أعلن وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، أن بلاده طرحت فكرة نظام يكون فيه ضامنون للأطراف من أجل إحلال السلام الدائم في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وذلك في تصريحات أدلى بها فيدان الإثنين 16 أكتوبر/تشرين الأول 2023، في مقابلة مع ممثلي وسائل الإعلام التركية بالعاصمة أنقرة.
ورداً على سؤال حول حصول بعض الدول على صفة الضامن للجانب الفلسطيني ودول أخرى للجانب الإسرائيلي، قال فيدان: "نحن طرحنا الفكرة الرئيسية لمسألة الضمانة، ونقول إنه ينبغي مناقشة النظام أولاً ومن ثم منهجيته بشكل منفصل"، كما أكد فيدان أنه "من غير المقبول أن تقصف إسرائيل غزة بطريقة غير مسبوقة، وتتسبب بمقتل أعداد كبيرة من المدنيين، وتحكم على المنطقة بالفقر والجوع من خلال قطع الكهرباء والمياه والوقود".
عملية طوفان الأقصى كانت مفاجأة!
وأشار المسؤول التركي إلى أن ما حدث إثر عملية "حماس" على مستوطنات غلاف غزة الإسرائيلية في 7 أكتوبر/تشرين الأول "كان مفاجأة للجميع وخاصة لإسرائيل".
وأضاف أن سهولة العبور (المقاتلين الفلسطينيين) من غزة إلى الجانب الآخر (الإسرائيلي) والعمليات التي نتجت إثر هذا العبور، "فاجأت الجميع".
وتابع فيدان: "بعد هدم جزء معين من الجدار الفاصل بين إسرائيل وغزة، كان من المفاجئ دخول عناصر حماس ومجموعات أخرى وعناصر مدنية، دون أن يواجهوا أي مقاومة" وأردف: "هذا الوضع كشف ضعف الجهاز الأمني الإسرائيلي الذي سيُناقش لسنوات طويلة، فما هي الظروف التي أدت إلى 7 أكتوبر؟ ربما نحتاج إلى الحديث عن هذا بشكل منفصل. بالطبع لا نوافق على أي أعمال استهدفت المدنيين في 7 أكتوبر والفترة التي تلتها، بل على العكس، نحن ندين استهداف المدنيين".
مساعٍ دبلوماسية لأنقرة
بخصوص عملية "حماس"، أكد فيدان على ضرورة عدم استهداف المدنيين بغض النظر عن أي تصنيف، على حد قوله، وأضاف المسؤول التركي:"ونحن نقول لا يجب على أي أحد أن يستهدف المدنيين، لكن إسرائيل وكما فعلت في الماضي، لم تستثن المدنيين في ردها".
فيما ذكر وزير الخارجية التركي أنه عندما بدأ الاحتلال الإسرائيلي عملياته، أبلغت أنقرة الأمريكيين والإسرائيليين والأطراف الأخرى، قلقها البالغ إزاء وضع المدنيين.
وعن المساعي الدبلوماسية التي يبذلها لتهدئة الوضع، قال: "كما تعلمون قمنا بزيارة مصر، وسنزور لبنان اليوم (الإثنين). وبعد لبنان هناك اجتماع طارئ استثنائي لمنظمة التعاون الإسلامي على مستوى وزراء الخارجية في مدينة جدة السعودية، وسنذهب إلى هناك. ورئيسنا (رجب طيب أردوغان) يجري اتصالات مكثفة ونحن كوزارة خارجية لدينا اتصالات وكذلك أجهزة استخباراتنا".
ولفت إلى أن تركيا لا تقبل أيضاً تهجير المدنيين من أماكنهم، وخاصة من الأجزاء الشمالية لقطاع غزة إلى الأجزاء الجنوبية، من خلال تخويفهم.
كما كشف عن مساعي أنقرة لتحديد ما يمكن القيام به مع نظرائها لوقف الهجمات ضد المدنيين، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وأوضح فيدان أن تركيا تسعى لتحويل الأزمة الراهنة إلى فرصة للسلام، وأنها نقلت هذه الفكرة إلى نظرائها، وتابع: "نقول دائماً إن إسرائيل علّقت حل الدولتين حتى الآن. وكان همها الرئيسي هو تحقيق السلام مع الدول العربية الأخرى وليس مع الفلسطينيين؛ ذلك لأن منظور إسرائيل يخلو من وجود دولة فلسطينية مدنية".
كما أشار فيدان إلى أن إسرائيل كانت لديها مشاكل في السابق بخصوص قبول وجودها من قِبل العرب والدول الأخرى في المنطقة، مستدركاً: "وعندما تم قبول وجودها، أصبح من السهل بالنسبة لها عدم قبول الآخر (الفلسطينيين)"، ولفت إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تنظر أيضاً بإيجابية لفكرة حل الدولتين من أجل إنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
عملية "طوفان الأقصى"
ولليوم الحادي عشر على التوالي، يواصل الاحتلال الإسرائيلي استهداف قطاع غزة بغارات جوية مكثفة دمّرت أحياء بكاملها، وأسقطت آلاف القتلى والجرحى في صفوف المدنيين الفلسطينيين.
وفجر السبت 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، أطلقت حركة "حماس" وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية "طوفان الأقصى"، رداً على "اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة".
في المقابل، أطلق الجيش الإسرائيلي عملية "السيوف الحديدية"، ويواصل شن غارات مكثفة على مناطق عديدة في قطاع غزة، الذي يسكنه أكثر من مليوني فلسطيني يعانون من أوضاع معيشية متدهورة، جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ 2006.