توصلت مدينة ديترويت إلى تسوية مع ثلاثة رجال مسلمين رفعوا دعوى قضائية ضد اثنين من ضباط الشرطة الأمريكية، في أعقاب حادث وقع قبل ثلاث سنوات سجّلت خلاله الكاميرا المتصلة بجسم أحد الضابطين وهو يدلي بتعليقات مثل: "المسلمون يكذبون كثيراً" و"الرجال المسلمون يستغلون الأطفال جنسياً"، وفق ما ذكره موقع Middle East Eye البريطاني، الأربعاء 27 سبتمبر/أيلول 2023.
إذ قال داود وليد، مدير مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير) في ميشيغان، لصحيفة The Detroit News، الثلاثاء 26 سبتمبر/أيلول: "من خلال هذه التسوية، نأمل أن تكون إدارة شرطة ديترويت أكثر استعداداً لإخضاع ضباطها للتدريب ضد التحيز، وأن يطبقوا هذا التدريب في التعامل مع العدد الكبير من السكان المسلمين في ديترويت".
وقعت الحادثة في 26 سبتمبر/أيلول 2020، عقب بلاغ لخدمات الطوارئ بوقوع اعتداء؛ إذ اتصل خليل محمد بالرقم 911 للإبلاغ أنَّ امرأة تسكن في منزله هاجمته هو وصديقيه بمطرقة ودمرت ممتلكاته. ووفقاً للدعوى، أخبر محمد الشرطة الأمريكية أنَّ المرأة كانت بحاجة إلى مكان للإقامة بعد إطلاق سراحها من مصحة للأمراض العقلية.
عندما وصل ضابطا شرطة ديترويت، دونالد أوينز وناثانيال مولين، تحدثا أولاً مع المرأة خارج المنزل، التي أخبرتهما في مرحلة معينة أنَّ الرجال الذين تقيم معهم مسلمون. وتقول الدعوى إنَّ أوينز أدلى بهذه التعليقات المعادية للإسلام بعد سماعه ذلك.
وفقاً للقطات الكاميرا المرفقة بجسد أوينز، التي راجعتها صحيفة The Detroit News بعد رفع الدعوى، قال أوينز لضابط آخر بعد التحدث إلى المرأة: "الرجال المسلمون يستغلون الأطفال جنسياً.. المسلمون يكذبون كثيراً… وإذا كنتِ امرأة، فليس لديك رأي".
بحسب الدعوى، اعتقل الضباط محمد وكليفورد ويليامز وروبرتو غوزمان "وكبّلوهم بالأصفاد أمام منزل غرينلون في وضح النهار أمام جيرانهم بطريقة تهدف إلى إذلالهم وإحراجهم بسبب عقيدتهم الإسلامية".
جاء في الدعوى أيضاً: "(الاعتقال) استند فقط إلى عداء المتهمين وتعصبهم تجاه المسلمين، وخاصة الرجال المسلمين، ولم يكن له سبب محتمل". وأُطلِق سراح الأفراد الثلاثة، محمد وويليامز وغوزمان، بعد ذلك دون توجيه أية اتهامات لهم.
في سبتمبر/أيلول 2021، عند الإعلان عن الدعوى القضائية، التي طالبت بمبلغ لا يقل عن 75000 دولار، أكدت شرطة ديترويت إجراء تحقيق داخلي في الادعاءات ضد الضابطَين أوينز ومولين.
نتيجة للتحقيق، واجه أوينز إيقافاً عن العمل لمدة خمسة أيام بدون أجر بعد إدانته بارتكاب مخالفات إدارية، التي تضمنت إهمال الواجب الوظيفي و"الاستخفاف أو الحط من عِرق أو جنسية أو الخصائص الشخصية لشخص"، حسبما قال مسؤولو إدارة شرطة ديترويت، يوم الثلاثاء 26 سبتمبر/أيلول.
بينما قالت إدارة الشرطة الأمريكية في بيان: "التصريحات التي أدلى بها الضابط المتورط في عام 2020 كانت غير مُبرَّرة وغير لائقة بضابط في هذه الإدارة".
في العام الماضي، أظهرت دراسة أجرتها جامعة رايس أنَّ المسلمين أكثر عُرضة لمضايقات الشرطة بخمس مرات بسبب دينهم مقارنةً بأتباع الديانات الأخرى.
وفقاً للدراسة المنشورة على موقع منظمة The Society for the Study of Social Problems، فإنَّ البالغين المسلمين الذين يُعرِّفون أنفسهم على أنهم سود أو شرق أوسطيين أو عرب أو شمال أفريقيين هم أكثر عُرضة تحديداً من المسلمين الذين يُعرِّفون أنفسهم على أنهم بيض للإبلاغ عن تعرضهم للمضايقات من الشرطة بسبب دينهم.