أعلن المستشار الألماني أولاف شولتز، في بيان حكومي، الخميس 12 أكتوبر/تشرين الأول 2023، فرض حظر على أنشطة حركة حماس في ألمانيا، بعد عملية طوفان الأقصى، وذلك بعد أن اتخذت فرنسا قراراً مماثلاً، إذ قالت إنها لن تتسامح مع "أي عمل أو أي تصريح معادٍ للسامية" على أراضيها، متعهدة بالتعامل "بأقصى درجات الحزم مع كل من يريدون استخدام هذا النزاع (الفلسطيني الإسرائيلي) ذريعة لمعاداة السامية"، على حد قولها.
بدورها تقدمت وزيرة الداخلية البريطانية سويلا برافرمان في وقت سابق، بمقترح للشرطة، لتجريم رفع الأعلام الفلسطينية والهتافات المناصرة للدول العربية بالمظاهرات مستقبلاً.
المستشار الألماني قال في تصريحاته إن برلين لن تتخلى عن هدفها المتمثل في جعل أصدقائها الإسرائيليين والفلسطينيين الذين يريدون السلام يعيشون جنباً إلى جنب دون إرهاب، فيما انتقد شولتز موقف الرئيس الفلسطيني محمود عباس مما سماها هجمات حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ووصفه بـ"المعيب".
فرنسا تراقب الداعمين لفلسطين
وفي وقت سابق، أكدت رئيسة الوزراء الفرنسية إليزابيت بورن أن فرنسا لن تتسامح مع "أي عمل أو أي تصريح معاد للسامية" على أراضيها، بحسب ما نشرته وكالة الأنباء الفرنسية.
وبموجب مرسوم، تم حظر مظاهرتين مؤيدتين للفلسطينيين كان من المقرر تنظيمهما في باريس الخميس المقبل، بحسب ما أفادت به وكالة الأنباء الفرنسية، وأوضحت الشرطة أن هذا الحظر تقرر "نظراً لمخاطر الإخلال بالنظام العام".
وتعهدت رئيسة الوزراء بالتعامل "بأقصى درجات الحزم مع كل من يريدون استخدام هذا النزاع ذريعة لمعاداة السامية"، إذ قالت متوجهة إلى الجالية اليهودية: "نحن معكم، الهجوم عليكم هو هجوم على الجمهورية بأكملها".
بريطانيا تتجه لمنع رفع العلم الفلسطيني
وفي بريطانيا، أرسلت وزيرة الداخلية خطاباً للشرطة، حثتها فيه على قمع أي محاولات لاستخدام الأعلام أو الأغاني أو الصلبان المعقوفة، لمضايقة أو ترهيب أفراد الجالية اليهودية.
وقالت في خطابها إنه لا يجب على التجريم أن يشمل الهتافات المناصرة لحركة حماس الفلسطينية فقط، بل يمتد ليشمل غيرها من الجماعات والدول العربية.
وكتبت الوزيرة في خطابها: "ليست الرموز والهتافات الصريحة المؤيدة لحماس فقط هي التي تثير القلق. أود أن أشجع الشرطة على النظر فيما إذا كانت الهتافات مثل من النهر إلى البحر، فلسطين ستتحرر، يجب أن تُفهم على أنها تعبير عن رغبة عنيفة في رؤية إسرائيل وقد تم محوها من العالم، وما إذا كان استخدامه في سياقات معينة قد يرقى إلى مستوى العنصرية المشددة بموجب المادة 5 للنظام العام".
وأضافت: "إن السلوكيات المشروعة في بعض الظروف، على سبيل المثال التلويح بالعلم الفلسطيني، قد لا تكون مشروعة كما هو الحال عندما يكون المقصود منها تمجيد الأعمال الإرهابية".
عملية "طوفان الأقصى"
وفجر السبت 7 أكتوبر/تشرين الأول، أطلقت حركة "حماس" وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية "طوفان الأقصى"، رداً على "اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة".
في المقابل، أطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي عملية "السيوف الحديدية"، ويواصل شن غارات مكثفة لليوم الخامس على التوالي على مناطق عديدة في قطاع غزة، الذي يسكنه أكثر من مليوني فلسطيني يعانون من أوضاع معيشية متدهورة، جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ 2006.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة، مساء الأربعاء 11 سبتمبر/أيلول 2023، ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 1100 والمصابين إلى 5339، جراء استمرار الغارات الإسرائيلية على القطاع لليوم الخامس على التوالي، منذ فجر السبت 7 أكتوبر/تشرين الأول.
وسبق أن قالت وزارة الصحة في قطاع غزة، إن قرابة 60% من الإصابات جراء القصف الإسرائيلي على القطاع وقعت "بين النساء والأطفال".