اختارت مئات الأسر في مدينة مراكش، وسط المغرب، قضاء الليلة الثانية في الساحات والخيام، خوفاً من هزات أرضية جديدة عقب الزلزال الذي ضرب البلاد مساء يوم الجمعة 8 سبتمبر/أيلول 2023، وذلك في وقت تتواصل فيه حصيلة الضحايا بالتزايد مع استمرار عمليات انتشال الوفيات والبحث عن ناجين.
الزلزال الذي يُعد الأعنف في المغرب منذ 6 عقود، تسبب بانهيارات كثيرة في المدينة العتيقة التي تعد أبرز معالم مراكش، والتي توجد على مشارف ساحة جامع "الفنا" الشهيرة.
ناشطون نشروا عبر شبكات التواصل الاجتماعي صوراً لعائلات في مراكش وضعت خياماً بالساحات وتستعد للمبيت فيها لليلة الثانية بعد الزلزال، وقال أحد الناشطين في تصريح لوكالة الأناضول، إن "سكان المدينة القديمة بمراكش متخوفون من هزات ارتدادية، ما جعلهم يبيتون في الساحات".
يأتي هذا فيما لا يزال السكان يبحثون عن ناجين تحت أنقاض بيوتهم التي بنوها على المنحدرات من الطوب اللبن والحجارة والأخشاب الخشنة قبل أن يطيح بها الزلزال، وتضررت جميع المنازل تقريباً في منطقة أسني، التي تبعد نحو 40 كيلومتراً جنوبي مراكش.
كانت قرية "تنصغارت"، الواقعة على جانب وادٍ يمر به طريق من مراكش إلى جبال الأطلس الكبير، هي الأكثر تضرراً من قرى أخرى في المناطق الريفية جنوب مراكش، بحسب ما أوردته وكالة رويترز.
من جانبها، قالت منظمة الصحة العالمية إن أكثر من 300 ألف شخص تضرروا من الزلزال في مراكش والمناطق المحيطة بها، وتسبب الزلزال في سقوط مئذنة مسجد في ساحة جامع الفنا، وهي قلب المدينة القديمة في مراكش المدرجة على قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) للتراث العالمي.
كذلك أظهرت لقطات بثها التلفزيون الرسمي من منطقة "مولاي إبراهيم"، التي تبعد نحو 40 كيلومتراً جنوبي مراكش، عشرات المنازل التي انهارت عند سفح جبل وسكان يحفرون قبورا بينما وقفت مجموعات من النساء في الشارع.
في أحدث إحصائية رسمية من السلطات المغربية حتى صباح اليوم الأحد 10 سبتمبر/أيلول 2023، قالت وزارة الداخلية نقلاً عن التلفزيون الرسمي المغربي، إن 2012 شخصاً قتلوا، وأصيب 2059 بينهم 1404 أشخاص في حالة حرجة جراء الزلزال.
من جانبها، أعلنت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية أنه "ستقام بعد صلاة ظهر اليوم الأحد بجميع مساجد المملكة صلاة الغائب وذلك ترحماً على أرواح شهداء الزلزال"، فيما أعلن الديوان الملكي في بيان يوم السبت 9 سبتمبر 2023، الحداد لثلاثة أيام، مضيفاً أنه سيتم تنكيس العلم الوطني في جميع أنحاء البلاد.
كانت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية قد قالت إن قوة الزلزال الذي ضرب المغرب بلغت 6.8 درجة ومركزه على بعد نحو 72 كيلومتراً جنوب غربي مراكش.
طال الزلزال عدة مدن كبرى مثل: العاصمة الرباط، والدار البيضاء، ومكناس وفاس ومراكش (شمال)، وأغادير وتارودانت (وسط)، وخلّف الكثير من القصص الإنسانية المؤلمة.