تعتبر المكسرات من بين أفضل الأطعمة التي يجب إدراجها ضمن النظام الغذائي اليومي؛ لما تحتوي عليه من أحماض دهنية غير مشبعة وعدد من العناصر المغذية الأخرى. يمكن كذلك الاعتماد على المكسرات كوجبة خفيفة؛ إذ إنها غير مكلفة وسهلة التخزين.
رغم ذلك قد تحتوي بعض المكسرات على سعرات حرارية مرتفعة، لهذا من المهم تقليل من كميتها من أجل تجنب أية أعراض جانبية، من بين المكسرات التي يمكن إضافتها إلى النظام الغذائي اليومي الخاص بك نجد الكاجو الذي يحتوي على العديد من الفوائد المميزة.
ينتمي الكاجو إلى عائلة المكسرات الغنية بالفوائد الصحية، تنتشر شجرة الكاجو بشكل كبير في البرازيل، ثم انتشرت بعد ذلك في باقي بلدان العالم التي تتميز بالطقس الدافئ، اعتُمد على هذا النوع من المكسرات مؤخراً لصنع بدائل الألبان كحليب الكاجو والجبن، فضلاً عن الصلصات الكريمية، الأمر الذي جعل العديد من الناس تتساءل عن المنافع الصحية لهذا النوع من المكسرات.
فهل من الجيد تضمينه في النظام الغذائي اليومي، وما الكمية المسموح بها والتي لن تتسبب في أية مضاعفات صحية؟
ما هي بذور الكاجو؟ وأين توجد؟
حسب موقع "healthline" الأمريكي تتميز بذور الكاجو بشكلها الشبيه بالكلية، والتي يتم الحصول عليها من شجرة الكاجو، وهي شجرة استوائية موطنها البرازيل، إلا أنها تُزرع الآن في مختلف المناخات الدافئة في جميع أنحاء العالم.
رغم أن البذور الخام للكاجو تباع على نطاق واسع، إلا أن الكاجو الخام ليس آمنًا للأكل، لأنه يحتوي على مادة تعرف باسم يوروشيول، الموجودة في اللبلاب السام. اليوروشيول مادة سامة، والاتصال بها يمكن أن يؤدي إلى تفاعل جلدي لدى بعض الأشخاص.
يتم طهي حبات الكاجو أثناء المعالجة لإزالة هذا السائل السام، ويتم بيع هذا المنتج الناتج على أنه "خام"، على الرغم من أن الكاجو يشار إليه عادةً باسم شجرة الجوز، ويمكن مقارنته به من الناحية الغذائية، إلا أن الكاجو هو في الواقع بذور.
فهي غنية بالمواد المغذية والمركبات النباتية المفيدة، وتمثل إضافة سهلة للعديد من الأطباق، مثل معظم المكسرات، قد يساعد الكاجو أيضاً على تحسين صحتك العامة. لقد تم ربطها بفوائد مثل المحافظة على الوزن، وتحسين التحكم في نسبة السكر في الدم، وصحة القلب.
يحمي القلب ويحافظ على الوزن.. فوائد الكاجو للجسم
تحتوي بذور الكاجو على العديد من المنافع المميزة للجسم، من أهمها:
- غنية بمضادات الأكسدة: تعتبر معظم البذور والمكسرات من بين أهم الأنظمة الغذائية التي تحتوي على نسبة جيدة من مضادات الأكسدة، يساعد الكاجو في الحماية من الالتهابات والأمراض التي تسببها الجذور الحرة، وذلك لاحتوائه على نسبة من البوليفينول والكاروتينات.
رغم ذلك أظهرت الدراسات أن هذا الأخير من بين الأطعمة التي تحتوي على مضادات أكسدة بشكل متوسط بالمقارنة مع أصناف أخرى من البذور والمكسرات مثل الجوز واللوز.
- يحافظ على الوزن الصحي: يمد الكاجو الجسم بسعرات حرارية أقل مما كان يُعتقد، وبحسب قاعدة البيانات المركزية الغذائية التابعة لوزارة الزراعة الأمريكية يوفّر الكاجو 157 سعرة حرارية لكل 28 غراماً.
يمتص الجسم ويهضم حوالى 84% فقط من هذه السعرات الحرارية، أمّا الباقي فيظل محاصراً داخل الجدار الليفي للكاجو، لهذا يُنصح بالاستفادة من فوائد الخام منه "المحمص مسبقاً من خلال شركات البيع"؛ لأنّ تحميصه للمرة الثانية أو طحنه يزيد من عدد السعرات الحرارية الممتصة.
- يساعد في حماية عضلة القلب: يحتوي أيضا ًعلى العديد من الخصائص التي قد تجعله يبدو فعالاً في الوقاية من أمراض القلب والسكتة الدماغية، وذلك بفضل احتوائه على العديد من مضادات الأكسدة، والألياف، والفيتامينات، والأحماض الدهنية غير المشبعة، بما في ذلك المغنيسيوم الذي يحمي من مرض القلب الإقفاري.
تبيّن أنّ تناول المكسرات أكثر من 4 مرات في الأسبوع يقلّل نسبة أمراض القلب التاجية بنسبة 37% مقارنة مع أولئك الذين يستهلكونها نادراً أو لا يستهلكونها بالمطلق.
- تحسين أداء الدماغ: يساعد المغنيسيوم الموجود في الكاجو في التقليل من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية النزفية، حيث ينسكب الدم في أنسجة المخ عند التمزق. من جهة أخرى، تساعد الأحماض الدهنية الموجودة فيه على تحسين صحة الدماغ وأدائه.
- جيد لمرضى السكري النوع الثاني: قد يستفيد الأشخاص المصابون بداء السكري من النوع الثاني من إضافة هذه البذور إلى نظامهم الغذائي، ويرجع ذلك جزئياً إلى أن الكاجو مصدر جيد للألياف، وهي مادة مغذية تساعد على منع ارتفاع نسبة السكر في الدم، والتي يُعتقد أنها توفر الحماية ضد مرض السكري من النوع الثاني.
رغم احتواء الكاجو على العديد من الفوائد المميزة إلا أن الخبراء ينصحون بتجنبه في حال كان الشخص مصاباً بحساسية تجاه المكسرات، إذ قد يتسبب في مضاعفات خطيرة.
هل من الأفضل أكل المكسرات نيئة أم محمصة؟
ينصح بعض الخبراء بتناول المكسرات النيئة دون الحاجة إلى تحميصها؛ لأنها قد تكون أكثر فائدة للجسم وأقل دهناً، كما أن معظم المكسرات المحمصة تكون مشبعة بنسبة من الملح؛ ما قد يتسبب في نقص فوائدها.
يتم تحميص المكسرات بشكل عام لتحسين مذاقها ورائحتها وقوامها الذي يصبح مقرمشاً بعد التحميص، حيث يتم تعريض المكسرات للحرارة الجافة. وفقاً لما ورد في موقع Healthline.
تحتوي المكسرات النيئة والمحمصة على كميات متشابهة للغاية من الدهون والكربوهيدرات والبروتينات. وعلى الرغم من أن المكسرات المحمصة تحتوي على نسبة دهون وسعرات حرارية أكثر قليلاً، إلا أن الفرق بسيط.
لكن رغم عدم وجود الكثير من الفروقات تفقد المكسرات العديد من فوائدها عند تعرضها للتحميص، إذ تتحلل بعض أنواع مضادات الأكسدة أثناء هذه العملية، إذ تشير الدراسات أيضاً إلى أن التحميص يؤدي إلى فقدان فيتامين E والكاروتينات الموجودة بداخلها، كما أظهرت إحدى الدراسات أن تحميص اللوز والجوز تسبب في فقد الفيتامينات بشكل أكبر من تحميص البندق، فيما أظهرت أن الفستق لا يفقد أي قيمة غذائية عند تعرضه للحرارة.