اعترف مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للأمن القومي تساحي هنجبي في مؤتمر صحفي له يوم السبت 14 أكتوبر/تشرين الأول 2023 أنه لا شك في أن إسرائيل فشلت في مهمتها وهي صد الهجوم الذي قامت به حركة المقاومة الإسلامية حماس وفصائل فلسطينية أخرى على الأراضي المحتلة وسمته "طوفان الأقصى"، وأشار إلى أنه أخطأ في تقديره عندما قال إن حماس لن تجرؤ على التحرك ضد إسرائيل لسنوات.
مستشار نتنياهو للأمن القومي كشف أن مصر لم تعطِ إسرائيل أي تحذير مسبق على الإطلاق بشأن هجوم حماس من غزة. وأشار إلى أنه في وقت مبكر من يوم السبت تلقى جهاز شين بيت معلومات مخابراتية لكن لم يرَها أي أحد على أنها هجوم متوقع من غزة.
مستشار نتنياهو يهدد حزب الله
كذلك قال مستشار نتنياهو للأمن القومي إن إسرائيل تحاول ألا تنجر إلى حرب على جبهتين، موضحاً أن أفعال حزب الله "دون مستوى التصعيد" حتى الآن. مضيفاً: "نأمل ألا يتسبب حزب الله بحكم الأمر الواقع في تدمير لبنان".
في سياق متصل، قال وزير الطاقة الإسرائيلي يسرائيل كاتس، السبت، إن "تل أبيب لن تخفف القصف الجوي على قطاع غزة". جاء ذلك في تدوينة عبر حسابه على منصة "إكس"، تعقيباً على أخرى نشرتها وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، قالت فيها إن "نحو مليون فلسطيني في غزة تم تهجيرهم منذ بدء عملية طوفان الأقصى".
وقال كاتس: "لن نخفف القصف ولن نتوقف، حماس مسؤولة عما يحدث في قطاع غزة، عن الماء، عن الكهرباء، عن كل شيء".
إسرائيل تواصل قصفها على قطاع غزة
في سياق متصل، واصلت إسرائيل تكثيف ضرباتها لغزة وسط نفاد للخبز وشح مياه الشرب وعدم قدرة أفراد الأسر على شحن هواتفهم المحمولة للاطمئنان على ذويهم بسبب انقطاع الكهرباء.
وقال إياد أبو مطلق (45 عاماً) في خان يونس بجنوب غزة، وهي منطقة تعج بآلاف الفارين من الشمال خوفاً من الغزو الإسرائيلي، "هناك أزمة في الكهرباء والغذاء والمياه وفي كل شيء".
وأضاف بعد جولة في 4 مخابز تصطف أمامها طوابير طويلة، أو لا يوجد بها خبز، ولا سبيل لحل هذه المشكلة، قائلاً: "الحل من عند الله".
وأدى تدفق من وصلوا إلى جنوب غزة، بعد أن طلبت منهم إسرائيل أمس الجمعة المغادرة من الشمال، إلى استنزاف موارد هي بالأساس ضعيفة.
وحثت الأمم المتحدة إسرائيل على "تجنب وقوع كارثة إنسانية" في قطاع غزة الذي يسكنه 2.3 مليون نسمة، ويقع بين إسرائيل ومصر، ويطل على البحر المتوسط.
وفي ردها على الهجوم الذي شنّته حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) من غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، فرضت إسرائيل "حصاراً كاملاً" وأوقفت إمدادات الغذاء وقطعت الكهرباء عن غزة. وبعد أسبوع من تطبيق تلك الإجراءات، بدأت العديد من السلع تنفد من المتاجر.
جدير بالذكر أنه في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 أطلقت "حماس" وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية "طوفان الأقصى"، رداً على "اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة".
في المقابل، بدأ الجيش الإسرائيلي حرباً على غزة تحت اسم عملية "السيوف الحديدية"، ويسعى الآن لتهجير أكثر من مليون شخص من الجزء الشمالي للقطاع، ما قوبل باستنكار محلي ودولي واسع وُصف بـ"التهجير القسري الثاني للفلسطينيين"، بعد تهجيرهم عقب إقامة دولة إسرائيل على أراضي فلسطين التاريخية.