قال مركز "الأزهر" للفتوى"، لأربعاء 18 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إن المستوطنين في الأراضي الفلسطينية هم محتلون وليسوا مدنيين، مشيداً بالعمليات الحالية للمقاومة الفلسطينية ضد إسرائيل، وقال إنها "حلقة جديدة من سلسلة نضال الشعب الفلسطيني ضد إرهاب الكيان الصهيوني المحتل الغاصب".
جاء ذلك في بيان نشره مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، وقال الأزهر في البيان إن "المستوطنين بالأرض المحتلة من الصهاينة، لا ينطبق عليهم وصف المدنيين، بل هم محتلون للأرض، مغتصبون للحق، مُتنَكِّبُون لطريق الأنبياء، معتدون على مقدسـات مدينة القدس التّاريخية، بما فيها من تراث إسلاميّ ومسيحيّ".
أشار الأزهر إلى أن عمليات المقاومة الحالية ضد إسرائيل، "هي جزء صغير من رد الفلسطينيين للعدوان التاريخي البشع على المقدسات والأرض والشعب الفلسطيني، بلغة القوة التي لا يفهم الصهاينة غيرها".
كما أشاد الأزهر "بصمود الشعب الفلسطيني وتشبثه بأرضه، رغم مخاطر القصف الصهيوني الغاشم"، وقال إن "شعب فلسطين يضرب أروع الأمثلة في البطولة، ويضع العالم الصامت المُتخاذل، أو الداعي والداعم لهذه الجرائم في مأزق إنساني وأخلاقي كبير، ويزيح عن وجهه الكريه وشاحَ الإنسانية المزعوم المكذوب".
أكد الأزهر في بيانه أيضاً أن "الشعب الفلسطيني يعاني منذ ما يقرب من قرن من الزَّمان إرهـاباً مُمنهجاً واضطهـ.ـاداً وتهجيـ.ـراً وقهـ.ـراً وإبادةً وحشيَّة على يدِ مُحتـ.ـل غاصب، يضرب بالقوانين الدولية والحقوق الإنسانية عرض الحائط، ويحظى بدعم عالميّ استقوائيّ فاشـ.ـيّ ازدواجيّ المعايير".
أضاف الأزهر أن "ما ينفذه الكيـ.ـان الصهيـ.ـوني الآن من مجـ.ـازر وحشيّـ.ـة في حقّ الشعـ.ـب الفلسطينـ.ـي جريمة حـ.ـرب مكتملة الأركان، سيحاسَب عليها عاجلاً أو آجلاً، وسيكتب التاريخ أسماء من ارتكبوا هذه الجرائم وحرّضوا عليها ودعموها بمزيد من الخِزي والعار".
أدان الأزهر أيضاً استهداف الاحتلال الإسرائيلي للمشافي وفرق الإنقاذ والنازحين، ومنع وصول المرافق والمساعدات الإغاثية إليها تحت سمع وبصر العالم، وقال إن "جرائم إنسانية تفضح بشاعة هذا الإرهاب الصهيوني الخسيس، وبشاعة وأطماع من يدعمه ويؤيده من دول العالم".
انتقد الأزهر كذلك ترويج وسائل الإعلام الأمريكية والغربية لأكاذيب الاحتلال الإسرائيلي، وقال إن ذلك "يُعدَّ شرعنة لمذابحـه الدموية ضد أطفال الشعـ.ـب الفلسطينـ.ـي، وتحريضاً على جرائم الكراهيـ.ـة ضد الفلسطينييـ.ـن والمسلمين في العالم".
أضاف الأزهر في هذا الصدد: "يتناسى العالم عمداً أن الكيـ.ـان الصهيونـ.ـي المُحتَل جمرة خبيثة في قلب الأمة الإسلامية والعربية، والقوى المحتلـ.ـة -بحسب المواثيق والقوانين الدولية- لا حق لها في أرض ولا مقدرات ولا مقدسات، وردُّ عدوانها مقاومةٌ مفروضةٌ ضد الظلم والقهر والطُّغيان".
ودعا الأزهر الداخل الفلسطيني إلى أن "يحتشد صفّاً واحداً في وجه هذا الاحتلال البغيض، وأن يستمسك بقضيته العادلة دون أن تُرهبَه آليات الاحتلال أو سياساته الهشَّة الدَّنيَّة، والتي سيؤول مصيرها حتماً إلى زوال".
أكد الأزهر أيضاً أن "الأنظمة الأمريكيـ.ـة والغربية لن تستطيع خداع الشعوب الإسلامية والعربية بعد أن سقط قناع إنسانيتها الكاذب وتسامحها المزعوم، وبعد أن فُضِحت حقيقة كراهيتها لهم، ورغبتها في إفشالهم وتفريقهم من خلال مواقفها الأخيرة ضد القضية الفلسطينـة العادلة".
دعا الأزهر أيضاً الشعوب العربية والإسلامية "ألا يتركوا إخوتهم من أبناء الشعـ.ـب الفلسطينـ.ـي وحدهم، وأن يدعموهم وينصروهم بما استطاعوا، كلٌّ على حسب استطاعته وموقعه وتأثيره".
يأتي بيان الأزهر فيما تدخل الحرب الإسرائيلية المدمرة على قطاع غزة يومها الـ12، كما يأتي بعد يوم من ارتكاب الاحتلال مجزرة بشعة جراء قصفه لمستشفى المعمداني (الأهلي) في قطاع غزة، ما تسبب باستشهاد 471 قتيلاً، و28 حالاتهم حرجة، بحسب ما ذكرته وزارة الصحة في غزة.