أعلنت القيادة العامة لقوة دفاع البحرين أن جندياً بحرينياً رابعاً لقي حتفه الجمعة 29 سبتمبر/أيلول 2023 "متأثراً بجروحه الخطيرة" التي أُصيب بها جراء هجوم بطائرة مسيرة شنه الحوثيون يوم الإثنين الماضي، على قوات التحالف "المرابطة على الحدود الجنوبية للسعودية" قرب حدود المملكة مع اليمن.
ويخوض الحوثيون المتحالفون مع إيران قتالاً ضد التحالف الذي تقوده السعودية منذ عام 2015، في صراع أودى بحياة مئات الآلاف وجعل 80% من سكان اليمن يعتمدون على المساعدات.
هجوم بالمسيرات على جنود من البحرين
يشكل الهجوم بالمسيرة تصعيداً كبيراً بعد أكثر من عام من الهدوء النسبي باليمن في ظل زخم شهدته جهود السلام. وقد يقوض الهجوم المحادثات بين المسؤولين السعوديين والحوثيين الذين عقدوا مؤخراً جولة جديدة من المفاوضات حول اتفاق محتمل لإنهاء الصراع.
يأتي الإعلان عن مقتل جندي رابع، بعد يوم واحد مما أعلنته وكالة أنباء البحرين بأن جندياً بحرينياً ثالثاً لقي حتفه الأربعاء، "متأثراً بجروحه الخطيرة" التي أُصيب بها جراء هجوم بطائرة مسيرة شنه الحوثيون على قوات التحالف "المرابطة على الحدود الجنوبية للسعودية للدفاع عن حدودها" القريبة من اليمن.
كانت وكالة أنباء البحرين قد قالت إن اثنين من جنود الجيش البحريني قُتلا وأصيب آخرون الإثنين الماضي، في هجوم بطائرات مسيرة شنه الحوثيون على قوات التحالف الذي تقوده السعودية بالقرب من الحدود مع اليمن.
وقال العميد الركن تركي المالكي المتحدث باسم قوات "تحالف دعم الشرعية في اليمن" الذي تقوده السعودية، في بيان نقلته وكالة الأنباء السعودية، الإثنين الماضي: "قيادة القوات المشتركة للتحالف تدين الهجوم الغادر صباح اليوم من بعض العناصر التابعة للحوثيين، باعتباره عملاً عدائياً غادراً في سياق الأعمال العدائية خلال الشهر الماضي، باستهداف إحدى محطات توزيع الطاقة الكهربائية وأحد مراكز الشرطة بالمنطقة الحدودية". وذكرت وكالة أنباء البحرين نقلاً عن بيان للجيش، أن ضابطاً وجندياً قُتلا.
جماعة الحوثي ترد على ما حدث
من جانبه قال المتحدث باسم الحوثيين محمد عبد السلام، لـ"رويترز"، رداً على الهجوم الذي أودى بحياة البحرينيين، إن انتهاكات الهدنة "أمر مؤسف". وأضاف أن "خروقات" قوات التحالف الذي تقوده السعودية للهدنة لم تتوقف، وأن 12 جندياً يمنياً قُتلوا خلال شهر واحد على الحدود السعودية.
وقال: "نشدد على أهمية الدخول في مرحلة السلام الجاد وصولاً إلى تثبيت الوضع العسكري بالكامل بحيث تتوقف الخروقات من جميع الأطراف وتتحقق متطلبات السلام الشامل والعادل".
ويعد الهجوم تصعيداً كبيراً بعد أكثر من عام من الهدوء النسبي في اليمن ومع اكتساب جهود السلام قوة دافعة. وقد يقوض محادثات بين مسؤولين سعوديين وحوثيين عقدوا جولة أخرى من المفاوضات حول اتفاق محتمل يمهد الطريق لإنهاء الصراع في اليمن.
وقال بيان التحالف: "مثل هذه الأعمال العدائية والاستفزازية المتكررة لا تنسجم مع الجهود الإيجابية التي يتم بذلها سعياً لإنهاء الأزمة والوصول لحل سياسي شامل، وتؤكد قيادة القوات المشتركة للتحالف رفضها الاستفزازات المتكررة واحتفاظها بحق الرد في الزمان والمكان المناسبين".
ويخوض الحوثيون قتالاً ضد التحالف العسكري الذي تقوده السعودية منذ عام 2015، في صراع أودى بحياة مئات الألوف وجعل 80% من أهل اليمن يعتمدون على المساعدات الإنسانية.
وقال جيش البحرين في بيان نقلته وكالة الأنباء الرسمية بالمملكة: "جرى ذلك العمل الإرهابي الغادر بقيام الحوثيين بإرسال طائرات مسيرة هجومية على مواقع قوة الواجب البحرينية المرابطة بالحد الجنوبي على أرض المملكة العربية السعودية الشقيقة رغم وجود توقف للعمليات العسكرية بين أطراف الحرب في اليمن".
ترحيب سعودي بنتائج إيجابية للمحادثات مع الحوثيين
في حين رحبت الحكومة السعودية بما وصفتها بأنها "نتائج إيجابية" لأول محادثات مباشرة تجريها مع كبار مسؤولي جماعة الحوثي الذين أمضوا خمسة أيام في الرياض.
وندد المغرب بشدة "بالعمل الإرهابي الآثم"، وقال في بيان، إن المملكة "تؤكد تضامنها الكامل والموصول مع مملكة البحرين الشقيقة ووقوفها معها في مواجهة هذا العمل الإرهابي الجبان، كما تعرب عن تعازيها لمملكة البحرين الشقيقة ولأسر الضحايا وتمنياتها الشفاء العاجل للمصابين".
كما استنكر أمين عام مجلس التعاون الخليجي، جاسم البديوي، "الانتهاك الحوثي العدائي الغادر"، قائلاً إنه "يتنافى مع الاتفاقيات الخاصة بوقف إطلاق النار التي أُعلن عنها سابقاً، ويؤكد استمرار الحوثيين في أعمالهم الإرهابية وعدم رغبتهم في استقرار وأمن اليمن".
وأرسلت السفارة الأمريكية في البحرين رسالتي تعزية إلى أسرتي القتيلين، مؤكدةً وقوف الولايات المتحدة إلى جانب حليفتها.