تعهد مظلوم عبدي قائد تنظيم "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) المدعومة من الولايات المتحدة، الخميس 7 سبتمبر/أيلول 2023، بتلبية مطالب العشائر العربية في شرق سوريا وتصحيح "الأخطاء" التي قال إنها ارتكبت في إدارة المنطقة، في مسعى لنزع فتيل توترات أججت قتالاً مميتاً على مدى أيام.
وقُتل عشرات الأشخاص منذ انتفاضة مقاتلين من العشائر العربية على قوات سوريا الديمقراطية في دير الزور الأسبوع الماضي، في أول انتفاضة من نوعها منذ سيطرة التنظيم المسلح على المنطقة قبل أكثر من أربع سنوات بدعم من الولايات المتحدة.
ودفعت الانتفاضة، التي ينظر إليها على نطاق واسع على أنها تعكس شكاوى العرب المتزايدة، الولايات المتحدة إلى بذل جهود من أجل وقف التصعيد في ظل احتمال أن يستفيد تنظيم داعش أو رئيس النظام السوري بشار الأسد من أي صراع مستمر، بحسب رويترز.
"أخطاء على الأرض"
ونقلت الوكالة في مقابلة مع عبدي قوله إنه التقى بزعماء العشائر ويحترم طلبهم بالإفراج عن عشرات المقاتلين المحليين الذين انتفضوا واعتُقلوا في أثناء إخماد "قسد" للاضطرابات، وفق تعبيره.
أضاف في اتصال بالفيديو من شمال شرق سوريا: "لدينا قرار أنه سيتم العفو عن الجميع في عفو عام، للمتورطين في هذه الحوادث.. حتى الآن تم الإفراج عن نصفهم وسيتم الإفراج عن الباقين".
واشتكى السكان العرب من الإدارة، التي يقودها الأكراد، قائلين إنها تمارس التمييز ضدهم ولا تمنحهم حصتهم من الثروة النفطية في المنطقة.
ورداً على سؤال عن كيفية معالجة الشكاوى، أقر عبدي بوجود "خلل" في تمثيل مختلف العشائر بالمجالس المحلية، وقال: "بالتأكيد هناك ثغرات موجودة وأخطاء على الأرض".
وتسيطر قوات "قسد" على ربع مساحة سوريا في منطقة بها حقول نفط وينتشر فيها نحو 900 جندي أمريكي.
واندلع القتال بين قسد والعشائر العربية الأحد 27 أغسطس/آب الماضي، بعد أن اعتقلت قسد أحمد الخبيل، الملقب بـ"أبو خولة"، والذي كان يرأس مجلس دير الزور العسكري التابع لها.
وكان الخبيل أيضاً قائداً عربياً بارزاً في قوات سوريا الديمقراطية، وهي تحالف شكّلته الولايات المتحدة من مسلحين، وتُمثل وحدات حماية الشعب الكردية عمودها الفقري.
العشائر العربية تطلب ضمانات أمريكية
وأمس الأول الأربعاء 7 سبتمبر/أيلول، طالبت قبيلة العكيدات إحدى أكبر العشائر العربية بمحافظة دير الزور السورية، بضمانات أمريكية للتهدئة مع "قسد"، وإعادة هيكلة مجلسها العسكري بحيث يقوده ضباط من أبناء المنطقة، حيث يخوض الطرفان قتالاً عنيفاً منذ أيام في شرق البلاد، الأمر الذي وصفه خبراء بأنه انتفاضة عشائرية ضد (قسد)، بسبب تراكمات سابقة.
بحسب بيان صادر الأربعاء، عن شيخ قبيلة العكيدات إبراهيم الهفل، الذي يقود الحراك المسلح منذ أسبوع ضد (قسد)، فإن العشائر تطالب بضمانات أمريكية للتهدئة مع قسد، حيث فوّض "الهفل" منظمة "مواطنون من أجل أمريكا آمنة" لنقل مطالب عشائر دير الزور (شرق) للإدارة الأمريكية والكونغرس.
تضمّنت المطالب وقف إطلاق النار بشكل فوري، وإجلاء القتلى، وإدخال المساعدات، وفرض وجود الضامن الأمريكي على الأرض لمنع عمليات خرق الهدنة.
كما تضمّنت التفاوض مع الجانب الأمريكي بشكل مباشر، وضمان الولايات المتحدة حماية الهفل ومن معه من القادة، وإعادة هيكلة مجلس دير الزور العسكري من قبل الضباط من أبناء المنطقة التي يقطنها العرب.