اقتحم جنود الاحتلال الإسرائيلي، فجر الجمعة 8 سبتمبر/أيلول، مصلى باب الرحمة في المسجد الأقصى المبارك، ودنسوه بأحذيتهم وصادروا بعض محتوياته، فيما أدانت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" الاقتحام، وقالت إنها جريمة ضمن الحرب الدينية المحمومة على القدس والأقصى.
وأفادت مصادر في دائرة الأوقاف الإسلامية بأن مجموعة من جنود الاحتلال اقتحموا المصلى بأحذيتهم، بعد أن منعوا حراس الأقصى من الاقتراب من المكان.
المصادر أضافت أن قوات الاحتلال استغلت عدم وجود المصلين في المسجد الأقصى، لاقتحام مصلى باب الرحمة وتفتشيه ومصادرة أغراض خاصة بضيافة المصلين، وفقاً لوسائل إعلام فلسطينية.
يأتي ذلك بينما أظهرت لقطات مصورة آثار أحذية جنود الاحتلال على سجاد مصلى باب الرحمة، وتخريب محتوياته خلال عمليات التفتيش، قبل مصادرة بعض الأواني والقهوة وتحميلها في مركبة خاصة بقوات الاحتلال.
إلى ذلك قال الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية "حماس" عن مدينة القدس محمد حمادة: "إن اقتحام الاحتلال مصلى باب الرحمة في المسجد الأقصى المبارك فجر الجمعة وتحطيم محتويات بداخله ومصادرة أخرى، جريمة جديدة ضمن الحرب الدينية المحمومة على القدس والأقصى"، بحسب وسائل إعلام فلسطينية.
وأكد حمادة "أن شعبنا لن يقف مكتوف الأيدي أمام مخططات الاحتلال والمستوطنين بالأقصى، وسيكون سداً منيعاً لحمايته والدفاع عنه"، مشيراً إلى أن الاحتلال "سيبوء بالفشل، وستنتصر إرادة شعبنا، بوصفه صاحب الحق الوحيد في المسجد".
ودعا حمادة لتكثيف الحضور والرباط وشد الرحال إلى المسجد، "سيما في هذه الأيام التي يهدد فيها المستوطنون بجملة جرائم في الأقصى، بالتزامن مع أعيادهم التلمودية".
ويتعرض مصلى باب الرحمة لمحاولات مستمرة من الاحتلال لتهويده واقتطاعه من المسجد الأقصى لصالح المستوطنين، لكنها باءت بالفشل بفعل صمود وثبات المرابطين.
وسبق أن قدّمت سلطات الاحتلال للمحكمة طلباً بإغلاق مصلى "باب الرحمة" بزعم تشكيله نقطة استراتيجية للمرابطين.
ويستهدف الاحتلال مصلى باب الرحمة بمنع إدخال أي معدات له، كما يستهدف رواده بالرصد والملاحقة والتصوير".
وقبل أربع سنوات أعاد المقدسيون فتح مصلى باب الرحمة بعد إغلاق دام 16 عاماً، ما أثبت قدرة المقدسيين على الوقوف في وجه الاحتلال ومخططاته في المسجد الأقصى، فيما يزال الخطر الإسرائيلي محدقاً بالمصلى والمنطقة الشرقية للمسجد.
وتتمثل هذه المخاطر في منع الترميم والإعمار، مما أدى إلى رطوبة وتشققات وانهيار في مستوى التربة حول المصلى، وضعف في شبكة الكهرباء والإنارة، كما تمنع قوات الاحتلال إدخال مستلزمات المصلى من سواتر خشبية ورفوف للأحذية.
وتستهدف جماعات الهيكل مصلى باب الرحمة بأداء صلواتهم التلمودية قربه وفي الناحية الشرقية من المسجد، فيما ضاعفت قوات الاحتلال من نقاط المراقبة فوق المصلى وبجانبه، ومراقبة رواده وعرقلتهم والتضييق عليهم.