تعرَّض سائح كويتي في مدينة طرابزون بتركيا، السبت 16 سبتمبر/أيلول 2023، لاعتداء من قبل مواطن تركي في الشارع؛ ما تسبب في نقله إلى المستشفى، الأمر الذي أثار غضباً بين كويتيين على مواقع التواصل، فيما أصدرت ولاية طرابزون بياناً أكدت فيه اعتقال السلطات للمعتدي.
مقطع فيديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، أظهر لحظة تعرض السائح الكويتي للضرب من قبل مواطن تركي، ما أدى إلى تعرضه للإغماء على الفور، وأظهرت مقاطع فيديو أخرى لحظة نقل السائح الكويتي إلى المستشفى.
فيديو / صراخ أسرة كويتية بعد الاعتداء على مواطن كويتي في طرابزون. pic.twitter.com/wGNKz3oCpD
— المجلس (@Almajlliss) September 16, 2023
ولاية طرابزون أصدرت عقب الحادثة بياناً نفت فيه الأنباء التي تم تداولها في البداية عن أن السائح الكويتي توفي جراء الهجوم، وقالت إنه في نحو الساعة 10:20 مساءً بالتوقيت المحلي من يوم السبت، نشبت ملاسنة ومشادة كلامية بين سائحين في المدينة.
أضاف بيان الولاية أنه "بينما كانت الشرطة تحاول منع تطور الملاسنة في ميدان طرابزون، فسّر أحد المواطنين الأتراك تدخل ضباط الشرطة المحيطين الذين كانوا يحاولون تهدئة الشجار اللفظي على أن السياح يقاومون الشرطة، ليقوم فجأة بلكم السائح على وجهه ويوقعه أرضاً؛ وهو مواطن كويتي الجنسية".
أكدت الولاية أن السلطات التركية اعتقلت على الفور المشتبه به، وقالت إنه تم فتح تحقيق قضائي ضده وفقاً لتعليمات المدعي العام، مضيفةً أن السائح تم نقله إلى المستشفى ويتلقى العلاج تحت متابعة الولاية، كما أكدت أنه لا يوجد خطر على حياته.
أثارت حادثة الاعتداء هذه غضباً بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وتصدرت هاشتاغات "تركيا، وطرابزون، ومواطن كويتي"، قائمة التغريدات الأكثر تداولاً على موقع "إكس" بين الكويتيين.
أدان كويتيون وعرب الحادثة وأعربوا عن غضبهم من الاعتداء على السائح، وطالبوا بمحاسبة المعتدي.
كذلك أدان مغردون أتراك حادثة الاعتداء على السائح الكويتي، وحمّل بعضهم حزب "الظفر" المعادي للمهاجرين واللاجئين مسؤولية حدوث مثل هذه الاعتداءات، بسبب خطابه العنصري.
الناشط التركي فرقان بولوكباشي الذي يهاجم في حسابه على موقع "إكس" الخطاب العنصري في تركيا، حمّل حزب "الظفر" مسؤولية الحادثة، وقال إن الاعتداء حدث بسبب التحريض العنصري من قبل زعيم الحزب "أوميت أوزداغ"، مشيراً إلى أن العنصريين في تركيا باتوا يشكلون مشكلة أمن وطني للبلاد.
كذلك أدان الكاتب والصحفي التركي توران كشلاكجي حادثة الاعتداء على المواطن التركي، لا سيما أنه تعرض للضرب أمام عائلته، وطالب بمعاقبة المعتدي.
وشهدت تركيا تصاعداً في موجة العنصرية بالبلاد موجهة بشكل رئيسي ضد العرب، وقال البرلماني التركي السابق عن حزب العدالة والتنمية، محمد ألغان، في مقال كتبه لموقع "عربي بوست"، إن هناك سببين رئيسيين في انتشار موجة العنصرية بتركيا.
بحسب ألغان فإن السبب الأول هو "المشاكل الاقتصادية، والثاني أوميت أوزداغ (رئيس حزب الظفر التركي)"، وفي حديثه عن الأخير قال ألغان: "نلاحظ أن (أوزداغ) حظي بشعبية خطيرة، وذلك من خلال تناوله مسألة تدفق المهاجرين إلى تركيا، خاصةً القادمين من سوريا وأفغانستان، على أجندته اليومية".
أضاف البرلماني السابق أن "أوزداغ أكاديمي من خلفية قومية، قام بتأسيس حزب الظفر بعد ممارسته السياسة في حزبي الحركة القومية والجيد، وبعبارة أخرى، مارس أوزداغ السياسة في جميع الأحزاب ذات الأيديولوجية القومية في تركيا. فوالده مظفر أوزداغ كان أحد الضباط الذين شاركوا في انقلاب عام 1960. وتنحدر أصوله من داغستان، الجمهورية التي تقع اليوم داخل حدود روسيا؛ مما يعني أنه في الواقع من أصول مهاجرة".