نقلت صحيفة Maariv الإسرائيلية في تقرير لها، الإثنين 9 أكتوبر/تشرين الأول 2023، شهادات أعضاء من الوحدات الاحتياطية بجيش الاحتلال في مستوطنات غلاف غزة، حول اللحظات الأولى لبدء معركة "طوفان الأقصى" التي أطلقتها حركة المقاومة الإسلامية "حماس" السبت 7 الشهر الحالي.
كانت تلك الوحدات الاحتياطية بمستوطنات غلاف القطاع المحاصر أول من شهد طلائع الهجوم المفاجئ، قبل وصول قوات الاحتلال إلى المنطقة، وفق الصحيفة ذاتها.
حيث أفاد كوبي فودا، عضو غرفة الطوارئ في مستوطنة "زيكيم"، بأنه رصد هو وفريقه أحداثاً غير اعتيادية لا تشبه "ما اعتدنا عليه" تتطور من جهة من الساحل فانتشروا على الأسوار لرصد ما سيحدث.
أضاف أن مقاتلي حماس وصلوا في سيارة من طراز "سافانا" وتوقفوا أمام الموقع الذي كان فيه، وظن فودا في البداية أنهم من قوات الجيش الإسرائيلي الخاصة حتى سحب أحدهم قذيفة آر بي جي، ليبدأ تبادل إطلاق النار بين الجانبين، فيما كان عناصر المقاومة يلقون عبوات ناسفة على السياج، بحسب المصدر.
ووصل ضابط شرطة وتبادل إطلاق النار معهم قبل أن يتراجع إلى داخل السياج، "وفي النهاية قتلت الفرقة الاحتياطية اثنين منهم (عناصر المقاومة)"، على حد قوله.
واستغرق وصول قوات جيش الاحتلال حوالي ساعتين ونصف، وقال فودا إن الوحدة الاحتياطية لم تتوفر بها معدات اتصال وموارد كافية، رغم أنها أول من يستجيب لحوادث مثل هذه.
"شعرنا بالعجز والإهمال"
من جانبه، قال أميت غوتليب، عضو الوحدة الاحتياطية، إنه بعد سماع صوت الصواريخ أدرك أن تسللاً يحدث وانضم إلى فرقته، وواجهوا 10 مقاتلين مسلحين بأسلحة دقيقة التوجيه، بينما لم يكن بحوزتهم سوى مسدسات وبنادق مزدوجة الماسورة.
خلال المواجهة، طالبوا الجيش بتزويدهم بالبنادق والسترات الواقية لكنهم لم يتلقوا أي مساعدة، قبل أن يتمكنوا من "منع الهجوم بإغلاق بوابة المستوطنة في الوقت المناسب".
يتابع المصدر: "مع ذلك، شعروا (جنود الاحتلال) بالعجز والإهمال أثناء المعركة، وذلك لغياب أي اتصالات مع الجيش ونقص الأسلحة القوية، وظلوا ينتظرون لساعات دون أن يعرفوا ما يحدث".
وأعرب غوتليب عن إحباطه وخيبة أمله بقوله: "لا وجود لمستقبل هنا. لو لم يفجروا غزة الآن وينهوا هذه القصة، فلن أبقى هنا. سأغادر البلاد. عقدنا مع دولة إسرائيل انتهى. فقد تعرضنا للخيانة بأبشع طريقة ممكنة، والجيش لم يتواصل معنا لساعات وتخلى عنا".
أضاف: "لو لم يُتخذ قرار حاسم، فلن نبقى هنا، لم يعد بإمكاننا البقاء هنا. ولا أريد أن أفكر في ما كان ليحدث لو لم نتمكن من إغلاق بوابة المستوطنة في الوقت المناسب".
ارتباك وصدمة
من جانب آخر، تحدث ران ناؤور، الرئيس التنفيذي لشركة Ortech، والعضو في غرفة طوارئ مستوطنة "كارمية"، عن الارتباك والصدمة اللذين شعروا بهما أثناء الهجوم.
وقال ناؤور: "عملت في غرفة الطوارئ لسنوات كثيرة وظننت أنني اختبرت وشاهدت كل شيء، ولكن ليس ما حدث هذه المرة. وصحيح أنني عملت في عالم الأمن لسنوات كثيرة، ولم يعد أي شيء يفاجئني، لكننا سرعان ما أدركنا أن هذا لم يكن شيئاً عادياً لأنه بدأ بإطلاق نار مألوف لقذائف مدفعية مألوفة، ثم سمعنا إطلاق نار كثيفاً من أسلحة صغيرة".
أضاف: "أدركنا في الحال أن هذا ليس ما نألفه، وأن الصواريخ مجرد إلهاء لشيء أخطر يحدث. لم أواجه مثل هذا الموقف المربك مسبقاً، ولا أذكر أنني رأيت مزيجاً كهذا".
وأردف: "نحن مجموعة متطوعون والجيش يقدم لنا تدريبات منتظمة على الاستجابة الفورية. ومن المهم أن نكون منتبهين ونفكر في المستقبل لأنهم قد يأتون من أماكن غير متوقعة وبسرعات غير متوقعة".
وأكد المصدر نفسه وقوع إصابات بصفوف الاحتلال، لكنه زعم أن المستوطنة لم تتعرض لأضرار جسيمة، وتابع: "نعتمد دائماً على أن الوحدات الاحتياطية هي أول من يرد، رغم أن ما حدث هذه المرة كان مختلفاً ولم تتمكن كل الوحدات الاحتياطية في المستوطنات من إيقاف حماس من تنفيذ خطتها".
في السياق ذاته، أفاد إيدي عزران، عضو الوحدة الاحتياطية في مستوطنة "دوروت"، بأنهم اضطروا إلى الاعتماد على مسدساتهم الشخصية لساعات حتى وصلت قوات الجيش، مؤكداً أنه من واجب الجيش دعم وتعزيز الوحدات الاحتياطية من خلال التدريب والإعداد.
ويرى عزران أن على دولة الاحتلال أن تمول تدريب وحدات الطوارئ في جميع المناطق، وليس فقط الأقرب إلى غزة؛ لأن الوحدات الاحتياطية لها أن تساهم بدور حيوي في إنقاذ الوضع.