قال وزير الدفاع البريطاني، غرانت شابس، إن الحكومة البريطانية تريد نشر مدربين عسكريين في أوكرانيا، بالإضافة إلى تدريب القوات المسلحة الأوكرانية في أراضي المملكة المتحدة، أو دول غربية أخرى، كما هو الحال في الوقت الحالي، وذلك في وقت تواصل فيه القوات الأوكرانية هجومها المضاد ضد الجيش الروسي في أوكرانيا.
شابس وفي مقابلة مع صحيفة "صنداي تليغراف" البريطانية، قال إن هناك مجالاً لتقديم تدريب عسكري داخل أوكرانيا، بعد مناقشة يوم الجمعة 29 سبتمبر/أيلول 2023، مع قادة الجيش البريطاني، وفي حال تم إرسال مدربين إلى أوكرانيا، فذلك يعني نقل قوات بريطانية إلى أوكرانيا للمرة الأولى منذ بدء الحرب الروسية على أوكرانيا.
أشار وزير الدفاع أيضاً إلى أن بلاده "تدرس الطرق التي يمكنها من خلالها مساعدة أوكرانيا على أن تتهيأ لعضوية الناتو"، مرجحاً أن غرب أوكرانيا "يُعد فرصة الآن لإدخال أشياء كثيرة إلى البلاد- لا التدريب فقط- إذ نرى أن هناك إمكانية أيضاً إلى أن تبدأ شركة بي إي أي (مؤسسة بريطانية تعمل في قطاع الدفاع)، على سبيل المثال عمليات التصنيع في البلاد"، بحسب ما نقلته "بي بي سي".
شابس أعرب عن أمله في أن تمضي شركات الدفاع البريطانية مثل "بي أيه إي سيستمز" قدماً في خططها لإنشاء مصانع أسلحة في أوكرانيا.
حتى الآن، تجنبت بريطانيا وحلفاؤها الوجود العسكري الرسمي في أوكرانيا، للحد من مخاطر الصراع المباشر مع روسيا، وقدمت بريطانيا دورات تدريبية عسكرية مدتها خمسة أسابيع لنحو 20 ألف أوكراني خلال العام الماضي، وتعتزم تدريب عدد مماثل في المستقبل.
في سياق متصل، كان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد قال أمس السبت، إنه يريد تحويل قطاع الدفاع في بلاده إلى "مركز عسكري كبير"، من خلال الشراكة مع مصنّعي الأسلحة الغربيين، لزيادة إمدادات الأسلحة لهجوم كييف المضاد على روسيا.
زيلينسكي أضاف في تصريحات لمسؤولين تنفيذيين يمثلون أكثر من 250 شركة غربية منتجة للأسلحة، أن "أوكرانيا في مرحلة من الماراثون الدفاعي من المهم جداً فيها المضي قدماً دون تراجع، هناك حاجة إلى نتائج يومية من خط المواجهة".
أشار زيلينسكي إلى أن بلاده "مهتمة بتوطين إنتاج العتاد اللازم لدفاعنا، وكل أنظمة الدفاع المتقدمة التي يستخدمها جنودنا، ما يمنح أوكرانيا أفضل النتائج على الجبهة"، وأوضح أن الدفاع الجوي وإزالة الألغام هما من أولوياته المباشرة، مضيفاً أن بلاده تسعى كذلك لتعزيز الإنتاج المحلي للصواريخ والطائرات المسيرة وذخيرة المدفعية.
من جانبه، أشار وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا في افتتاح منتدى كييف الأول للصناعات الدفاعية، إلى اهتمام بلدان أفريقية ليس فقط بشراء أسلحة من أوكرانيا، بل بتصنيعها أيضاً، وقال إن "أفريقيا كانت واحدة من أكبر الأسواق للمنتجات العسكرية الأوكرانية قبل اندلاع الحرب الواسعة النطاق"، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
كانت أوكرانيا قد بدأت هجومها المضاد، في أوائل يونيو/حزيران 2023، لمحاولة استعادة الأراضي التي استولت عليها روسيا، التي لا تزال تسيطر على نحو 18% من الأراضي الأوكرانية، وأعلنت كييف عن إحراز تقدم في عدة اتجاهات، وتحرير أكثر من 10 قرى، غير أنها لم تتمكن بعد من استعادة أي مدن رئيسية.
تعتمد أوكرانيا بشكل حاسم على الدعم المالي والعسكري الغربي، وقد حصلت على عشرات المليارات من الدولارات من هذه المساعدات منذ بداية الهجوم الروسي على البلاد، في فبراير/شباط 2022، لكن الحرب خلقت نمواً مطرداً للطلب على الأسلحة والذخيرة.