نظّم المعلمون في كوريا الجنوبية مسيرة حاشدة في سيول، الإثنين 4 سبتمبر/أيلول 2023، احتجاجاً على حوادث مأساوية تخلّص فيها المعلمون من حياتهم بعد شكواهم من سوء سلوك آباء عدوانيين، وفق ما ذكرته صحيفة The Times البريطانية.
بدأت الحركة الاحتجاجية بعد انتحار معلمة في مدرسة ابتدائية تبلغ من العمر 23 عاماً، الشهر الماضي، بعد أن اتهمها أحد الوالدين بإساءة معاملة الأطفال.
بموجب القانون الحالي، يوقَف المعلم عن العمل بعد اتهام كهذا، وهو قانون يزعم المتظاهرون أنه يعطي أهمية لا مبرر لها لادعاءات آباء غاضبين وغير منصفين.
في حادث آخر مشابه، مطلع الأسبوع الماضي، عُثر على مدرس تربية بدنية في الستينيات من عمره -كان سيحال على المعاش بعد عام- ميتاً، وعلى ما يبدو مات منتحراً.
المدرس أقدم على الانتحار بعد أن رفع طالب دعوى قضائية عليه إثر تعرضه لإصابة في عينه بعد أن ضربته كرة ركلها زميل له. واتُّهم المعلم، الذي خرج من الصف لفترة وجيزة وقت وقوع الحادث، بالإهمال.
بينما تعهدت حكومة كوريا الجنوبية بتعديل القوانين لحماية المعلمين من تنمر الآباء. وقالت وزارة التعليم في بيان لها: "عدد التقارير العشوائية عن إساءة معاملة الأطفال يتزايد، ويوجد تأكيد مفرط على حقوق الطلاب في حين لا تُحترم حقوق المعلمين. ونحن سندعم المعلمين حتى يتمكنوا من التركيز على التعليم، دون أن يقلقوا من الشكاوى العشوائية بإساءة معاملة الأطفال".
هذه المسيرة غير اعتيادية لأن من نظمها معلمون فرادى وليس نقابة المعلمين في كوريا الجنوبية. وأخذ الكثير من المشاركين إجازة من العمل أو تغيبوا عنه بدعوى المرض، وهذا دفع بعض المدارس إلى إغلاق أبوابها.
كما أعلنت 37 مدرسة ابتدائية على مستوى البلاد يوم الإثنين عطلة، بعد أن أعلن المعلمون أنهم لن يذهبوا إلى عملهم، فيما وصفه المنظمون بأنه "يوم توقف التعليم العام".
روى بعض المعلمين قصصاً عن تدخلهم الجسدي في مشاجرات بين التلاميذ، ليجدوا أنفسهم في النهاية متهمين بإساءة معاملة الأطفال من والدي الطالب المعتدي.
فيما تزامن توقيت المسيرة مع مرور 49 يوماً على وفاة المعلمة الشابة في مدرسة سيوي الابتدائية في عاصمة كوريا الجنوبية سيول. وفي المعتقدات البوذية التقليدية، تغادر روح الشخص الميت عالم البشر بعد هذه المدة.