نقل التلفزيون الرسمي الإيراني، الإثنين 16 أكتوبر/تشرين الأول 2023، عن وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان، قوله إن من الممكن توقع قيام جبهة المقاومة بـ"عمل استباقي" في الساعات المقبلة، مضيفاً أنه لن يُسمح لإسرائيل باتخاذ أي إجراء في قطاع غزة دون مواجهة عواقب.
وقال عبد اللهيان للتلفزيون الرسمي: "قادة المقاومة لن يسمحوا للنظام الصهيوني بالقيام بأي عمل في غزة… كل الخيارات مطروحة ولا يمكن أن نكون غير مبالين بجرائم الحرب التي ترتكب ضد شعب غزة".
وزير خارجية إيران ينتقد السعودية بسبب قطاع غزة
حسبما نشرت وكالة الأنباء الإيرانية، قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، إن "ما فعلته الجامعة العربية دون المتوقع، وأتوقع شيئاً من اجتماع الأربعاء، وأبلغت وزير الخارجية المصري بذلك". وأضاف: "كان علينا مقاتلة داعش إما في مترو طهران وإما على بعد ألفي كيلومتر".
في اللقاء نفسه قال وزير الخارجية الإيراني إن السعودية كانت قريبة من التطبيع مع الاحتلال، ولكن حينما يرون تأثير ما يجري على الاقتصاد السعودي فسيتفقون مع إيران على أن جذور انعدام الأمن تعود إلى الورم الصهيوني، على حد وصفه.
كذلك أضاف: "حينما يغتال النظام المحتل العلماء الإيرانيين وسط شوارع طهران لماذا تريدون منا ألا نبالي بهذا الورم السرطاني؟"، مشيراً إلى أن "الحرب في منطقة المقاومة ستعني تغيير الخريطة الجغرافية السياسية لنظام القدس المحتلة".
كذلك انتقد وزير الخارجية الإيراني السعودية على "موقفها غير الواضح" من الهجوم الإسرائيلي على غزة، ويحذّر من هجوم يقع في "منطقة المقاومة" وليس على الجبهات المحاذية لإسرائيل، على حد وصفه ونقلته وكالة الأنباء الإيرانية.
أضاف كذلك أنه "منذ ستة أشهر تتفاوض السعودية مع إسرائيل للتطبيع ولم تتبنَ حتى الآن موقفاً واضحاً مما يجري، وحينما نتحدث عن المقاومة فنحن لا نتحدث عن حزب الله وحده".
وزير الخارجية الإيراني قال كذلك، إن "كل الاحتمالات واردة"، حينما سئل عن إمكانية دخول إيران الحرب مع إسرائيل، مضيفاً: "نحن لا نعطي الأوامر لفصائل المقاومة"، بل "هي تتصرف من تلقاء نفسها"، و "وإذا لم يتوقف استمرار جرائم الحرب ولم يشهد العالم وقفاً فورياً للجرائم، فسوف تُفتح جبهات أخرى"، مشيراً إلى أن زمن الرسائل التي أوصلناها إلى الولايات المتحدة يكاد ينتهي.
في اللقاء نفسه قال: "إن فصائل المقاومة، وليست إيران، ستفتح جبهات جديدة مع إسرائيل في حال استمر الوضع الحالي" ، مضيفاً: "في حديث مع بعض وزراء خارجية الدول الإسلامية، توصلنا إلى أنه إذا لم يتم استغلال الفرص المحدودة والمحدودة جداً المتاحة للأمم المتحدة، فإن إمكانية فتح جبهات جديدة ضد النظام أمر لا مفر منه.
كذلك قال وزير الخارجية الإيراني: "إذا لم ندافع عن غزة اليوم فسنضطر غداً للتعامل مع القنابل الفسفورية الإسرائيلية بمستشفياتنا"
إبراهيم رئيسي يهاتف بوتين
يأتي ذلك في الوقت الذي قال فيه الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، الإثنين، إن "فصائل المقاومة الفلسطينية حرة في اتخاذ قراراتها، ونحن ندعمها". جاء ذلك في محادثة هاتفية بين رئيسي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، بحثا خلالها آخر التطورات على الساحة الفلسطينية، ومستجدات التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين.
وأوضح رئيسي أن "فصائل المقاومة الفلسطينية حرة ومستقلة في اتخاذ قرارتها، ونحن نؤيد كافة الإجراءات، التي تتخذها لمواجهة العدوان الإسرائيلي في سياق دفاعها المشروع عن الأراضي الفلسطينية"، حسب وكالة "إرنا" الرسمية.
وفي معرض إشادته بتقدم العلاقات الايرانية الروسية، أكد رئيسي ضرورة تسريع وتيرة الإجراءات لتوسيع الأواصر الثنائية، لاسيما التعاون في مجالات الطاقة والنقل.
وحول التطورات الفلسطينية، نوه الرئيس الإيراني بمواقف روسيا "الإيجابية والمتمثلة بإدانة جرائم الحرب والإبادة الجماعية التي تمارسها إسرائيل ضد أهالي غزة". وأضاف أن الوضع الحالي في غزة "ينذر باتساع نطاق الحرب والاقتتال إلى سائر الجبهات".
كما دعا الرئيس الإيراني الدول كافة والمحافل الدولية، وروسيا بصفتها من الأعضاء الدائمين لدى مجلس الأمن الدولي، إلى أن تتبنى دوراً "أكثر فاعلية من أجل وقف جرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني". واعتبر رئيس أن "نهج الغرب، خاصةً الولايات المتحدة، الداعم لإسرائيل يحثها على التمادي في جرائم الإبادة الجماعية ضد أهالي غزة".
بوتين يدعو إلى وقف قصف غزة
من جهته، قال بوتين خلال المحادثة الهاتفية ذاتها: "القصف المكثف الذي تشنه إسرائيل على المنطقة المأهولة بأكثر من مليوني إنسان أعزل، أمر غير مبرر ويجب أن يتوقف فوراً".
وأضاف الرئيس الروسي أن "اجتياح غزة برّاً سيؤدي إلى تداعيات إنسانية وعسكرية باهظة الثمن".
ولليوم العاشر تكثف الطائرات الإسرائيلية قصفها على غزة، مستهدفةً المباني السكنية والمرافق، فضلاً عن قطع إمدادات المياه والكهرباء والغذاء والمرافق الأساسية الأخرى، بالتزامن مع رفع وتيرة المداهمات لمدن ومخيمات الضفة الغربية، ما أسفر عن مقتل 2808 وإصابة 10950 فلسطينياً، وفق بيانات رسمية.
فيما أسفرت عملية "طوفان القدس" التي نفذتها حركة حماس وفصائل فلسطينية منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، عن مقتل أكثر من 1300 إسرائيلي بينهم جنود وضباط بالجيش، وإصابة 3968، وأسر نحو 199 آخرين، وفقاً لمصادر رسمية إسرائيلية.
ويعاني سكان قطاع غزة، الذي قطعت عنه إسرائيل مؤخراً المياه والكهرباء والوقود، من أوضاع معيشية متدهورة للغاية؛ جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ أن فازت "حماس" بالانتخابات التشريعية الفلسطينية في 2006.