أعلن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، الجمعة 15 سبتمبر/أيلول 2023، عن تشديد العقوبات الغربية المفروضة على إيران، وذلك بالتنسيق مع دول أوروبية، وقاد بايدن دعوات دولية للتضامن مع "الشعب الإيراني الشجاع" في ذكرى وفاة الشابة الإيرانية مهسا أميني، التي أثار موتها بعد اعتقالها من قبل الشرطة العام الماضي احتجاجات حاشدة في البلاد.
أتى إعلان بايدن عشية الذكرى السنوية الأولى لوفاة أميني (22 عاماً)، في 16 سبتمبر/أيلول 2022، بعد توقيفها في طهران بتهمة خرق قواعد اللباس الصارمة المفروضة على النساء في الجمهورية الإسلامية.
تحلّ هذه الذكرى في وقت ينتقد فيه نشطاء عودة الأمور إلى مسارها على صعيد التعامل مع طهران الخاضعة لعقوبات، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
بايدن قال في بيان: "بينما نستذكر اليوم وفاة مهسا المأساوية، نشدّد على التزامنا حيال الشعب الإيراني الشجاع الذي يكمل مهمّتها"، وأضاف: "سيقرّر الإيرانيون وحدهم مصير بلادهم، لكنّ الولايات المتحدة ما زالت ملتزمة بالوقوف إلى جانبهم، بما في ذلك توفير الأدوات اللازمة لدعم قدرتهم على الدفاع عن مستقبلهم".
بايدن أكد أن الولايات المتحدة ستعلن "عن عقوبات إضافية تستهدف بعض منتهكي حقوق الإنسان بشكل صارخ".
من جانبها، قالت وزارة الخزانة الأمريكية إنها أدرجت 25 مسؤولاً إيرانياً إضافياً، وثلاث منصات إعلامية، وشركة أبحاث على قائمتها السوداء للعقوبات، مشيرة إلى ارتباط جميع هؤلاء الأفراد والكيانات بقمع طهران الاحتجاجات بعد وفاة أميني.
معظم المستهدفين هم قادة مناطق في قوات الشرطة الوطنية و"الحرس الثوري"، كما فرضت واشنطن عقوبات على غلام علي محمدي، الذي يرأس مديرية السجون الإيرانية.
بدورها، قالت وزارة الخزانة إنّ غلام علي محمدي يشرف على انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، بما فيها التعذيب والاغتصاب، وأُدرجت مجموعات إعلامية تابعة للدولة هي "برس تي في"، ووكالة تسنيم الإخبارية، ووكالة فارس الإخبارية، على قائمة العقوبات أيضاً.
من جانبها، أوضحت وزارة الخارجية الأمريكية أنّ التدابير الجديدة تأتي في إطار عقوبات منسّقة بين بريطانيا وكندا وأستراليا والولايات المتحدة، في الذكرى السنوية الأولى لوفاة أميني.
الحكومة البريطانية أعلنت أنّها فرضت عقوبات على عدد من المسؤولين الإيرانيين، من بينهم وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي محمد مهدي إسماعيلي، ونائبه محمد هاشمي، ورئيس بلدية طهران علي رضا زاكاني، والمتحدث باسم الشرطة الإيرانية سعيد منتظر المهدي.
وقال وزير الخارجية البريطاني، جيمس كليفرلي، إنّ "العقوبات التي فُرضت اليوم على المسؤولين عن القوانين القمعية في إيران، تبعث برسالة واضحة مفادها أنّ المملكة المتحدة وشركاءنا سيواصلون الوقوف إلى جانب النساء الإيرانيات، وفضح القمع الذي تمارسه (إيران) على شعبها".
بدوره، أدرج الاتحاد الأوروبي يوم الجمعة، 15 سبتمبر/أيلول 2023، أربعة مسؤولين إيرانيين إضافيين في قائمته للعقوبات المفروضة على الجمهورية الإسلامية، على خلفية قمع تظاهرات، هم قيادي في الحرس الثوري وقائدان في الشرطة وآمر سجن.
كذلك وسعياً لمواصلة الضغوط على إيران، أقرّ مجلس النواب الأمريكي يوم الأربعاء الماضي، بشبه إجماع، مشروع قانون تكريماً لأميني يعقّد آليات رفع العقوبات عن كبار المسؤولين الإيرانين بمن فيهم المرشد الأعلى علي خامنئي.
تأتي هذه العقوبات الجديدة بعدما توصلت الولايات المتحدة وإيران إلى اتفاق لإطلاق سراح خمسة مواطنين أمريكيين معتقلين، مقابل الإفراج عن أصول مالية إيرانية مجمّدة قدرها 6 مليارات دولار، ويتوقّع أن يتمّ الإفراج عن المواطنين الأمريكيين الأسبوع المقبل.
وجّه جمهوريون معارضون لبايدن انتقادات حادّة للصفقة التي اعتبروها "فدية" من شأنها تقوية النظام الإيراني.