كشف رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، السبت 9 سبتمبر/أيلول 2023، عن وساطة تقوم بها بلاده لتقريب وجهات النظر بين إيران ودول عربية، رافضاً في الوقت ذاته الكشف عن أسماء هذه الدول حتى يتم الحصول على نتائج.
ونقلت وكالة "فارس" الإيرانية عن السوداني قوله إن "العراق يقوم بوساطة بين إيران وعدة دول عربية، لكنه قال لأن هذا الموضوع سري تماماً فإنه لن يكشف عن تفاصيل هذه الوساطة وأسماء الدول حتى يتم الحصول على النتائج".
تصريحات السوداني جاءت على هامش لقائه الجمعة في العاصمة بغداد، وفداً من الصحفيين والإعلاميين الذين يمثلون مختلف وسائل الإعلام في إيران.
وترددت أنباء عن محاولة بغداد التوسط بين إيران وعدة دول عربية أبرزها الأردن والبحرين ومصر، وذلك بعدما نجحت العراق في استضافة عدة جولات من المفاوضات بين إيران والسعودية قبل التوقيع على اتفاق استئناف العلاقات بين الجانبين في بكين.
وكانت وسائل إعلام عراقية قد كشفت مؤخراً عن "وساطة عراقية وعُمانية لإعادة العلاقات بين مصر وإيران".
إذ نقلت وكالة المعلومة العراقية عن مصدر دبلوماسي رفيع المستوى في القاهرة، قوله إنه "رغم ترحيب مصر بتلك الوساطة وخاصة الوساطة العراقية حيث ترتبط مصر والعراق بعلاقات خاصة، إلا أن مصر تراقب التطورات في المنطقة".
وأکدت وزارة الخارجية الإيرانية في وقت سابق أن "إيران ترحب بأي تطور إيجابي وإلى الأمام في تعزيز العلاقات بين شعبي إيران ومصر"، نافياً فرض أي قيود على سفر المواطنين المصريين إلى إيران، ومرحّباً بأي انفتاح من جانب مصر لزیارة مواطنيها إلى إيران.
ومنذ عام 1979 توترت العلاقات بين القاهرة وطهران عقب نجاح الثورة الإسلامية، قرر قائد الثورة آية الله الخميني قطع العلاقات الدبلوماسية مع مصر رداً على توقيع اتفاقية كامب ديفيد مع إسرائيل.
وتعمّقت الخلافات بين البلدين إثر قرار الرئيس الراحل محمد أنور السادات في فبراير/شباط 1980، استضافة شاه إيران محمد رضا بهلوي، فيما بقي مستوى التمثيل الدبلوماسي بين البلدين بدرجة بعثة رعاية مصالح.
وبذل الجانبان جهوداً من أجل رفع مستوى العلاقات، حيث التقى الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك عام 2003 على هامش قمة مجتمع المعلومات في جنيف.
وعقب رحيل نظام مبارك زار الرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد القاهرة عام 2013 للمشاركة في القمة الإسلامية.
وفي مارس/آذار الماضي، أعلنت السعودية وإيران استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما، بعد وساطة من الصين، وذلك بعد سنوات طويلة من القطيعة.
حيث انقطعت تلك العلاقات في 2016، بعد مهاجمة محتجين إيرانيين للمقارّ الدبلوماسية السعودية في طهران، بعد قيام المملكة بإعدام رجل الدين السعودي الشيعي نمر النمر.