نشرت شبكة ناشيونال جيوغرافيك الأمريكية تقريراً، أثار مخاوف من تكرار كارثة مدينة درنة الليبية في العراق، حيال احتمالية انهيار سد الموصل، أكبر خزانات بغداد المائية الواقع على نهر دجلة شمالي البلاد، في حين ردت وزارة الموارد المائية العراقية على التقرير مؤكدة أن وضع السد مستقر، ولا صحة لانهياره كما أُشيع مؤخراً.
الشبكة الأمريكية ناقشت خلال تقريرها تداعيات كارثية بشرية وبيئية يمكن أن يخلفها انهيار سد الموصل، في ظل توالي التحذيرات منذ سنوات بشأن وجود تشققات في هيكله قد تؤدي إلى انهياره.
وقالت الشبكة إن "الكثير من الخبراء يعتقدون أن التهديد بانهيار سد الموصل لا يزال قائماً، على الرغم من متابعة السلطات العراقية لعمليات الصيانة والحقن المنتظم للأسمنت لملء التشققات، لذا يحاول الخبراء تقدير حجم الخسائر التي يمكن أن يتسبب بها الانهيار وقد تكون خسارة غير مسبوقة".
وبحسب التقرير، فإن "انهيار سد الموصل يمكن أن يؤدي إلى موت مليون ونصف المليون شخص يقيمون في منازل محاذية أو قرب ضفاف نهر دجلة في حال لم يتم إخلاء مسار الفيضان في الوقت المناسب في غضون 3 أو 4 ساعات كحد أقصى".
كما قد يمحو الفيضان، وفقاً للتقرير، آلاف المواقع الأثرية والثقافية، منها نمرود ونينوى العاصمة الآشورية القديمة التي كانت ذات يوم أكبر مدينة في العالم وأولى الإمبراطوريات الحقيقية التي ظهرت في الألفية الأولى قبل الميلاد.
العراق يرد
في المقابل، قالت وزارة الموارد المائية العراقية، في بيان الأحد 17 سبتمبر/أيلول 2023، إن وضع سد الموصل مستقر ومطمئن، ولا صحة لانهياره كما أُشيع مؤخراً.
وقالت الوزارة: "نطمئن العراقيين حول وضع السد العام، ونؤكد وجود مساحات كبيرة في السد تمكننا من مواجهة أي احتمال لسقوط كميات كبيرة من الأمطار وتخزينها بشكل آمن".
وفي وقت سابق، قالت منظمة "يونيسف-العراق" إنها نفّذت مع الشركاء مشروع التأهب للفيضانات لتوعية المجتمع وتقديم رسائل عن كيفية تجنب الخطر لسكان مدينة الموصل ومحافظات بغداد وصلاح الدين من أجل التأهب والاستجابة لحالات الطوارئ.
وفي أغسطس/آب الماضي، أفادت منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (يونيدو) بأن سد الموصل "آمن".
وقال معاون مدير مشاريع المنظمة هاري بيتشكروفت لوكالة الأنباء العراقية الرسمية إنه "تم استدعاء مجلس خبراء عالمي إلى سد الموصل لغرض التقييم، وكانت النتائج مطمئنة جداً".
وأضاف بيتشكروفت أن المجلس "أوصى في آخر زيارة له برفع المنسوب إلى 325 متراً فوق مستوى سطح البحر، وهذا يعني أن السد آمن وبالإمكان رفع منسوب المياه فيه من دون أي مشاكل".
تحذيرات متكررة
ومنذ أكثر من 10 سنوات تتوالى التحذيرات الدولية من خطورة سد الموصل واحتمالية انهياره، حيث طلبت السفارة الأمريكية في بغداد عام 2016 من مواطنيها الاستعداد لمغادرة العراق في حال وقوع ما وصفته بالكارثة جراء انهيار السد.
وجاء التحذير بعد عامين من سيطرة تنظيم داعش على الموصل وأجزاء أخرى من العراق، مما عرقل إجراء عمليات الصيانة على السد.
وفي السنوات التي تلت هذا التحذير، ساعدت الحكومة الإيطالية في إصلاح سد الموصل، وتواصل تقديم المساعدة للحكومة العراقية للحفاظ على بنية السد.
ويعد سد الموصل أكبر سد في العراق ورابع أكبر سد في الشرق الأوسط، افتتح عام 1986 بطول بلغ 3.2 كيلومتر وارتفاع 131 متراً على مجرى نهر دجلة، ويعمل على توليد الطاقة الكهرومائية وتوفير المياه للري في اتجاه مجرى النهر، ويوفر الكهرباء لنحو 1.7 مليون من سكان الموصل.