نشرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية الثلاثاء، 2 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تقريراً استعرضت فيه تفاصيل تتعلق بالمهام التي أوكلها جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) للعميل التركي سلجوق كوجوكايا، الذي اعتقلته أنقرة في مايو/أيار الماضي و17 آخرين، وقام بإبلاغها للاستخبارات التركية أثناء التحقيق معه.
تقرير الصحيفة الإسرائيلية أفاد بأن سلجوق كوجوكايا أخبر مسؤولي جهاز الاستخبارات الوطنية التركي بأنه التقى 11 مرة على الأقل بأفراد من الموساد في 10 مدن أوروبية، بعد أن وافق على تزويدهم بمعلومات مقابل مبلغ مالي.
الصحيفة الإسرائيلية ذكرت أن كوجوكايا تم تكليفه بجمع معلومات استخبارية، وفي مرة واحدة على الأقل طُلب منه تحديد نقاط ضعف، يمكن من خلالها اتخاذ إجراء ضد فلسطيني وصل إلى إسطنبول قادماً من لبنان، حسبما أظهرت مراسلات مع القائمين الإسرائيليين على عمل المحقق الخاص التركي.
وأعلنت تركيا أن الموساد مسؤول عن تشكيل شبكة تجسس، بالتعاون مع رجال زعيم تنظيم فتح الله غولن، التي تصنفه تركيا بالإرهابي، وهو التنظيم الذي اتهمه الرئيس التركي رجيب طيب أردوغان بمحاولة الإطاحة به من السلطة في انقلاب في عام 2016.
وأوضحت الصحيفة أن كوجوكايا كشف أن ضابطاً عسكرياً تركياً سابقاً اسمه سركان أوزدميرجي، هو من ربطه بجهاز الموساد. وأوزدميرجي مطلوب من السلطات التركية، لكنه فرّ من البلاد، ولا يزال طليقاً.
مهام "كوجوكايا"
الصحيفة عرضت تفاصيل تتعلق بالمهام التي أوكلها الموساد لكوجوكايا، والتي من بينها أن ضابطاً في الموساد يُدعى خورخي أرسل إليه أسماء بعض المطاعم؛ طالباً منه التحري بشأن ما تقوم به من أعمال وإرسال صور.
وفي مهمة أخرى، وفقاً للصحيفة، فقد كلفه ضابط اسمه ألفونسو -وكان رئيساً لخورخي- بتشكيل فريق لمتابعة مواطنين إيرانيين ولبنانيين، وجمع معلومات استخبارية عن شركة كهرباء.
وقال كوجوكايا إنه التقى مرة أخرى مع المسؤولين عنه في الموساد في ديسمبر/كانون الأول 2018، مشيراً إلى أنه حصل منهم على مبلغ 4 آلاف يورو نقداً ومصاريف أخرى.
وأوضح "كان لديهم جهاز يشبه الحاسوب المحمول، وقاموا بتوصيل كابلات إلى صدري وأطراف قامتي وساقي، وسألوني عن اسمي ومهنتي وإذا كنت قد عملت مع الحكومة". وتقول يديعوت أحرونوت إن ذلك كان على ما يبدو اختباراً لكشف الكذب.
مراقبة فلسطيني
كما أشارت الصحيفة إلى أنه في عام 2020، وكلت مهمة جديدة لكوجوكايا، وهي متابعة فلسطيني يُدعى المحمود، كان قد وصل من بيروت. وأظهرت المراسلات مع مسؤوليه في الموساد أنه زُوِّد بتفاصيل الرحلة وطُلب منه متابعة الرجل، ومعرفة عدد الحقائب التي اصطحبها معه، وما إذا كان معه حراس شخصيون مسلحون.
ومن المعلومات التي طلبوها منه أن يعرف إذا كان المحمود يستقل سيارة أجرة من المطار، أو أن هناك سيارة خاصة ستقله، وأي طريق سيسلك في إسطنبول.
كما طلب منه مسؤولوه في الموساد استخدام سيارات مختلفة. وأوصوه في رسالة بالبريد الإلكتروني بأن يستخدم 3 سيارات حتى لا يُكتشف أمره ويفقد أثر الفلسطيني المراد منه ملاحقته.
في السياق ذاته، نقلت الصحيفة الإسرائيلية عن مسؤولين في الاستخبارات التركية أن الرسالة الإلكترونية اختُتِمت بعبارة مفادها "سنستخدم جهاز المراقبة للكشف عن نقاط الضعف حتى نتمكن لاحقاً من شن هجوم".
تعقب عميل الموساد
وكانت صحيفة Aksam التركية، قد كشفت في وقت سابق، أن كوجوكايا تعرض للتعقب التقني والجسدي بواسطة الاستخبارات الوطنية التركية لمدة عام ونصف العام، قبل اعتقاله مع نائبه موسى كوس، ضمن تحقيق التجسس الذي فتحه مكتب المدعي العام في إسطنبول.
ومن بين 17 عميلاً مشتبهاً به للموساد تم اعتقالهم في مايو/أيار، لا يزال 6 منهم رهن الاحتجاز، ويواجهون جميعاً تهماً بالتجسس التي قد تسفر عن الحكم عليهم بالسجن لمدة 15 عاماً.
وفي يوليو/تموز الماضي، أعلنت تركيا أنها كشفت عن شبكة من 56 عميلاً كانوا يراقبون رعايا أجانب. وفي ديسمبر/كانون الأول 2022، قامت بالقبض على 7 من المشتبه بهم بالتجسس على فلسطينيين لصالح الموساد. كما اكتشفت خلية تجسس روسية، وأحبطت مؤامرة إيرانية لمهاجمة إسرائيليين.