دعا خبراء في حقوق الإنسان بالأمم المتحدة إلى إجراء إصلاحات ضخمة في منظومة العدالة الجنائية الأمريكية للتصدي للعنصرية الممنهجة، قائلين إن السجينات من ذوات البشرة السمراء يبقين مكبلات بالأصفاد خلال المخاض، بينما يُجبر السجناء في السجون الأمريكية على العمل في أوضاع "أشبه بمزارع الحقبة الاستعمارية".
إذ قال ثلاثة خبراء عيَّنتهم الأمم المتحدة، في تقرير منشورٍ الخميس 28 سبتمبر/أيلول 2023، إنهم وجدوا أن الممارسات في السجون الأمريكية ترقى إلى "إهانة كرامة الإنسان"، وذلك خلال زيارات في أبريل/نيسان ومايو/أيار. ولم ترد البعثة الدبلوماسية الأمريكية في جنيف على طلب للتعليق.
كما ذكر التقرير أن إحدى الممارسات داخل السجون الأمريكية هي تقييد السجينات وتكبيلهن بالأصفاد خلال المخاض. وورد في التقرير أن الخبراء "سمعوا، بأنفسهم، شهادات مباشرة (عن ظروف) لا تُحتمل تتعلق بنساء حبليات مكبلات بالأصفاد خلال المخاض فارق مواليدهن الحياة بسبب القيود".
بينما أشار متحدث بمجال حقوق الإنسان في الأمم المتحدة إلى "عدة" قضايا وأكد أنها كلها مرتبطة بنساء من ذوات البشرة السمراء عندما طُلب منه الاستفاضة في تفاصيل.
العمل داخل السجون الأمريكية
جمع الخبراء أيضاً شهادات مباشرة حول الأوضاع في أحد السجون الأمريكية في لويزيانا، حيث ذكر التقرير أن الآلاف من السجناء، وأغلبهم من ذوي البشرة السمراء، "أُجبروا على العمل في حقول (حتى في حصد القطن) تحت مراقبة (الأحرار) على صهوة جيادهم، في أوضاع شديدة الشبه بالأوضاع الموجودة قبل 150 عاماً".
كما وصف التقرير القصص من منشأة يطلق عليها "أنجولا" بأنها "صادمة"، وقال إنها ترقى إلى "أشكال معاصرة من العبودية". ودق التقرير أيضاً ناقوس الخطر إزاء تفشي فرض السجن الانفرادي، الذي ذكر التقرير أنه يُطبق على ما يبدو بصورة مبالغ فيها على السجناء ذوي الأصول الأفريقية.
أضاف التقرير أن رجلاً أسمر البشرة قال للخبراء إنه ظل مسجوناً بشكل انفرادي 11 سنة متصلة. وقال خوان مينديز، وهو أحد الخبراء، "تشير نتائجنا إلى وجود حاجة ماسة إلى إصلاح شامل".
بينما شكّل مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة اللجنة في 2021 بعد مقتل جورج فلويد، وهو رجل أسمر البشرة لقي حتفه بعدما أطبق ضابط شرطة ساقه على عنق فلويد ملصقاً إياها بالأرض.
حسب وكالة رويترز، فقد استند التقرير إلى شهادات من 133 شخصاً في خمس مدن أمريكية، إضافة إلى شهادات مجموعة من خمسة مراكز اعتقال. وتضمن التقرير قائمة بها 30 توصية للسلطات الأمريكية، من بينها الدعوة إلى تشكيل لجنة جديدة لتعويض الأفراد من ذوي الأصول الأفريقية.