أثارت عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها كتائب "القسام"، الجناح العسكري لحركة "حماس"، داخل المستوطنات الإسرائيلية، ذهولاً لدى الإسرائيليين، وصدمة لدى العالم الذي تفاجأ بتوغل المقاومة وإطلاقها آلاف الصواريخ على الأراضي المحتلة، فيما وصفت وسائل إعلام عالمية الحدث بأنه "فشل استخباراتي ذريع" لإسرائيل.
العملية التي مثّلت هجوماً غير مسبوق من المقاومة ضد إسرائيل، تصدرت حديث الإعلام العالمي، وقالت وكالة Reuters إن "حماس شنّت هجوماً مفاجئاً على إسرائيل اليوم السبت، وهو أكبر هجوم على إسرائيل منذ سنوات. وشهد الهجوم اجتياز عدة مسلحين للحدود بالتزامن مع إطلاق الصواريخ من قطاع غزة".
في حين كتبت شبكة BBC البريطانية، أن "إسرائيل أُخذِت على حين غرة"، مشيرةً إلى أن الأحداث تمثل "فشلاً ذريعاً للاستخبارات الإسرائيلية"، وقدّرت وسائل الإعلام البريطانية أن إسرائيل "سترد على نطاق واسع، لكن الإسرائيليين يسألون أنفسهم الآن عن سبب إخفاق المخابرات في التنبؤ بما حدث".
من جانبها، نقلت وكالة CNN الأمريكية أن "حماس هاجمت إسرائيل في الذكرى الخمسين لحرب 1973″، بينما أشارت صحيفة Washington Post إلى أن الجيش الإسرائيلي أعلن "استعدادات الحرب" بعد توغل المقاومة في الأراضي المحتلة.
لفتت الصحيفة إلى وصول طائرات مسيرة من البحر، وإطلاق أكثر من 2,200 صاروخ، وأضافت أن "هذا الصراع هو من أكثر الصراعات خطورة في السنوات الأخيرة".
بدورها، قالت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية إن "ما جرى اليوم أكثر من مجرد انهيار استخباراتي إسرائيلي"، وأشارت إلى أن عشرات الإسرائيليين في عداد المفقودين عقب العملية التي نفذتها المقاومة.
في إشارة أيضاً إلى فشل التقديرات الاستخباراتية لإسرائيل، قالت صحيفة "يديعوت أحرنوت"، إن "هذا الهجوم المفاجئ جاء بعد أن قال مسؤولون بارزون في الجيش الإسرائيلي للأوساط السياسية إن حماس ليست مهتمة بالتصعيد خلال الأيام الأخيرة، كما أكد المسؤولون أنفسهم أنهم ردعوا حماس، وذلك خلال محادثاتهم مع القيادة السياسية في الأسبوعين الماضيين".
وسادت حالة من التخبط في إسرائيل على وقع عملية "طوفان الأقصى"، التي تم خلالها أسر 35 إسرائيلياً على الأقل بحسب الإذاعة الإسرائيلية، وحذّرت منظمة "نجمة داوود الحمراء" من النقص الحاد في جميع فصائل الدم -خاصةً الفصيلة O- اللازمة لتقديم علاج ينقذ الحياة؛ إذ تدفق المئات على مستشفى إيكيلوف للتبرع بالدم بعد نشر نداء المنظمة.
وأفادت صحيفة "يديعوت أحرنوت" بأن المستشفيات منذ الصباح الباكر ذكرت أنها لم تتلق أي تعليمات واضحة من وزارة الصحة بشأن التعامل مع الموقف، حتى بعد مضي ثلاث ساعات على بدء الأحداث، ولهذا اتخذت إدارات المستشفيات القرارات من تلقاء نفسها خلال المرحلة الأولى.
في المقابل، زعمت وزارة الصحة الإسرائيلية أنها أصدرت توجيهاتها للمستشفيات في جنوب البلاد بالدخول في وضع الطوارئ والتصرف بما يقتضيه ذلك.
في أعقاب الهجمات الصاروخية وتسلل مقاومين من غزة، أجرت إدارة الدوري الإسرائيلي الممتاز محادثات وتقييماً أمنياً للوضع مع قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية، وقررت تأجيل مباريات الدور السادس من الدوري الممتاز لكرة القدم التي كان من المزمع إقامتها اليوم (السبت) وغداً.
كما جرى تأجيل مباراة اليوم في الدوري الممتاز لكرة السلة بين فريقي ماكابي ريشون لتسيون وهبوعيل بئر السبع، بسبب الوضع الأمني والأحداث الأخيرة. بينما أعلن الفريق الجنوبي عن نقل لاعبيه الأجانب إلى إيلات في الوقت الراهن.
كذلك أعلنت جميع أندية الدوري الممتاز عن السماح للاعبيها الأجانب بمغادرة البلاد فوراً والعودة إلى أوطانهم. كما أُلغي عدد محدود من المباريات التي كان من المقرر إقامتها في مختلف دوريات كرة القدم الإسرائيلية بسبب الوضع الأمني.
يشار إلى أنه عقب الهجوم الذي شنته المقاومة، تشن مقاتلات حربية إسرائيلية غارات على مناطق مختلفة من قطاع غزة.