كتب الإسرائيلي اليميني المتطرف، إليشا يارد، تعليقاً على مقطع فيديو ليهودٍ أرثوذكس يبصقون على حجاج مسيحيين: "إن عادة البصق بالقرب من الكنائس والأديرة تقليدٌ يهودي قديم"، حسب ما ذكرته صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، الثلاثاء 3 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
حيث قال يارد، الذي كان المتحدث السابق باسم نائبة الكنيست ليمور سون هار ميلخ من حزب "عوتسما يهوديت" اليميني المتطرف، إن اليهود لديهم كذلك ذكرٌ للثناء على الله يُفترض أن يردده اليهودي عند المرور بالكنيسة: "تبارك الذي يصبر على المخالفين لمشيئته"، وأوضح أن اليهودي "يثني على الله [في هذا الذكر] لأنه لم يعاقب عبدة الأوثان في الحال على أفعالهم الشريرة".
تابع يارد: "ربما نسينا تحت تأثير الثقافة الغربية ما هي المسيحية، لكنني أعتقد أن ملايين اليهود الذين شهدوا الحروب الصليبية، ومحاكم التفتيش [الإسبانية]، واضطهاد اليهود بفريةِ الدم، والمذابح الجماعية لن ينسوها أبداً".
كان يارد اعتُقل في أغسطس/آب في أعقاب هجوم شنه مستوطنون إسرائيليون على قرية برقة الفلسطينية شرق رام الله، للاشتباه في كونه أحد المسؤولين عن مقتل الشاب الفلسطيني قصي معطان (19 عاماً) إلا أن سلطات الاحتلال أفرجت عنه بعد ذلك، وطالب وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، بمنح "وسام تقدير" للمستوطن الذي قتل معطان، ومنحه الحصانة القانونية.
أدلى يارد بهذه التصريحات في سياق التعليق على ما حدث الثلاثاء 3 أكتوبر/تشرين الأول في احتفالات عيد العُرش (المظلة)، حيث بصق يهود متشددون على مجموعة من الحجاج المسيحيين كانوا يسيرون في البلدة القديمة بالقدس، وصرخوا في وجوههم.
كان الحجاج المسيحيون يحملون الصليب حين تعرضوا للهجوم. ووقع الحادث خلال العيد الذي يجلب آلاف المسيحيين إلى القدس. وفي مقابلة مع صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، أكَّد المرشد السياحي والمؤلف والصحفي، روبي بيرمان، صحةَ ما ورد في تصريح يارد.
إذ قال إنه شهد الكثير من الحوادث المحرجة التي بصق فيها اليهود الأرثوذكس على رجال الدين والسياح المسيحيين، وضايقوهم، و"دوري هو منع مثل هذه الأعمال"، إلا أنها "للأسف تحدث مراراً كل يوم". وقال بيرمان إنه سأل ذات مرة طفلاً يهودياً متشدداً يبلغ من العمر 10 سنوات عن سبب بصقه على مسيحي، وكان الرد أن ذلك "قانون ديني".
يُذكر أنه على مدى الأشهر القليلة الماضية، وقعت الكثير من حوادث العداء للمسيحيين في إسرائيل، وكان من أبرزها تلك المسيرة التي خرج فيها نائب رئيس بلدية القدس، أرييه كينغ، مع مجموعة من اليهود المتدينين إلى حائط المبكى، وهم يهتفون: "أيها المبشرون، عودوا إلى بيوتكم"، وتوجهوا بهذه الهتافات إلى المسيحيين الإنجيليين الذين كانوا يحتفلون بعيد العنصرة ويصلون في القدس.
كما أنه في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بصق جندي من جيش الاحتلال الإسرائيلي على رئيس أساقفة الأرمن، ومسيحيين آخرين خلال موكب في البلدة القديمة. وفي ديسمبر/كانون الأول، تعرض المركز الطائفي الماروني في معالوت ترشيحا لأعمال تخريب، ولم تتوصل السلطات إلى الجناة في هذه الواقعة وحوادث أخرى.