تظاهر مئات الأردنيين مساء الثلاثاء 17 أكتوبر/تشرين الأول 2023 أمام السفارة الإسرائيلية في العاصمة عمان، تنديداً بالمجزرة التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي بعد قصفه للمستشفى المعمداني في قطاع غزة وتسبب في استشهاد ما لا يقل عن 500 شخص على الأقل وإصابة مئات الفلسطينيين، وقد ندد المتظاهرون بالجرائم الإسرائيلية.
في حين تداول نشطاء مقاطع فيديو توثق محاولات من جانب الشباب الأردني الغاضب، اقتحام السفارة الإسرائيلية، وقاموا بإشعال النيران في جدران السفارة، لكن الأمن الأردني قال وفق ما نقلت وكالة الأنباء الأردنية إنه أبعد محتجين من محيط السفارة الإسرائيلية في عمان ولم يحصل أي اقتحام لها.
في سياق متصل فقد شارك مئات الأردنيين، الأربعاء، بوقفة شعبية داعمة للمقاومة الفلسطينية وقطاع غزة، ورافضة لزيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى المملكة.
الوقفة انتظمت بعد صلاة المغرب، أمام مسجد الملك عبد الله الأول، في منطقة العبدلي، بالعاصمة عمّان، بدعوة من قوى شعبية وحزبية ونقابية. وهتف المشاركون "يا حكومة أردنية.. هاي (هذه) الإرادة الشعبية"، و"علا يا بلادي علا.. الموت ولا المذلة"، و"طالعلك يا عدوي طالع ومن كل بيت وحارة وشارع"، و"بالروح بالدم نفديك يا فلسطين"، وغيرها من الهتافات الأخرى.
وفي كلمة له، قال مراد العضايلة، الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي (الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين): "بايدن قادم إلى الأردن"، سائلاً المشاركين عما يقولونه له، لتبدأ بعدها هتافات "لا أهلاً ولا سهلاً".
فيما اختار المشاركون أن يخلعوا أحذيتهم ويرفعوها بوجه زيارته، على حد تعبيرهم.
مراقب عام جماعة الإخوان، عبد الحميد الذنيبات، قال خلال كلمة له: "إن بايدين شريك في دماء أهلنا وما يجري على أرض غزة".
وتستضيف عمّان، الأربعاء، قمة رباعية تجمع الملك عبد الله الثاني، ورؤساء مصر وفلسطين والولايات المتحدة، عبد الفتاح السيسي ومحمود عباس وجو بايدن، لبحث التطورات "الخطيرة" في قطاع غزة.
يُذكر أنه رداً على "اعتداءات إسرائيلية يومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته"، أطلقت "حماس" وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وتواصل مواجهتها مع جيش الاحتلال لليوم الحادي عشر على التوالي.
وحتى مساء الثلاثاء، بلغ عدد ضحايا الفلسطينيين نحو 3 آلاف شهيد و12500 جريح في غزة، و61 قتيلاً و1250 جريحاً في الضفة الغربية، بحسب أحدث حصيلة لوزارة الصحة الفلسطينية.
ويواصل الاحتلال الإسرائيلي شن غارات مكثفة على غزة، وقطع إمدادات المياه والكهرباء والغذاء والأدوية عن القطاع؛ ما أثار تحذيرات محلية ودولية من كارثة إنسانية مضاعفة، بموازاة مداهمات واعتقالات إسرائيلية مكثفة في مدن وبلدات الضفة الغربية المحتلة.
بحسب مصادر رسمية إسرائيلية، قتلت "حماس" أكثر من 1300 إسرائيلي وأصابت 4229 وأسرت نحو 200 آخرين، بينهم عسكريون برتب كبيرة، ترغب في مبادلتهم مع أكثر من 5 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، في سجون الاحتلال.
وحتى قبل الحرب الراهنة، يعاني سكان غزة، وهم نحو 2.2 مليون فلسطيني، من أوضاع معيشية متدهورة للغاية؛ جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ أن فازت "حماس" بالانتخابات التشريعية الفلسطينية في 2006.