قال الملياردير الأمريكي إيلون ماسك، الخميس 7 سبتمبر/أيلول 2023، إنه رفض طلباً أوكرانيّاً لتفعيل شبكته "ستارلينك" للأقمار الصناعية في مدينة سيفاستوبول الساحلية بشبه جزيرة القرم في عام 2022 لاستخدامها في شن هجوم على الأسطول الروسي هناك وذلك خوفاً من التورط في عمل "كبير" من أعمال الحرب.
أدلى ماسك بهذه التصريحات في منشور على منصة إكس (تويتر سابقاً)، بعد أن أشارت شبكة (سي.إن.إن) إلى جزء من سيرة ذاتية جديدة لماسك تقول إنه أمر بإيقاف تشغيل شبكة ستارلينك بالقرب من ساحل القرم العام الماضي، لتعطيل الهجوم الخاطف الذي كانت تعتزم أوكرانيا تنفيذه.
ماسك يكشف تفاصيل قطع الإنترنت عن أوكرانيا
أضاف ماسك في المنشور، أنه لم يكن أمامه خيار سوى رفض طلب طارئ من أوكرانيا "لتفعيل ستارلينك على طول الطريق إلى سيفاستوبول". ولم يحدد ماسك تاريخ الطلب الأوكراني، كما لم تتطرق إليه السيرة الذاتية إلى هذه الجزئية.
وكتب ماسك: "كان الهدف بوضوحٍ إغراق معظم الأسطول الروسي… لو وافقت على طلبهم، لكانت سبيس إكس تورطت بشكل واضح في عمل كبير من أعمال الحرب وفي تصعيد الصراع".
وتتخذ روسيا، التي استولت على شبه جزيرة القرم الاستراتيجية في عام 2014، من سيفاستوبول مقراً لأسطولها واستخدمته في حصارها للموانئ الأوكرانية منذ غزوها الشامل لكييف في عام 2022.
ويطلق الأسطول الروسي صواريخ كروز على أهداف مدنية أوكرانية، بينما تشن كييف هجمات على سفن روسية باستخدام زوارق مسيرة.
إغلاق شبكة الاتصالات "ستارلينك"
كانت شبكة "سي إن إن" قد كشفت أن الملياردير إيلون ماسك، أمر بإغلاق شبكة الاتصالات الفضائية الخاصة به "ستارلينك"، بالقرب من ساحل القرم العام الماضي؛ لعرقلة هجوم أوكراني على سفن حربية روسية.
ونقلت مقتطفات من سيرة ماسك التي كتبها الكاتب والتر إيزاكسون، ووصفت كيف كانت غواصات مسلحة مسيرة تقترب من أهدافها عندما "فقدت الاتصال وانجرفت إلى الشاطئ دون أن تلحق أي ضرر".
لدى ستارلينك حالياً أكثر من ألفي قمر اصطناعي صغير تدور حول الأرض في مدار منخفض، أي على ارتفاع بضع مئات من الكيلومترات، لإتاحة الوصول إلى الإنترنت لسكان المناطق الواقعة أسفلها، وفق وكالة "فرانس برس".
وتزعم السيرة الذاتية، المقرر نشرها، الثلاثاء، أن ماسك أمر مهندسي "ستارلينك" بإيقاف الخدمة في منطقة الهجوم بسبب قلقه من رد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بأسلحة نووية على الهجوم الأوكراني على شبه جزيرة القرم التي تحتلها روسيا. ووقتها قال ماسك، إن أوكرانيا "ذهبت بعيداً" في التهديد بإلحاق "هزيمة استراتيجية" بالكرملين.
في وقت الهجوم، ناشد ميخايلو فيدوروف، أحد نواب رئيس الوزراء الأوكراني، ماسك استعادة اتصالات "ستارلينك"، لكن الأخير رفض ذلك لأن أوكرانيا "تذهب بعيداً وتتسبب في هزيمة استراتيجية". وسارع مسؤولون أوكرانيون وأمريكيون لاستعادة الخدمة، وناشدوا ماسك مباشرة والذي وافق "في النهاية".
ولم يتم تحديد تاريخ محتمل لتلك العملية، وحسبما ورد وصف ماسك الهجوم بأنه "بيرل هاربور المصغرة"، على الرغم من أن القوات الأوكرانية كانت تعمل داخل مياهها الإقليمية المعترف بها دولياً.