كشف مسؤول أمني إسرائيلي سابق، الثلاثاء 17 أكتوبر/تشرين الأول 2023، أن بلاده طلبت من حركة "حماس"، عبر وسطاء، الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين من كبار السن والمرضى والأطفال الذين تحتجزهم في قطاع غزة، وفق ما صرح به لوكالة الأناضول.
إذ قال الرئيس الأسبق لجهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) يعقوب بيري: "لا نتفاوض مباشرة مع حماس، وإنما عبر وسطاء، سواء المصريين أو الألمان أو غيرهم".
بيري، وهو مستشار لعائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة، تابع: "تواصل فريق الحكومة الإسرائيلية مع حماس (عبر وسطاء) وعرض أن يكون هناك ممر إنساني للجرحى وكبار السن وصغار السن (من الأسرى)، ولكن حتى الآن لم نحصل على رد حماس، وأمل أن نحصل على جواب في الساعات والأيام القادمة".
في انتظار رد حماس
أضاف المسؤول الأمني الإسرائيلي السابق: "نعتقد أن احتجاز رهائن أعمارهم 80 عاماً أو 9 أشهر ليس إنسانياً، ويجب عليهم (حماس) أن يعيدوا هؤلاء الرهائن"، على حد قوله.
بشأن إن كانت إسرائيل قد عرضت على "حماس" مقابلاً للإفراج عن هؤلاء الأسرى الإسرائيليين، قال: "لم نقُل ماذا سيكون المقابل، ولكن على حماس أن تقول إنها مستعدة وتعرض ما تريده".
لكن رداً على سؤال بشأن إن كان قد تم تقديم عرض لـ"حماس" بشأن الأسرى الإسرائيليين، أجاب بيري: "نعم". ولم يكشف عن الجهة التي نقلت العرض لـ"حماس". ومضى قائلاً: "إذا ما ردت حماس وطلبت مقابلاً، فسنفاوض"، وتوقع أن تطلب "حماس" ما اعتبره "ثمناً باهظاً".
بدا بيري متشككاً في أن عملية برية إسرائيلية محتملة في عمق غزة ستؤدي إلى الإفراج عن الأسرى، وقال: "هناك من يقول نعم وهناك من يقول لا.. لن تبدأ أي عملية برية قبل زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن (لإسرائيل)، ولذا فإنها ستتأجل حتى نهاية الأسبوع الجاري".
إذ من المقرر أن يصل بايدن إلى إسرائيل الأربعاء 18 أكتوبر/تشرين الأول، في زيارة لعدة ساعات، ثم يتوجه إلى الأردن للقاء قادة فلسطين والأردن ومصر، بحسب البيت الأبيض.
حيث أعرب بيري عن اعتقاده بأنه حتى ذلك الحين ينبغي أن "تتم مبادرات إنسانية" لتحريك الأمر، مشيراً إلى "إمكانية فتح ممر إنساني في غزة".
عدد الأسرى الإسرائيليين في غزة
ورداً على سؤال بشأن ما إذا كان يعتقد أنه توجد فرصة لإعادة الإسرائيليين من غزة، أجاب: "نعم.. توجد أكثر من 200 عائلة (إسرائيلية متضررة)، وهو ما لم يحدث من قبل في تاريخ إسرائيل".
حتى الساعة 16:30 "ت.غ" لم يتسنَّ الحصول على تعقيب من الحكومة الإسرائيلية ولا "حماس" بشأن تصريحات بيري، لكن "حماس" سبق أن أعلنت أنها لن تتفاوض حول الأسرى طالما أن إسرائيل مستمرة في غاراتها.
حركة حماس قالت في وقت سابق إنه يوجد ما بين 200 و250 أسيراً إسرائيلياً في غزة. وترغب الحركة في مبادلتهم مع أكثر من 5 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، في سجون إسرائيل.
فيما تواصل إسرائيل شن غارات مكثفة على غزة، وتقطع إمدادات المياه والكهرباء والغذاء والأدوية عن القطاع؛ ما أثار تحذيرات محلية ودولية من كارثة إنسانية مضاعفة، بموازاة مداهمات واعتقالات إسرائيلية مكثفة في مدن وبلدات الضفة الغربية المحتلة.
حتى مساء الثلاثاء، بلغ عدد الشهداء الفلسطينيين نحو 3 آلاف قتيل و12500 جريح في غزة، و61 قتيلاً و1250 جريحاً في الضفة الغربية، بحسب أحدث حصيلة لوزارة الصحة الفلسطينية.