أكدت مصادر سودانية لـ"عربي بوست"، الأربعاء، 13 سبتمبر/أيلول 2023، مغادرة رئيس المجلس الانتقالي في السودان عبد الفتاح البرهان إلى العاصمة التركية أنقرة، وذلك للقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في زيارة خارجية هي الخامسة له هذا العام، وأن زيارة البرهان في تركيا ستكون قصيرة.
وكشفت المصادر من المجلس الانتقالي، عن أن البرهان سيبحث مع تركيا تزويد الجيش السوداني بمسيّرات تركية.
وقالت إن الجيش السوداني يريد أن يستفيد من فعالية الطائرات المسيّرة التركية، التي أثبتت أهميتها وآخرها كان في حرب أوكرانيا، دون مزيد من التفاصيل.
المسيرات التركية
وكان البرهان، أعلن عن امتلاك الجيش طائرات مسيرة، لكنه لم يوضح من أي جهة حصل عليها، في حين أكدت المصادر أنها تركية الصنع، وجرى استخدامها خلال المعارك الأخيرة.
في حين خرج وزير الإعلام السوداني الأسبق حسن إسماعيل، في تصريحات إعلامية أكد فيها أن الطائرات التركية بيرقدار جرى استخدامها بالفعل، ولها دور كبير وشبه حاسم في المعارك، ولها دور فعال جدا في القتال مع المتمردين.
وقال إن دور المسيرات مهم جدا في وقف عمليات التزويد والإمداد لقوات الدعم السريع، لتقوم بتحييد هذه القدرات له، وهي بإمكانها أن تصوب الهدف في أضيق نطاق ممكن، لا سيما أنها تمارس حرب الشوارع.
ويستخدم الجيش السوداني عادة طائراته الحربية في استهداف قوات الدعم السريع، إلا أن استخدامها في الأحياء السكنية يثير جدلاً واسعاً في السودان، لا سيما أنه يحظر ذلك دولياً في المناطق الآهلة بالسكان.
وبحسب المصادر، فإن استخدام الطائرات المسيّرة، في هذه المناطق يُعد أكثر فاعلية ودقة.
زيارة ليوم واحد
وأضافت أن البرهان سيبحث أيضاً مسار العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها، والقضايا ذات الاهتمام المشترك بين البلدين، وأن الزيارة ستكون ليوم واحد فقط.
يصل البرهان أنقرة قرابة الساعة 15:00 بتوقيت تركيا، وسيتوجه من المطار إلى المجمع الرئاسي مباشرة للمشاركة في غداء العمل.
وتابعت بأن الجانبين لن يعقدا مؤتمراً صحفياً، وأن البرهان سيغادر أنقرة مباشرة عقب غداء يجمعه بالرئيس التركي.
بحسب بيان لمجلس السيادة، فإنه يرافق البرهان وزير الخارجية المكلف السفير علي الصادق، ومدير جهاز المخابرات العامة الفريق أول أحمد إبراهيم مفضل، ومدير عام منظومة الصناعات الدفاعية الفريق أول ميرغني إدريس سليمان.
وسبق أن أبدى البرهان في يونيو/حزيران 2023، استعداده لقبول أي مبادرة تركية لوقف القتال في السودان.
وكان رحّب وكيل وزارة الخارجية السودانية، الممثل الخاص لرئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، دفع الله الحاج علي، بأي دور لتركيا في حل الأزمة ببلاده، مشيداً بتأثير أنقرة الإقليمي في قضايا "أكثر تعقيداً".
يُذكر أنه منذ اندلاع الحرب في السودان في أبريل/نيسان 2023، قتل نحو 7500 شخص، وفق أحدث أرقام لمنظمة "أكليد" غير الحكومية، وسط ترجيحات منها ومن غيرها من المصادر الطبية والميدانية، أن تكون الحصيلة الفعلية أعلى، وسط استمرار القتال.
وسبق أن أعلن مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، الثلاثاء، 12 سبتمبر/أيلول 2023، أن "الأسبوع الماضي قتل أكثر من 103 مدنيين في عمليات عسكرية نفذها الجانبان في الخرطوم وأم درمان".
وأكد أنه "لا هدنة في الأفق"، مشيراً إلى "الفظاعات التي أبلغ عنها مدنيون، لا سيما قصص أفراد من أسرة واحدة قتلوا أو تعرّضوا للاغتصاب، وأقاربهم الذين اعتقلوا من دون سبب، والجثث المكدسة واليأس والجوع المستمر".
وأدت المعارك التي خلّفت ما يقارب 5 ملايين نازح ولاجئ، إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في السودان.