خرّجت كلية الضباط الاحتياط في مصر الأحد 17 سبتمبر/أيلول 2023، الدفعة الأولى من الأئمة المرشحين للعمل بوزارة الأوقاف؛ وذلك بعد إتمام دورتهم التدريبية بالكلية، الأمر الذي أثار تفاعلاً على وسائل التواصل الاجتماعي.
وهذه هي المرة الأولى التي تخرّج كلية عسكرية، أئمة وخطباء مرشحين للعمل في وزارة الأوقاف، إلا أنها تأتي في إطار سياسة الحكومة بإخضاع كافة التعيينات والترقيات داخل مؤسساتها لسيطرة الجيش، عبر دورات تدريبية في الكليات العسكرية كشرط أساسي لها.
وجاء تدريب أئمة الأوقاف، بعد التنسيق والتعاون القائم بين القوات المسلحة المصرية، ووزارة الأوقاف، لتأهيل الكوادر العاملة بالوزارة، وهو ما يتم بنفس النمط مع باقي الوزارات والهيئات، حسب ما ذكرته وسائل إعلام مصرية.
وشهدت فعالية التخرج عرض فيلم تسجيلي من إنتاج إدارة الشؤون المعنوية للقوات المسلحة، تناول مراحل إعداد وتنفيذ الدورة التدريبية بدءاً من استقبال الدارسين، مروراً بالتدريب التخصصى، وفقاً لأحدث الأساليب العلمية المتبعة بالمنشآت التعليمية بالقوات المسلحة.
وفي كلمته خلال احتفالية التخرج، أكد اللواء بهاء السيد عبد الرحيم، مدير كلية الضباط الاحتياط، أهمية تنفيذ تلك الدورات لبناء الوعى المجتمعى وتحصين الأجيال القادمة ضد "الفكر المتطرف والهدام وتحقيقاً لرؤية الدولة" وفق تعبيره.
من جانبه، وجّه الدكتور هشام عبد العزيز علي، وكيل أول وزارة الأوقاف المصرية، الشكر للقوات المسلحة المصرية ولكل أجهزتها على دعمها المستمر وإسهامها في تدريب وتأهيل الدارسين وفقاً لأحدث النظم التدريبية الحديثة.
حضر فعاليات التخرج اللواء خالد لبيب، مساعد وزير الدفاع، وعدد من قادة القوات المسلحة، وعدد من مسؤولي وزارة الأوقاف المصرية وعدد من الشخصيات العامة.
تفاعل على المنصات
يأتي ذلك فيما شهدت وسائل التواصل الاجتماعي حالة تفاعل على الإجراء الذي يعد الأول من نوعه في مصر؛ إذ كتب المواطن محسن رزق على منصة إكس: "إيه دخل كلية ضباط الاحتياط بأئمة وزارة الأوقاف؟ وهل دول ضباط وح يشتغلوا أئمة؟ والا إيه بالضبط؟ الحكاية ليه كده بقت سمك لبن تمر هندي؟
كما علق المواطن أنور السيد وقال: "مع أنني غير راضي عن تجنيد الألسنة لمشايخ أئمة المساجد و لكنني سأكون راضي لو هؤلاء المشايخ اعتلوا منابر مساجد السلفيين و طردهم شر طردة".
فيما كتب حساب يدعى بسطويسي الثورة ساخراً: "خطبة الجمعة على أحاديث كتب صحيح سلاح المدفعية والمدرعات وابن القوات الجوية".
وسبق أن نقل موقع "مدى مصر" (مستقل)، عن مصادر حكومية قولها إن الهدف من قرار الحكومة ربط التعيينات والترقيات بدورة الكليات العسكرية "مالي وسياسي"، أي إضافة مصدر للدخل وضمان ولاء الموظفين الجدد.
كما سبق للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن حضر بنفسه مقابلات في الكلية الحربية مع المتقدمين لشغل وظائف في وزارتي التربية والتعليم والنقل.
ولا يشترط قانون الخدمة المدنية المصري على المتقدمين للوظائف الحكومية إكمال الدورات التدريبية العسكرية في الأكاديمية العسكرية أو اجتياز الامتحانات والدورات التأهيلية، وبالتالي فإن الإجراء الرئاسي الأخير يعد انتهاكاً للقانون وغير دستوري، حسب مراقبين.