اتفق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ورئيس حزب "المعسكر الرسمي" المعارض بيني غانتس، على تشكيل "حكومة طوارئ لإدارة الحرب"، بحسب بيان مشترك صادر عنهما الأربعاء 11 أكتوبر/تشرين الأول 2023، مع استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة ليومها الخامس.
بحسب البيان: "في ختام لقاء اليوم (الأربعاء) بين رئيس الوزراء ورئيس المعسكر الرسمي، اتفق الطرفان على تشكيل حكومة طوارئ وكابينت إدارة الحرب".
وجرى الاتفاق على أن يتم تشكيل "كابينت إدارة الحرب" من ثلاثة أعضاء: رئيس الوزراء، وزير الدفاع (يوآف غالانت) وغانتس (وزير دفاع ورئيس أركان سابق)، بالإضافة إلى رئيس الأركان السابق غادي آيزنكوت، ووزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر بصفة مراقبين في الكابينت.
من جانب آخر، ذكر البيان أنه "سيتم حجز مكان في حكومة إدارة الحرب لرئيس المعارضة (يائير لابيد) في حال انضمامه"، لافتاً إلى أنه "لن يتم خلال فترة الحرب طرح أي مشاريع قوانين أو قرارات حكومية لا تتعلق بسير الحرب، وسيتم تمديد جميع التعيينات العليا تلقائياً خلال فترة الحرب".
كان نتنياهو دعا الإثنين 7 أكتوبر/تشرين الأول، لتشكيل حكومة طوارئ دون شروط مسبقة، على خلفية التصعيد العسكري مع الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة.
ويقود نتنياهو منذ أواخر ديسمبر/كانون الأول 2022 حكومة من أقصى اليمين المتطرف، "تفتقر في معظمها إلى خبرات في إدارة المعارك العسكرية"، وفق مراقبين وخبراء في الشأن الإسرائيلي.
دعوات لإحداث كارثة في غزة
من جانب آخر، اعتبر قائد عسكري إسرائيلي سابق أن لا خيار أمام تل أبيب "سوى جعل قطاع غزة مكاناً يستحيل العيش فيه مؤقتاً أو دائماً"، عبر "إحداث كارثة إنسانية غير مسبوقة".
حيث كتب الرئيس الأسبق لمجلس الأمن القومي غيؤرا أيلاند، في مقال بصحيفة "يديعوت أحرونوت"، الأربعاء: "الهدف الاستراتيجي المتمثل في خلق وضع لا توجد فيه حماس كهيئة ذات قدرة عسكرية، هو هدف صحيح، بل ضروري في الواقع".
أضاف أن "هذا الهدف لا يمكن تحقيقه عن طريق القصف الجوي، ومن المشكوك فيه ما إذا كان من الصواب المخاطرة بعملية برية طويلة الأمد. لذلك، ليس أمام دولة إسرائيل خيار سوى جعل غزة مكاناً يستحيل العيش فيه مؤقتاً أو دائماً".
ورأى أيلاند أن "ترجمة مثل هذا القرار تتطلب الخطوات التالية: أولاً، إبلاغ سكان غزة اليوم أنهم إذا كانوا كائنات حية، فعليهم خلال 12 ساعة إما المغادرة إلى مصر أو التجمع على شاطئ البحر، سيكون كل مبنى هدفاً عسكرياً".
وتابع: "ثانياً، يجب عليهم إخلاء مدارس (وكالة) الأونروا ومستشفى الشفاء، وبعد ذلك مباشرة سيهاجم سلاح الجو هذه الأهداف، لأن المخابئ الموجودة تحتها هي مقر قيادة حماس".
وأردف: "ثالثاً، عدم الاكتفاء بوقف تدفق الكهرباء والوقود والمياه إلى غزة، بل الهجوم التدريجي على الأهداف التي توفر هذه الاحتياجات الأساسية، وإذا لزم الأمر، أيضاً قطع الطريق بالنار على أي مرور للسيارات من مدينة رفح إلى الشمال".
"ليس هناك ما نخشاه من الضغوط الدولية"
واعتبر أيلاند أن "إحداث أزمة إنسانية حادة في غزة هو وسيلة ضرورية لتحقيق هذا الهدف. ليس هناك ما نخشاه من الضغوط الدولية"، مضيفاً: "مثل هذا الضغط (على غزة) أمر إيجابي وسيسمح لنا بأن نسأل مرة أخرى: فماذا تقترح إذاً؟ إذا كانت قطر والإمارات ومصر والسعودية تريد منع وقوع كارثة إنسانية، فليتطوعوا لإيجاد حل لغزة، على أن لا يشمل حماس".
أضاف: "خلافاً للصورة السائدة، تستطيع إسرائيل مواصلة الضغط على غزة دون القيام بأي عمل بري لعدة أشهر، كما أنها لا تحتاج إلى الاحتفاظ بالعديد من الاحتياطيات المعبأة أيضاً".
وكرر أيلاند أقوالاً مشابهة في مقابلة مع هيئة البث الإسرائيلي الرسمية، الأربعاء، وقال: "يجب أن نحدث كارثة إنسانية غير مسبوقة في غزة. الأداة النهائية هي إتلاف نظام المياه".
وأكمل: "فقط تعبئة عشرات الآلاف (من جنود الاحتياط) وصرخة المجتمع الدولي هي التي ستخلق قوة ضغط على غزة لتكون إما دون حماس أو دون الناس. نحن في حرب وجودية".
كانت حركة "حماس" وفصائل فلسطينية أخرى في غزة أطلقت، السبت 7 أكتوبر/تشرين الأول، عملية "طوفان الأقصى"، رداً على "اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة".
في المقابل، أطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي عملية "السيوف الحديدية"، ويواصل شن غارات مكثفة على مناطق عديدة في قطاع غزة، الذي يسكنه أكثر من مليوني فلسطيني يعانون من أوضاع معيشية متدهورة، جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ 2006.