كشف مصدر في المقاومة الفلسطينية لـ"عربي بوست" أن "العملية العسكرية التي أعلنت عنها كتائب القسام باسم "طوفان الأقصى" هي مناورة عسكرية واسعة تم تنفيذها بالذخيرة الحية، وتأتي ضمن الاستعدادات التي تجريها المقاومة في غزة لمحاكاة معركة التحرير".
وأكد المصدر أن "كتائب القسام أجرت هذه المناورة ضمن سيناريو محاكاة الدخول في مواجهة عسكرية مفتوحة وشاملة مع إسرائيل، تشارك بها كل الأذرع العسكرية للفصائل الفلسطينية في غزة بكل تشكيلاتها العسكرية".
ومن المتوقع، حسب المتحدث أن يُشارك في هذه المواجهة كل من سلاح المدفعية، والوحدة الصاروخية وقوات النخبة، والكوماندوز البحري والاستخبارات العسكرية ووحدات الظل وسرب الصقر، وهو المفاجأة النوعية لهذه الحرب".
معركة مفتوحة وشاملة
وكشف نفس المصدر، في حديثه لـ"عربي بوست" عن أن "المناورة لا تضع سقفاً زمنياً محدداً لوقف الحرب، وهي بمثابة مواجهة مفتوحة غير مرهونة بمحددات أو شروط كالتي دأبت عليه جولات القتال الماضية".
وقال المصدر إن "سقف المطالب من هذه الجولة القتالية مختلف كماً ونوعاً عما شهدناه سابقاً، وأهدافها الرئيسية تقع ضمن 3 محددات وهي زيادة الغلة لدى المقاومة من الأسرى الإسرائيليين، ونقل المعركة لأرض العدو، وفرض شروط المقاومة لتثبيت معادلات جديدة في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة".
ومنذ ساعات الفجر الأولى ليوم السبت 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشهد البلدات الإسرائيلية المتاخمة لغزة حرباً مفتوحة، بعد تمكن عشرات المسلحين من كتائب القسام من اختراق الحدود، وخوض اشتباكات دامية مع الشرطة والجيش الإسرائيلي.
وتظهر المشاهد الأولية التي بثتها كتائب القسام سقوط عشرات المستوطنين والجنود بين قتيل ومصاب، إضافة لتمكن المقاومة من أسر عدد من الجنود والمستوطنين، والفرار بهم لداخل غزة.
حماس كانت تراقب الحدود جيداً
وكشف مصدر في غرفة العمليات المشتركة للفصائل الفلسطينية لـ"عربي بوست" أن "الفصائل وخلال الأسابيع الأخيرة كانت تراقب عن كثب التحركات الإسرائيلية على الحدود، وتتبع مسار التحرك للجنود والأماكن التي يتحصنون بها".
وتعمّد عدد من المقاومين الاحتكاك المباشر مع الجنود الإسرائيليين على طول الشريط الحدودي من خلال مسيرات العودة، وتمكنت المقاومة من التعرف على نقاط الضعف والثغرات في الجدار الأمني لتسهيل عملية الاختراق، دون أن تلاحظها قوات الجيش على الحدود"
وأضاف المصدر "تم تحديد ساعة الانطلاق لبدء المعركة بإطلاق وابل من الصواريخ تجاه مناطق وسط إسرائيل وجنوبها، للتغطية على عملية اقتحام الحدود التي تمت بسرية وبسرعة قياسية".
وأشار المتحدث إلى أن "قوات النخبة كانت مهيأة للدخول بشكل سريع ومفاجئ قبل انتشار الجيش وإنهاء المهمة بأقصى درجة من الانضباط وبأقل الخسائر الممكنة".
فشل استخباري إسرائيلي في توقع الحرب مع حماس
من جهته، قال تقرير لصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية إن "ما جرى على حدود غزة يكشف لنا عن فشل متعدد الأبعاد ما بين المستوى العسكري والاستخباري والسياسي في قراءة وتوقع ما تفكر به حماس من وراء هذا الهجوم الضخم والاستثنائي على مستوطنات غلاف غزة".
وجاء في التقرير أن الاستخبارات الإسرائيلية كان لديها تقدير سائد في السابق، يشير إلى أن حماس ستقبل ببعض التسهيلات الاقتصادية لسكان غزة، لتغض النظر عما جرى في القدس خلال فترة الأعياد اليهودية.
من جانبه، قال إسلام شهوان، الكاتب والمختص في الشؤون الأمنية من غزة، قال لـ"عربي بوست" إن "ما يجري على تخوم غزة يشير لمدى قدرة حماس على قراءة العقل الإسرائيلي وتوقع ردات فعله، والسقف الذي يمكن أن تتحرك فيه إسرائيل ضد حماس وغزة".
وأضاف أن "الرهان الإسرائيلي أن يتم تقويض ما تم إنجازه في معركة سيف القدس في مايو/أيار 2021، حينما حاولت المقاومة في غزة فرض معادلة وحدة الساحات بين غزة والضفة والقدس، إذ سعت إسرائيل منذ تلك العملية على تحييد كل جبهة على حدة، ولكن حماس لم تكن لتقبل بمثل هذا الوضع، كون ذلك يمس استراتيجية حماس في بقاء الصدام مع إسرائيل قائماً في كل ساحات لاستنزافها، وإرغامها على تقديم تنازلات وفقاً لشروط المقاومة".