قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، الأربعاء 11 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إن جنود الاحتلال في الجنوب لا يزالون يشيرون إلى وجود نقص في المعدات والستر الواقية، وذلك بعد الهجوم المفاجئ الذي شنه مقاتلو المقاومة من قطاع غزة فجر السبت، وتسبب في مقتل وأسر المئات من الجنود في المواقع العسكرية بقطاع غزة.
وقالت الصحيفة إنه برغم ادعاء جيش الدفاع الإسرائيلي عدم وجود "نقص في المعدات، وأن أي شخص ينفذ مهمة ما سوف تكون لديه المعدات"، فإن المقاتلين في الجنوب لا يزالون يشيرون إلى وجود نقص.
حيث قال جندي في جيش الاحتلال: "القسم الذي أتبع له لا يملك المدفع الرشاش ولا الذخيرة الخاصة به. ولا أتحدث إطلاقاً عن المعدات القتالية ذات الأغراض الخاصة التي يحتاجها القناصة. ليست هناك وسائل رؤية ليلية وليست هناك سترات واقية كافية".
يشير جنود الاحتلال أيضاً إلى أن بعض الجنود أُعطوا أسلحة لم يتدربوا عليها، حيث أوضح مقاتل آخر: "كنت أتدرب بانتظام على بندقية إم 16، وهنا جلبوا لي بندقية تافور. لا أعرف كيف أستخدمها، وحتى لو عرفت، فهذا ليس السلاح الذي قاتلت به وأعرفه. عليك فقط أن توافق بين الأسلحة والمقاتلين وفقاً للتدريب الذي خضعوا له".
ويظهر جنود الاحتياط الذي نُقلوا بموجب الأمر العسكري رقم 8 إلى قطاع قريب، موقفاً مشابهاً. قال ضابط مكلف بمهام في الجنوب: "نفتقر إلى بعض المعدات. كثير من البنادق بلا مناظير تريجيكون. وبصرف النظر عن ذلك، غالبية الأسلحة لا تحتوي على مناظير على الإطلاق".
وأضاف: "ثمة نقص في وسائل الرؤية الليلية وليست هناك سترات واقية على الإطلاق. صار هذا أساسياً الآن في أي جيش جاد. كذلك يوجد نقص خطير للغاية في المركبات، أؤدي مهام بسيارتي الخاصة، وبعض الجولات جنوب جبل الخليل تُنفذ باستخدام سيارات مدنية تبرعت بها الشركات".
من جانبه، اعترف المتحدث العام باسم جيش الدفاع، اللواء دانيال هجاري، بعدم حصول جميع المقاتلين على المعدات، لكنه قال إن المستودعات ممتلئة وإن المعدات سوف تصل.
فيما قال جيش الدفاع الإسرائيلي إن تجنيد قوات الاحتياط بهذا الحجم لم يُسجل في العقود الماضية، ولذلك يكون هناك أحياناً أوجه قصور مؤقتة ومحددة تُعالَج على الفور.
وأوضح المتحدث باسم الجيش: "كل المعدات الضرورية موجودة لدى الجيش. نحن على دراية بالمطالب التي تظهر في الميدان، ونعمل على إمداد كل الوحدات التي تقاتل في الخلف وفي المقدمة بالمعدات التي يحتاجون إليها. المعدات تُسلم إلى الوحدات بناءً على توزيع محدد سلفاً، واستناداً إلى المهمة وطبيعة تفعيل القوات".
يُذكر أنه فجر السبت 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، أطلقت "حماس" وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية "طوفان الأقصى"، رداً على "اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، لا سيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة".
في المقابل، أطلق الجيش الإسرائيلي عملية "السيوف الحديدية"، ويواصل شن غارات مكثفة لليوم الخامس توالياً على مناطق عديدة في قطاع غزة، الذي يسكنه أكثر من مليوني فلسطيني يعانون من أوضاع معيشية متدهورة، جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ 2006.
يُشار إلى أنه حتى الأربعاء 11 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وصل عدد القتلى في إسرائيل جراء عملية "طوفان الأقصى"، إلى 1200 شخص، وردّت إسرائيل على العملية التي أعلنتها المقاومة، بتنفيذ قصف واسع للغاية وعنيف على قطاع غزة.
بحسب أحدث إحصائية لوزارة الصحة في غزة، فإن عدد الشهداء في القطاع وصل، اليوم الأربعاء، إلى 1055 فلسطينياً، وإصابة 5184 آخرين.