قال وزير التجارة التركي عمر بولات، الإثنين 2 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إن 220 شركة قطرية تنفذ مشاريع مهمة في بلاده، مشيراً إلى أن الاستثمارات القطرية في تركيا تجاوزت 20 مليار دولار، موجهاً رسالة طمأنة إلى المستثمرين العرب والأجانب في بلاده.
جاء ذلك في كلمة لبولات خلال افتتاح اجتماع تجاري تركي- قطري بتنظيم من مجلس المصدرين الأتراك، وتنسيق من وزارة التجارة في العاصمة القطرية الدوحة، التي تستضيف حالياً "إكسبو قطر للبستنة 2023".
الوزير أشار إلى مشاركة نحو 300 رجل أعمال قطري في الفعالية، معرباً عن سعادته إزاء هذه المشاركة، وقال إن تركيا وقطر "شريكان استراتيجيان"، وليسا بلدين صديقين وشقيقين فحسب.
أضاف بولات: "تحت قيادة زعيمينا واصلنا علاقاتنا السياسية الممتازة في مجالات الاقتصاد والتجارة والاستثمار وخدمات المقاولات والسياحة أيضاً في السنوات الأخيرة".
تحدث بولات عن استثمارات كبيرة تركية في قطر، وقال إن "727 شركة تركية تعمل هناك، و220 شركة قطرية تنفذ مشاريع مهمة في تركيا، حيث تجاوزت استثمارات قطر 20 مليار دولار".
لفت أيضاً إلى أن "المقاولين الأتراك نفذوا مشاريع كبرى في تطوير البنية التحتية والفوقية في قطر، وأنجزوا بنجاح خدمات بقيمة 18-19 مليار دولار"، مبيناً أن تركيا وقطر تتعاونان أيضاً في مشروع "طريق التنمية".
هذا المشروع الذي أعلنه رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، أواخر مايو/أيار 2023، يشمل الطريق البري والحديدي الممتد من العراق إلى تركيا وموانئها.
يبدأ الطريق من ميناء الفاو في خليج البصرة، ومن المخطط أن يتكون من طريق بري وسكك حديدية بطول 1200 كيلومتر داخل الأراضي العراقية، وربطه بشبكة السكك الحديدية التركية.
من جانبه، صرح رئيس مجلس المصدرين الأتراك مصطفى غول تبه، أنهم حضروا إلى الدوحة مع وفد يضم 115 شخصاً بينهم 61 ممثلاً عن 53 شركة مصدرة، وذكر أن الوفد يمثل جميع قطاعات التصدير البالغ عددها 27 قطاعاً.
أضاف غول تبه: "صادراتنا إلى قطر زادت بمقدار 6 أضعاف في السنوات الـ10 الأخيرة، حيث كان مستوى الواردات التركية في قطر 1%، واليوم وصل إلى 4,5%".
أوضح أيضاً أن "5 آلاف و50 من الشركات التركية صدرت ما قيمته 1,5 مليار دولار إلى قطر العام الماضي، وبلغت صادراتنا 290 مليون دولار في قطاع الدفاع والفضاء، و177 مليون دولار في قطاع الأثاث، و124 مليون دولار في قطاع الإلكترونيات".
في سياق متصل، طمأن وزير التجارة التركي بولات المستثمرين العرب والأجانب على سلامة واستقرار الاستثمار في تركيا، وقال في تصريحات أوردها موقع "الجزيرة نت" إن "بلاده لا تعاني من أي تمييز أو عنصرية تجاه الأجانب، وإن أبوابها مفتوحة للاستثمار أمام الجميع".
بولات أجاب عن سؤال حول تأثير حوادث عنف تعرض لها عرب في تركيا على السياحة في هذا البلد، وتخوف المستثمرين جراء ذلك، وقال إن "تركيا تتمتع بعلاقات تاريخية وثقافية وثيقة مع الدول العربية، وإنها تحرص على ضمان سلامة وراحة جميع السياح الأجانب، بمن فيهم العرب".
لفت بولات إلى أن "بعض الجهات تحاول استغلال هذه الحوادث لبث الفتنة بين تركيا والعرب، وأن الحكومة التركية لن تسمح بذلك"، وبحسب "الجزيرة نت" اتهم الوزير "حزباً عنصرياً" في تركيا بتأجيج مثل هذه المواقف.
أضاف في هذا الصدد: "هناك حزب واحد فقط يتبنى خطاب العنصرية، وحصل على نسبة 1.5% من أصوات الشعب في الانتخابات العامة الأخيرة. وبالتالي يرفض 98.5% من الشعب التركي مثل هذه الممارسات"، مشيراً بذلك إلى "حزب النصر" المعادي للاجئين.
كانت تركيا قد شهدت عدة حوادث جرى فيها اعتداء على سياح عرب في البلاد، وأثارت ردود أفعال واسعة على شبكات التواصل، وأعلنت السلطات التركية فيما بعد عن اعتقال أشخاص قالت إنهم يروجون لخطاب الكراهية على شبكات التواصل.