أوصى مكتب المدعي العام في العاصمة الفرنسية باريس، الجمعة 22 سبتمبر/أيلول 2023، بمحاكمة السياسية اليمينية المتطرفة مارين لوبان ومساعديها، بتهمة اختلاس أموال الاتحاد الأوروبي، لتمويل أنشطة حزب "التجمّع الوطني"، في حين ترفض لوبان الاتهامات وتتحدث عن تعرضها لـ"اضطهاد".
ممثلو الادّعاء قالوا إنهم طلبوا رفع دعوى قضائية ضد عدد من النواب، في إطار تحقيق أجراه البرلمان الأوروبي بخصوص "الوظائف الوهمية"، والذي بدأ في عام 2015.
ستُرفع الدعوى ضد لوبان و11 نائباً في البرلمان الأوروبي من حزب "التجمع الوطني"، بما في ذلك والدها جان ماري لوبان، بتهمة "إساءة استخدام أموال الاتحاد الأوروبي والتستر على مخالفات".
في حال الإدانة بالتهم الموجهة إليها تواجه لوبان عقوبات تصل إلى السجن 10 سنوات، ودفع مليون يورو، وغرامة تصل إلى ضعف المبلغ الزعوم اختلاسه، إضافة إلى أنها ستواجه حظراً من الترشح لمنصب عام لمدة 10 سنوات، بحسب ما ذكره موقع "سكاي نيوز" البريطاني.
من جانبها، قالت صحيفة The Guardian البريطانية، إن هذا التطور جاء بعد تحقيق استمر 7 أعوام في ادعاءات تقول إن حزب لوبان استخدم أموالاً كانت مخصصة لمساعدي البرلمان الأوروبي، من أجل دفع رواتب موظفي الحزب، وذلك خلال عامي 2004 و2016.
كان التحقيق قد بدأ بعدما اتهم البرلمان الأوروبي حزب "التجمع الوطني" بالاحتيال عليه بشكل كبير، وقال تحقيق البرلمان الأوروبي إنه خلال الفترة بين 2011 و2012 دفعت لوبان بشكل غير مشروع رواتب لموظفي حزبها، من أموال كان ينبغي أن يتم استخدامها فقط لدفع رواتب المساعدين التشريعيين لأعضاء البرلمان الأوروبي.
بحسب تقدير للبرلمان الأوروبي في عام 2018، فإنه تم اختلاس 6.8 مليون يورو من عام 2009 إلى عام 2017.
كانت لوبان ومنذ بداية التحقيق في الادعاءات قد نفت أن تكون وحزبها قد ارتكبت مخالفات، وفي العام 2017 قالت السياسية اليمينية إن هذه "المزاعم ترقى إلى مستوى اضطهاد سياسي" ضدها.
سبق أن مثلت لوبان، في مايو/أيار 2023، أمام لجنة تحقيق تابعة للجمعية الوطنية (الغرفة السفلى في البرلمان)، بشأن قضية حصول حزبها على قرض من بنوك روسية في 2014، وقالت لوبان حينها: "لقد وقّعت عقداً مع بنك تشيكي روسي وليس مع فلاديمير بوتين"، وأضافت أن "هذا التوقيع مع مؤسسة بنكية لم يلزمني بتقديم أية تنازلات، ولو كان الأمر كذلك لرفضت التوقيع".
كانت لوبان قد رفضت في العام 2017 سداد مبلغ 300 ألف يورو طلبها البرلمان الأوروبي، وقالت حينها إنها "لن تخضع للاضطهاد".
يُذكر أنه في نوفمبر/تشرين الثاني 2022، انتُخب جوردان بارديلا زعيماً جديداً لحزب "التجمع الوطني" اليميني المتطرف، خلفاً لمارين لوبان، وكان جان ماري لوبان قد أسّس حزب "الجبهة الوطنية" في العام 1972، ثم خلفته ابنته مارين لوبان في العام 2011، ليصبح رئيساً فخرياً للحزب.
في 2015 تم طرد الأب من الحزب نهائياً، وفي العام 2018 تحولت "الجبهة الوطنية" إلى "التجمع الوطني" بقيادة مارين لوبان.