قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، حسين الشيخ، الإثنين 26 سبتمبر/أيلول 2023، إن سفير المملكة العربية السعودية لدى بلاده، نايف بن بندر السديري، سيقدم أوراق اعتماده الرسمية للرئيس الفلسطيني محمود عباس، في مدينة رام الله خلال أيام.
جاء ذلك في تغريدة للشيخ على حسابه في موقع "إكس"، وقال فيها: "نرحب بسعادة سفير المملكة العربية السعودية لدى دولة فلسطين الذي سيقدم خلال أيام أوراق اعتماده أمام الرئيس محمود عباس".
لم يصدر حتى الساعة 10:15 بتوقيت غرينتش تعليق رسمي سعودي بخصوص ما ذكره الشيخ.
كانت وكالة الأنباء السعودية (واس) قد أفادت، في 12 أغسطس/آب 2023، بأن المملكة عينت السديري سفيراً فوق العادة مفوضاً غير مقيم لدى فلسطين، وقنصلاً عاماً بمدينة القدس.
الوكالة ذكرت آنذاك، أن السديري وهو أيضاً سفير السعودية لدى الأردن، سلم نسخة من أوراق اعتماده إلى مستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الدبلوماسية مجدي الخالدي، خلال مراسم أقيمت في مقر سفارة فلسطين بالعاصمة الأردنية عمان.
تُعد هذه أول مرة تعين فيها السعودية سفيراً لها لدى فلسطين، علماً أنه كان للمملكة قنصلية عامة في القدس، لكنها أغلقت مع احتلال إسرائيل للمدينة عام 1967، حيث كانت الضفة، بما فيها القدس الشرقية، تخضع لإدارة أردنية آنذاك.
أثار الإعلان عن نية المملكة تعيين سفير لها لدى فلسطين غضب إسرائيل، وتعهد وزير الخارجية الإسرائيلي، إيلي كوهين، بعدم السماح لأي دولة بفتح ممثلية دبلوماسية بالقدس الشرقية تكون تابعة للسلطة الفلسطينية.
كوهين قال خلال في مقابلة مع إذاعة 103fm التابعة لصحيفة "معاريف" العبرية، الأحد 13 أغسطس/آب 2023، "إنهم (السعوديين) لم ينسقوا معنا ولا يحتاجون إلى التنسيق معنا، لن نسمح بفتح أي ممثلية دبلوماسية للفلسطينيين بشكل فعلي من نوع أو آخر بالقدس".
اعتبر كوهين أن الخطوة التي أقدم عليها السعوديون هي "بمثابة رسالة للفلسطينيين بأنهم لم ينسوهم، على خلفية التقدم في مفاوضات التطبيع بين الرياض وتل أبيب"، وفق تعبيره، مضيفاً: "لا نسمح للدول بفتح قنصليات (بالقدس) هذا لا يناسبنا".
يأتي هذا فيما تتوارد أنباء عن تقدم في إطار تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل، وفي هذا الصدد، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الجمعة 22 سبتمبر/أيلول، إن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق سلام مع السعودية خلال الأشهر القليلة المقبلة، أو سيتم تأجيله لعدة سنوات.
من جانبها، اعتبرت السعودية، السبت 23 سبتمبر/أيلول 2023 في كلمة المملكة التي ألقاها وزير الخارجية فيصل بن فرحان، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، أن أمن منطقة الشرق الأوسط يتطلب الإسراع في إيجاد حل عاجل وشامل للقضية الفلسطينية، "بما يكفل إقامة الشعب الفلسطيني دولته المستقلة".
بن فرحان قال إن المملكة "تجدد رفضها لجميع الإجراءات الأحادية التي تعد انتهاكاً للقانون الدولي، وتسهم في عرقلة مسار الحلول"، دون تفاصيل.
يُشار إلى أن مسؤولين أمريكيين تحدثوا في وقت سابق عن أن التطبيع لا يزال بعيد المنال؛ لأنه من المتوقع أن يتضمن اتفاقاً دفاعياً مع واشنطن وبرنامجاً نووياً مدنياً للسعودية.