شارك الآلاف من أهالي مدينة السويداء، جنوب سوريا، الجمعة 8 سبتمبر/أيلول 2023، بمظاهرة حاشدة في ساحة الكرامة، وذلك لليوم العشرين على التوالي، للتنديد بتردي الأوضاع الاقتصادية، والمطالبة بإسقاط نظام بشار الأسد.
وردد المتظاهرون هتافات "الشعب يريد إسقاط النظام"، و"بشار يطلع برَّه.. سوريا حرة حرة"، رافعين لافتات كُتب عليها: "الدين لله والوطن للجميع"، كما طالبوا بـ"التغيير الديمقراطي في البلاد"، وفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان.
وتعد مظاهرة الجمعة الأكبر والأضخم منذ انطلاق الحراك الشعبي السلمي قبل نحو 20 يوماً في السويداء.
كما انطلقت مظاهرات في مدن وبلدات الشمال السوري للتأكيد على مطالب المحتجين، ودعماً للحراك الشعبي في السويداء.
وردد المتظاهرون عقب صلاة الجمعة في مدن بنش بالشمال السوري، وبصرى الشام في درعا، وشهبا في السويداء، هتافات منددة بما آلت إليه الأوضاع في بلادهم، ومطالبة برحيل رئيس النظام بشار الأسد.
واندلعت مظاهرات السويداء في أغسطس/آب الماضي؛ بسبب رفع النظام الدعم عن الوقود؛ وانعكس ذلك على ارتفاع الأسعار، وزيادة الأعباء الاقتصادية والمعيشية على السوريين الذين يعانون من تردي أحوالهم منذ سنوات.
وظلت السويداء التي تضم معظم الطائفة الدرزية في سوريا، تحت سيطرة الحكومة طوال فترة الحرب، وأفلتت إلى حد كبير من العنف الذي عمّ أماكن أخرى، إلا أنها شهدت في أوقات متفرقة مظاهرات ضد ممارسات نظام الأسد، وطالبت برحيله في بعضها.
ومع تصاعد الاحتجاجات في السويداء، وإعلان المتظاهرين الأسبوع الماضي إغلاق مقرات حزب البعث الحاكم وعدد من المؤسسات التابعة للحكومة، أخلت قوات الأسد ثكنات وحواجز عسكرية شرقي وجنوبي المحافظة.
ويعيش أغلب السوريين تحت خط الفقر، كما يعاني أكثر من 12 مليوناً من انعدام الأمن الغذائي، وفق الأمم المتحدة.
وتمر سوريا بأزمة اقتصادية خانقة أدت إلى انخفاض قيمة عملتها إلى رقم قياسي بلغ 15 ألفاً و500 ليرة للدولار في السوق السوداء، في انهيار متسارع. وكانت العملة المحلية تُتداول بسعر 47 ليرة للدولار حتى بداية الثورة السورية قبل 12 عاماً.