قتلت الغارات الإسرائيلية ما لا يقل عن 50 فلسطينياً، معظمهم من النساء والأطفال، جراء غارات جوية عنيفة نفذها الاحتلال على قطاع غزة المُحاصر، ليل الإثنين/الثلاثاء 17 أكتوبر/تشرين الأول 2023، متسبباً أيضاً بسقوط مئات الجرحى، في حين فشل مجلس الأمن الدولي في تبني مشروع قرار لوقف إطلاق النار في غزة.
وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، قالت إن غارات الجيش الإسرائيلي استهدفت منازل في رفح وخان يونس جنوبي قطاع غزة، كما نقلت وكالة الأناضول عن مصادر طبية قولها إن أطفالاً ونساءً من بين الشهداء الذين سقطوا جراء استهداف منزل في رفح.
كذلك تعرض مخيم النصيرات وسط قطاع غزة لقصف إسرائيلي عنيف، وأشارت الوكالة الفلسطينية إلى أن الاحتلال واصل قصفه العنيف على قطاع غزة من الطيران والبوارج والزوارق الحربية والمدفعية.
كما أغارت الطائرات الحربية على منزل في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، فيما جددت مدفعية الاحتلال قصفها للمناطق الشرقية للمدينة.
كان قد شهد مساء الإثنين استشهاد صحفي وحماته في قصف إسرائيلي استهدف شقة سكنية في حي الزيتون جنوب مدينة غزة، وإصابة عدد من أفراد أسرته بجروح ما بين حرجة ومتوسطة، وفي حي الرمال أيضاً غرب مدينة غزة، استشهد 8 فلسطينيين في قصف أحد المنازل.
في سياق متصل، فشل مجلس الأمن الدولي في تبني مشروع قرار روسي يدعو إلى وقف إطلاق نار إنساني في قطاع غزة، وحصل مشروع القرار الروسي على 5 أصوات مؤيدة، فيما صوتت 4 دول ضد القرار، وامتنعت 6 دول أخرى عن التصويت.
صوتت روسيا والصين والإمارات والغابون وموزمبيق لصالح القرار، فيما صوتت الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا واليابان ضده، وامتنعت كل من البرازيل وسويسرا وألبانيا ومالطا والإكوادور وغانا عن التصويت.
يحتاج مشروع القرار لاعتماده إلى الحصول على موافقة الأغلبية اللازمة المتمثلة في 9 أصوات من أصل 15 دولة عضوة في المجلس.
كان القرار الروسي ينص على "يدعو مجلس الأمن الدولي إلى وقف فوري لأسباب إنسانية لإطلاق النار، يكون مستداماً ويحظى بالاحترام الكامل".
واقترحت روسيا يوم الجمعة الماضي مسودة لمشروع القرار الداعي إلى إطلاق سراح الرهائن ووصول المساعدات الإنسانية والإجلاء الآمن للمدنيين، كما أدان نص مشروع القرار العنف ضد المدنيين وجميع الأعمال الإرهابية.
وسط هذا التصعيد الكبير على غزة، أفادت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" بأن "الماء قد نفد من الأطفال والأسر في غزة. وهم الآن مجبرون على استخدام المياه "القذرة" من الآبار، ما يزيد من مخاطر الإصابة بالأمراض المنقولة بالمياه.
المنظمة قالت في منشور على منصة إكس مساء الإثنين: "نحن بحاجة إلى هدنة إنسانية فورية، لضمان الوصول الآمن ودون عوائق إلى الأطفال والعائلات في غزة".
في وقت سابق أمس الإثنين، نفت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، تقارير تتحدث عن دخول الوقود إلى قطاع غزة عبر معبر رفح، وقالت مديرة الإعلام بـ"الأونروا" جولييت توما: "لم تدخل أي إمدادات على الإطلاق إلى غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول. لا وقود، ولا طعام، ولا ماء، ولا أي نوع آخر من المساعدات".
مع دخول القصف الإسرائيلي على غزة اليوم الـ11، قالت وزارة الصحة الفلسطينية أمس الإثنين، إن عدد ضحايا القصف وصل إلى 2778 شهيداً و9938 جريحاً.
في حين أسفرت عملية حركة "طوفان الأقصى" التي نفذتها حركة "حماس" وفصائل فلسطينية عن مقتل أكثر من 1300 إسرائيلي وإصابة 3968 وأسر ما يزيد نحو 200 آخرين، وفقاً لمصادر رسمية إسرائيلية.
يُذكر أن قطاع غزة يعاني من أوضاع معيشية متدهورة للغاية، جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ أن فازت "حماس" بالانتخابات التشريعية الفلسطينية في 2006.