بينما يتواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم السادس على التوالي، تواصل منظمات دولية دق ناقوس الخطر بشأن الوضع الكارثي في القطاع مع استمرار قصف الاحتلال للمدنيين، فيما كشفت كتائب القسام عن تفاصيل جديدة بشأن عملية "طوفان الأقصى"، وتوعدت حركة حماس الاحتلال بمفاجأة في حال أقدمت على اجتياح غزة.
حيث قالت منظمة "أوكسفام" (Oxfam) الخيرية، الخميس 12 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إن قطاع غزة بأكمله يتعرض حالياً للهجوم ولا يوجد متر مربع واحد "آمن" فيه، وفق ما نقلته وكالة الأناضول.
إذ وصف مصطفى طميزة المدير الإقليمي لمنظمة أوكسفام الخيرية، مقرها المملكة المتحدة، الوضع في غزة بأنه "كارثة حقيقية". وأكد طميزة، أن "غزة بأكملها تتعرض حالياً للهجوم، ولا يوجد مكان آمن للأشخاص". وأشار إلى أنه "لا يوجد متر مربع واحد في غزة آمن.. كل شيء يتعرض للهجوم".
رداً على سؤال حول مدى تأثير قطع إسرائيل لكافة الخدمات عن غزة، أشار طميزة إلى أنه "حتى قبل بدء التصعيد المستمر، كانت الكهرباء تتوافر لمدةٍ أقصاها 12 ساعة في المنطقة، وذلك في أفضل الأحوال".
كما أضاف: "تخيل أن هذا قبل التصعيد، فماذا عن الوضع الآن؟ لا يوجد كهرباء الآن في غزة.. تخيل كيف يعيش الناس بدون كهرباء، وكيف ستعمل المستشفيات بدون كهرباء".
فيما أكد أن "آلاف الجرحى في القطاع يأتون إلى المستشفيات التي انقطعت عنها الكهرباء الآن". وقال طميزة إنه "عقاب جماعي لـ2.2 مليون فلسطيني في غزة".
بينما جدد دعوات أوكسفام إلى "وضع نهاية فورية" لهذه الكارثة في قطاع غزة الذي يقع الآن تحت الحصار الكامل، مشدداً على ضرورة إنشاء "ممر إنساني بأقرب وقت".
حيث أشار طميزة إلى أن المجتمع الدولي مسؤول أيضاً عن الوضع ويجب عليه الضغط على الحكومة الإسرائيلية لوقف "هذه المذبحة" بغزة في الوقت الحاضر.
المقاومة جاهزة في حال الاجتياح
من جهة أخرى، قال الناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة، الخميس، إن فكرة معركة طوفان الأقصى بدأت من حيث انتهت معركة سيف القدس عام 2021، وذلك في تعليقه على تطورات العملية التي بدأتها المقاومة رداً على انتهاكات الاحتلال بحق القدس والمسجد الأقصى.
حيث شدد أبو عبيدة على أن "معركة طوفان الأقصى مستمرة على الأرض في كل محاور العمليات"، مؤكداً "السيطرة على مجريات المعركة على الأرض، ونؤكد جهوزيتنا في المجال الدفاعي".
أضاف الناطق باسم كتائب القسام: "بنيتنا القتالية وتسليحنا يمكناننا من الدفاع الفعال"، موجهاً رسالة "لأهلنا الصامدين في الأقصى والضفة وغزة"، قائلاً إن "معركتنا هي لأجل الأقصى المبارك". وأردف: "أقول لأسرانا إن ما لدينا من أوراق سيكون ثمناً لحريتكم (..) لدينا من الأوراق التي ستكون ثمناً لحرية الأسرى".
كما أوضح أبو عبيدة أن المقاومة كانت مصممة على أن تحقق معركة طوفان الأقصى أهدافها وعلى رأسها نصرة الأقصى والأسرى، مؤكداً أن "قيادة المقاومة وعلى رأسها القسام، عملت بلا كلل، من أجل النجاح العسكري الذي تم تحقيقه في معركة طوفان الأقصى".
أضاف: "درسنا كل ما يتعلق بمنطقة العمليات قبل تنفيذ معركة طوفان الأقصى (..) الخطط العملياتية اشتملت على خطة الدعم الناري التي هدفت إلى تأمين وصول القوات إلى فرقة غزة".
بينما أشار إلى أن المقاومة أطلقت 3500 صاروخ وقذيفة مدفعية على فرقة غزة لتأمين وصول عناصر المقاومة إلى منطقة العمليات، مضيفاً: "حرصنا على تحقيق أقصى درجات السرية أثناء التخطيط لمعركة طوفان الأقصى"
مفاجأة في انتظار الاحتلال في غزة
بدوره قال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، صالح العاروري، إن هدف حركة حماس من معركة "طوفان الأقصى" كان أولاً السيطرة على فرقة غزة وقيادتها المسؤولة عن الموت والدمار والعمل الأمني والتجسسي داخل القطاع على مدار 20 عاماً، وأوضح: "لقد فر جنوده تاركين كل شيء".
أما الهدف الثاني الذي كشف عنه نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، فقد كان السيطرة على الكيبوتسات لقطع خطوط الإمداد عن فرقة غزة وقت حصارها، وأوضح قائلاً: "كنا نتوقع أن يستمر الاشتباك عشرات الساعات".
فيما أشار صالح العاروري إلى أن الهدف الثالث من الهجوم كان هجومنا استباقياً، وأشار إلى أن الاحتلال "كان يعد لهجوم علينا بعد انتهاء أعياده"، بحسب ما صرح به العاروري.
أما بشأن الاجتياح البري للاحتلال لقطاع غزة، فقال العاروري: "سنجعل المعركة كارثية ووبالاً على الاحتلال". حيث أوضح صالح العاروري قائلاً: "خُططنا تسير كما أعد لها سلفاً، الاحتلال يستفرد بالمدنيين والبنية التحتية، أما بنية القسام والعسكر فلم يستطع المساس بها، وكما فاجأتكم غزة في الهجوم سنفاجئه في الدفاع".
دعم غربي للاحتلال
إذ قالت صحيفة "تايمز"، إن بريطانيا سترسل سفينتين تابعتين للبحرية الملكية إلى شرق المتوسط، وستبدأ طلعات جوية للمراقبة والاستطلاع فوق إسرائيل إظهاراً للدعم العسكري الذي يهدف إلى "طمأنة حليفتها"، على حد تعبير الصحيفة البريطانية.
فيما أشارت الصحيفة إلى أن الاحتلال الإسرائيلي تلقى بالفعل عروضاً قوية للحصول على الدعم العسكري من الولايات المتحدة، أقرب حليف لها، والتي أرسلت أكبر سفينة حربية في العالم إلى شرق البحر الأبيض المتوسط.
كما أوضحت "تايمز" أن استعراض القوة الأمريكية يهدف إلى ردع حزب الله اللبناني، في أعقاب عملية "طوفان الأقصى"، وسط مخاوف من أن إسرائيل قد تواجه وضعاً آخر مثل حرب يوم الغفران عام 1973 عندما اضطرت إلى القتال على جبهات متعددة.
حسب "تايمز"، من المرجح أن يستخدم سلاح الجو الملكي البريطاني طائرات Rivet Joint، وهي إحدى طائرات التجسس الأكثر تطوراً في العالم، للقيام بمهام فوق إسرائيل.