف إسرائيل غير المسبوق لغزة وحصار القطاع الذي يقطنه 2.3 مليون شخص.
وتسببت اشتباكات على حدود إسرائيل مع لبنان ومحاولة شن مسلحين مدعومين من إيران هجمات بأماكن أخرى في تأجيج مخاوف إزاء اتساع دائرة الصراع، وبالتحديد إذا ما أودى الاجتياح البري بحياة كثيرين، في الوقت نفسه الذي يؤجج فيه تزايد المضايقات المعادية للإسلام والمعادية للسامية في أنحاء العالم مخاوف أمنية في دول كثيرة.
وتكافح دول أوروبية للاتفاق على نهج موحد لمعالجة الأزمة، فيما هو أكثر من التنديد بهجوم حماس، وذلك عقب أيام من الارتباك والرسائل المتباينة.
محاولات مصرية لإيصال المساعدات لغزة
في حين تحاول مصر توصيل المساعدات الإنسانية إلى غزة من خلال معبر رفح، لكن المساعدات مكدسة على الجانب المصري.
وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في وقت سابق، إن ملايين المصريين سيعارضون أي تهجير قسري للفلسطينيين إلى سيناء، مضيفاً أن أي تحرك مماثل سيحول شبه الجزيرة إلى قاعدة لشن هجمات على إسرائيل.
ويعكس موقف مصر مخاوف عربية إزاء احتمال فرار الفلسطينيين مجدداً أو إكراههم على ترك منازلهم بشكل جماعي مثلما حدث في النكبة عام 1948 مع إعلان قيام إسرائيل.
وقال العاهل الأردني الملك عبد الله والسيسي، الخميس، إن الفلسطينيين ينبغي ألا يهجّروا قسرياً، وإن إسرائيل تتبع "سياسة العقاب الجماعي" لسكان غزة من خلال قصف المدنيين.
وقال مسؤولون إسرائيليون من بينهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، إنهم سيقضون على حماس رداً على هجومها. لكن ثمانية مسؤولين إقليميين وغربيين مطلعين على الصراع قالوا إن إسرائيل لا تملك أي تصور واضح للمرحلة النهائية ولا توجد خطة واضحة لكيفية حكم قطاع غزة بعد ذلك.
قلق أمريكي بخصوص الوضع في غزة
ذكر مصدر في واشنطن مطلع على المسألة، أن القلق يساور بعض معاوني الرئيس الأمريكي جو بايدن من أنه على الرغم من احتمال وضع إسرائيل خطة فعالة لإنزال ضرر دائم بـ"حماس"، فإنها لم تضع بعدُ استراتيجية للخروج من القطاع.
ومن المزمع أن يفتتح الرئيس المصري القمة في العاشرة من صباح غدٍ السبت (07.00 بتوقيت غرينتش).
في سياق متصل قام أكبر جنرال يشرف على القوات الأمريكية في الشرق الأوسط بزيارة غير معلنة للقاهرة، الخميس؛ لإجراء محادثات مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، تركزت على الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) وكيفية إدخال المساعدات إلى قطاع غزة.
وتتاخم شبه جزيرة سيناء المصرية قطاع غزة، ومعبرها الحدودي في رفح هو الطريق الوحيد لدخول المساعدات مباشرة إلى غزة من خارج إسرائيل. كما أنها المخرج الوحيد الذي لا يؤدي إلى الأراضي الإسرائيلية.
وقال مصدران أمنيان مصريان إن أكثر من 100 شاحنة تنتظر بالقرب من الجانب المصري لمعبر رفح منذ الخميس، لكن من غير المتوقع دخول المساعدات قبل الجمعة. وهناك مزيد من المساعدات عالقة في مدينة العريش المصرية الواقعة على بعد 45 كيلومتراً من رفح.
وذكر بيان لمكتب السيسي أن المحادثات مع الجنرال الأمريكي مايكل إريك كوريلا قائد القيادة المركزية الأمريكية، تناولت بشكل خاصٍّ "التطورات في قطاع غزة".
وجاء في البيان أن السيسي "استعرض جهود مصر لخفض التصعيد، مؤكداً ضرورة تضافر جهود المجتمع الدولي للدفع في اتجاه احتواء الموقف المتأزم ووقف تصاعده في اتجاهات خطيرة".
وجاء الاجتماع الذي عُقد في القاهرة حيث التقى كوريلا أيضاً وزير الدفاع المصري محمد زكي، في الوقت الذي تسعى فيه واشنطن ومصر للتوصل إلى اتفاق مع إسرائيل لتوصيل المساعدات إلى غزة.
تفاقم الأزمة في غزة
أصبح معبر رفح نقطة محورية في الصراع بين إسرائيل وحركة حماس مع تفاقم الأزمة الإنسانية وتوجه مئات آلاف الفلسطينيين إلى جنوب غزة من شمال القطاع هرباً من القصف الإسرائيلي.
وتشعر مصر بقلق من فكرة أن القصف الإسرائيلي غير المسبوق والحصار المشدد على غزة يمكن أن يجبرا سكانها على التوجه جنوباً، وقالت إنها لن تسمح بأي نزوح جماعي جديد للفلسطينيين.
وكان معظم سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون، يعتمدون على المساعدات قبل بدء الصراع الحالي، وكانت نحو 100 شاحنة تقدم يومياً الإغاثة الإنسانية للقطاع، وفقاً للأمم المتحدة.