قالت وزارة الخارجية التركية، الثلاثاء 12 سبتمبر/أيلول 2023، إن تركيا سترسل ثلاث طائرات لنقل فريق إنقاذ ومساعدات إنسانية إلى ليبيا، بعد أن أدى فيضان هائل ناجم عن أمطار غزيرة، إلى مقتل ألفي شخص في مدينة درنة. وقالت الوزارة إنها تعمل مع جميع المؤسسات لتنسيق مساعداتها ودعمها لليبيا.
في الوقت نفسه، أعلن وزير الصحة التركي فخر الدين قوجة، إرسال فريق بحث وإنقاذ وتدخل طبي إلى ليبيا إثر تضررها من كارثة السيول. وقال الوزير عبر حسابه في موقع "إكس"، الإثنين: "نرسل فريقاً ومعدات إلى منطقة السيول التي أثرت على آلاف الأشخاص في ليبيا".
وأكد استكمال تجهيز المواد الطبية والأجهزة والأدوية، مضيفاً: "ينطلق فريق بحث وإنقاذ وتدخل طبي وطني مكون من 11 فرداً الليلة، وننقل للشعب الليبي تمنياتنا لهم بالسلامة".
ضحايا سيول ليبيا يصلون إلى 2800
في حين أكد مصدر طبي ليبي مطلع، مساء الإثنين، مصرع 2800 شخص جراء الفيضانات التي اجتاحت مدن شرق ليبيا بسبب الإعصار المتوسطي "دانيال" الذي ضرب البلاد فجر الأحد.
حيث قال عضو بغرفة الأزمة بجمعية الهلال الأحمر الليبية، طلب عدم ذكر اسمه؛ لكونه غير مخول له الحديث للإعلام، إن "إجمالي الإحصائيات التي وصلت للغرفة من جميع فروع الهلال الأحمر بلغ 2800 قتيل".
والأحد، اجتاح الإعصار المتوسطي "دانيال" عدة مناطق شرقي ليبيا، أبرزها مدن بنغازي والبيضاء والمرج، إضافة إلى سوسة ودرنة.
وذكر المصدر أن "الإحصائية تشمل جميع المدن المنكوبة التي تعرضت للفيضانات بسبب الإعصار الذي ضرب شرق ليبيا"، مؤكداً أن القتلى "بين من قضى غرقاً أو بسبب انهيار المباني السكنية".
وأكد أن "عدد العالقين في المناطق المنكوبة وتجري حالياً عمليات إنقاذهم، وصل إلى (7) آلاف عائلة"، إضافة إلى "عدد كبير من المفقودين لم يتم تحديدهم بعد؛ لكون كثيرين لم يتم الإبلاغ عن فقدانهم، خاصة في درنة التي انقطعت فيها الاتصالات الهاتفية".
وأشار إلى أن "هناك شهداء من متطوعي الهلال الأحمر قضوا أثناء محاولتهم إنقاذ العائلات العالقة، وهم 4 أشخاص، وهناك أيضاً متطوع آخر مفقود منذ الأمس ولم يتم تأكيد مصيره حتى الآن".
مقتل المئات في درنة
في وقت سابقٍ الإثنين، قال أسامة حماد رئيس الحكومة الليبية المكلفة من البرلمان (شرق)، في تصريحات صحفية، إن عدد ضحايا إعصار دانيال في مدينة درنة وحدها "يفوق ألفي قتيل"، حسبما نقلت وكالة الأنباء الليبية.
بينما أعلن جهاز الإسعاف والطوارئ (تابع لحكومة الوحدة الوطنية بطرابلس) عن تسجيله رسمياً 47 قتيلاً وأكثر من 18 مفقوداً، في عدد من المدن المتضررة شرقي البلاد باستثناء درنة.
في حين أعلنت رئاسة إدارة الكوارث والطوارئ التركية (آفاد)، الإثنين، تجهيز مساعدات إنسانية لإرسالها إلى ليبيا على خلفية إعصار ضرب مدنها الشرقية، وذكرت "آفاد" في منشور على منصة "إكس"، أن مدناً ليبية شهدت فيضانات جراء هطولات مطرية غزيرة.
وأوضحت أنه استجابة لنداء استغاثة دولية أطلقته الحكومة الليبية، تستعد "آفاد" لإرسال مساعدات إنسانية عاجلة إلى ليبيا. وأضافت أن المساعدات تشمل فريق نجدة من 150 عنصراً، وخيماً ومستلزماتها، وسيارتي إنقاذ، و4 قوارب، ومولدات كهرباء ومستلزمات أخرى. وأعربت "آفاد" عن تعازيها الحارة للشعب الليبي الصديق والشقيق، راجيةً الرحمة للضحايا والشفاء العاجل للمصابين.
تضامن تركي مع ليبيا
فيما أعرب مسؤولون ومؤسسات من تركيا، الإثنين، عن تضامنهم مع الشعب الليبي وتعازيهم الحارة في ضحايا الإعصار والفيضانات شرقي البلاد.
رئيس البرلمان التركي نعمان قورتولموش، الإثنين، قال في تعازيه للشعب الليبي في ضحايا الفيضانات: "تركيا تقف إلى جانب الشعب الليبي الصديق والشقيق دائماً".
وترحم رئيس البرلمان التركي، عبر منشور في وسائل التواصل الاجتماعي، على أرواح ضحايا الفيضانات، راجياً الشفاء العاجل للمصابين.
في السياق، قدم جودت يلماز، نائب الرئيس التركي، تعازيه للشعب الليبي في ضحايا الفيضانات.
وعبر منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، قال يلماز: "تركيا إلى جانب الشعب الليبي، وأرجو تضميد الجراح في أقصر وقت". كما ترحم يلماز على أرواح الضحايا، آملاً الشفاء العاجل للمصابين.
بدوره، أعرب رئيس الشؤون الدينية التركي علي أرباش، عن أسفه الكبير جراء سقوط ضحايا في الفيضانات. وأضاف في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي: "أتقدم بالتعازي إلى شعب ليبيا الصديق والشقيق الذي تضرر من الفيضانات، راجياً الرحمة من الله لمن فقدوا أرواحهم، والشفاء العاجل للمصابين".
كما أعربت الخارجية التركية في بيان سابق، الإثنين، عن حزنها الشديد جراء فقدان العديد من الليبيين حياتهم جراء الإعصار. وقالت: "نعزي ليبيا وشعبها الشقيق والصديق، وندعو الله بالرحمة لمن فقدوا حياتهم، ونتمنى الشفاء العاجل للمصابين". وأكدت أن تركيا مستعدة لتقديم كافة أشكال الدعم لليبيا الشقيقة في مواجهة هذه الكارثة الطبيعية "كما العادة".
جدير بالذكر أنه في يوم الأحد، اجتاحت العاصفة المتوسطية "دانيال" عدة مناطق شرقي ليبيا، أبرزها مدن بنغازي والبيضاء والمرج، إضافة إلى سوسة ودرنة.