احتج المئات في مدينة درنة بشرق ليبيا، الإثنين 18 سبتمبر/أيلول 2023؛ تعبيراً عن غضبهم من السلطات وطالبوا بمحاسبة المسؤولين بعد أسبوع من مقتل الآلاف من سكان المدينة في سيول وفيضانات أتت على أحياء بأكملها.
وطالب المحتجون بمحاسبة مسؤولين- منهم رئيس البرلمان الليبي عقيلة صالح- خلال المظاهرة أمام مسجد الصحابة، بينما كان البعض واقفاً أعلى المسجد أمام قبته الذهبية التي تعد أحد معالم درنة.
وهتف المحتجون مطالبين برحيل صالح وتحقيق الوحدة الوطنية في بلد ممزق سياسياً بسبب الصراع والفوضى منذ ما يزيد على عشر سنوات، في حين أضرم محتجون النار في منزل عميد بلدية درنة، بحسب مقاطع فيديو تداولها ناشطون وصحفيون ليبيون على مواقع التواصل.
أول مظاهرة كبيرة منذ وقوع السيول
ويمثل احتجاج اليوم أول مظاهرة كبيرة منذ وقوع السيول الجارفة والفيضانات التي اجتاحت درنة على أثر انهيار سدين خلال عاصفة قوية.
بدوره، قال سعيد منصور، وهو طالب مشارك في الاحتجاج، إنه يريد إجراء تحقيق عاجل في انهيار السدين الذي أودى بحياة الآلاف، وفق ما نقلته رويترز.
فيما قال طه مفتاح (39 عاماً)، إن الاحتجاج رسالةٌ مفادها أن الحكومات فشلت في إدارة الأزمة، محملاً المسؤولية للبرلمان بشكل خاص، وداعياً إلى إجراء تحقيق دولي في الكارثة وإعادة الإعمار تحت إشراف دولي.
ولم يتحدد بعدُ العدد الإجمالي للقتلى، إذ لا يزال الآلاف في عداد المفقودين، في حين ظهر تفاوت كبير في الأعداد التي أعلنها مسؤولون، لكن منظمة الصحة العالمية أكدت وفاة 3922.
لكن وفقاً لأرقام نشرها مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، مساء 16 سبتمبر/أيلول الحالي، فقد خلّف الإعصار في درنة 11 ألفاً و470 قتيلاً و10 آلاف و100 مفقود، و40 ألف نازح شمال شرقي البلاد.
تحذيرات سابقة
وسعى صالح، الأسبوع الماضي، إلى صرف اللوم عن السلطات، ووصف الفيضان بأنه كارثة طبيعية لم يسبقها مثيل، وقال إنه ينبغي عدم التركيز الآن على ما كان يمكن القيام به.
لكن المعلقين لفتوا الانتباه إلى تحذيرات سابقة، منها ما ورد في بحث أكاديمي نشره العام الماضي متخصص في علوم المياه، أوضح احتمال تعرض المدينة للفيضانات والحاجة المُلحة لصيانة السدود التي تحميها.
وتقع درنة في شرق ليبيا الواقع تحت سيطرة القائد العسكري خليفة حفتر والذي تشرف عليه حكومة تشكلت بالتوازي مع الإدارة المعترف بها دولياً في طرابلس في الغرب.
يُذكر أنه في 10 سبتمبر/أيلول الجاري، اجتاحت العاصفة المتوسطية "دانيال"، عدة مناطق شرقي ليبيا، أبرزها مدن بنغازي والبيضاء والمرج وسوسة، إضافة إلى مناطق أخرى، بينها درنة التي كانت المتضرر الأكبر.
وحلّت هذه الكارثة بينما تعاني ليبيا من الانقسام بسبب الصراع والفوضى السياسية المستمرين منذ أكثر من عقد.