أعلنت كتيبة "العياش" الفلسطينية، الأحد 10 سبتمبر/أيلول 2023، عن إطلاق صاروخ محلي الصنع من الضفة الغربية المحتلة باتجاه مستوطنة "راوم أون" الإسرائيلية قرب جنين، وذلك بعد أيام من إعلان الاحتلال اعتقاله مسؤولاً في الكتيبة.
جاء ذلك في بيان نشرته الكتيبة على قناتها في "تليغرام"، كما نشرت مقطع فيديو يوثق لحظة إطلاق الصاروخ، وأظهر الصاروخ لوحة مكتوباً عليها بخط اليد: "قصف مغتصبات غلاف جنين في مرج ابن عامر بصاروخ قسام 1.. الضفة درع القدس والقادم أعظم".
أشارت الكتيبة في بيانها إلى أنه "في إطار الإعداد والتطوير المستمر ورداً على جرائم العدو بحق أبناء شعبنا وثأراً لحرائرنا وشرفنا، تمكّن مجاهدونا في كتيبة العياش من قصف مغتصبة (رام اون) في غلاف جنين بصاروخ قسام 1".
من جانبه، قال الجيش الإسرائيلي إنه رصد "محاولة إطلاق فاشلة" تجاه مستوطنة "رام أون" قرب جنين، وأضاف الجيش، وفق ما نقلته "هيئة البث" الرسمية: "إن الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية عثرت على مواد متفجرة وأسلاك كانت متصلة بالقاذف".
من ناحية أخرى، أكدت كتيبة "العياش" في بيانها أنها بخير، ونفت "اعتقال أو الكشف عن أي من عناصرها"، وقالت في هذا الصدد: "ما يروّج له الاحتلال عبارة عن تسويق لإنجاز نصر وهمي لتغطية فشله وإرضاء جمهوره اليميني المتطرف، ونعمل في ظروف أمنية معقدة وفي سرية تامة بسبب وضع الضفة الأمني.. وسنكون حاضرين بالوقت المناسب".
كان الاحتلال قد أعلن الأسبوع الماضي اعتقال ورد شريم، الذي يقول إنه المسؤول عن "كتيبة العياش" وذلك بعد اقتحام مباغت لمخيم جنين، وفق صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية.
اشتقت الكتيبة اسمها من اسم عائلة يحيى عياش، قائد "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس" في الضفة الغربية، والذي اغتالته إسرائيل في 1996 بعد اتهامه بالمسؤولية عن عدة عمليات تفجير استهدفتها.
وهذه ليست المرة الأولى التي تعلن فيها الكتيبة إطلاق صواريخ تجاه ذات المستوطنة، حيث سبق وأن تبنت عدة عمليات إطلاق صواريخ منذ مايو/أيار الماضي.
يأتي هذا فيما تشهد الضفة الغربية منذ بداية العام حالة توتراً شديداً، على خلفية استمرار اقتحامات الجيش الإسرائيلي للمدن والبلدات الفلسطينية لاعتقال من يصفهم بالمطلوبين، وجراء استمرار اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين وممتلكاتهم.
وأمس السبت 9 سبتمبر/أيلول 2023 استُشهد فتى فلسطيني، متأثراً بجروحه التي أصيب بها خلال مواجهات مع الجيش الإسرائيلي جنوبي الضفة الغربية المحتلة، وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان صحفي عن "استشهاد الطفل ميلاد منذر الراعي (16 عاماً) متأثراً بإصابته برصاص الاحتلال الإسرائيلي الحي، عند مدخل مخيم العروب شمالي الخليل".
كانت مواجهات قد اندلعت عند مدخل مخيم العروب شمالي الخليل، جنوب الضفة الغربية، وأطلق جيش الاحتلال خلال المواجهات قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي، والمعدني المغلف بالمطاط.
كانت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني ذكرت في بيان صحفي، أن "الطفل أصيب بالرصاص الحي في الظهر والصدر خلال مواجهات في منطقة مخيم العروب، وقامت طواقمها بمحاولات إنعاش القلب والرئتين وجرى نقله إلى مستشفى اليمامة في بيت لحم.
وعادةً ما تندلع مواجهات بين فتية وشبان فلسطينيين مع الجيش الإسرائيلي المتمركز باستمرار عند النقطة العسكرية المقامة على مدخل مخيم العروب شمالي الخليل.