قال الكرملين، الجمعة 1 سبتمبر/أيلول 2023، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيجري محادثات مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الإثنين 4 سبتمبر/أيلول، في منتجع سوتشي الروسي المطل على البحر الأسود.
يأتي ذلك في الوقت الذي تسعى فيه أنقرة والأمم المتحدة إلى إحياء اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود بهدف تخفيف أزمة الغذاء العالمية.
وانسحبت موسكو من الاتفاق في يوليو/تموز 2023، بعد عام من توسط الأمم المتحدة وتركيا في إبرامه، محتجة بأن عقوبات الغرب تعرقل صادراتها من الأغذية والأسمدة بما يخالف مذكرة تفاهم موازية وبأنه لا يجري إرسال ما يكفي من الحبوب الأوكرانية إلى الدول الفقيرة.
من جانبه، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، إن أردوغان، الذي لعب في السابق دوراً مهماً في إقناع بوتين بالالتزام بالاتفاق، سيجري محادثات مع الرئيس الروسي في سوتشي الإثنين، دون أن يذكر مزيداً من التفاصيل.
والتقى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان مع وزير الدفاع الروسي سيرجي شويغو، في موسكو؛ لبحث قضية الحبوب قبل اجتماع أردوغان.
وقال شويغو إنّ فشل الاتفاق لم يكن بسبب خطأ من روسيا، مؤكداً موقف بلاده بأنها ستعود إلى الاتفاق على الفور إذا ما لُبيت طلباتها بالأفعال لا بالوعود.
وأضاف في بيان نشرته وزارة الدفاع: "هذا ليس خطأنا… لكن (الاتفاق) تم إيقافه… بإمكاننا أن نقول شيئاً واحداً وهو أنه في حالة الوفاء بكل ما تم التعهد به لروسيا، فسيتم تمديد الاتفاق".
وكان شويغو حضر مراسم التوقيع على اتفاق البحر الأسود في إسطنبول عام 2022.
تحركات لإحياء اتفاق الحبوب
وتمثل هدف اتفاق حبوب البحر الأسود في مواجهة أزمة غذائية عالمية قالت عنها الأمم المتحدة إنها تفاقمت بفعل غزو روسيا لأوكرانيا، الذي تصفه موسكو بأنه "عملية عسكرية خاصة"، في فبراير/شباط 2022. وروسيا وأوكرانيا من أكبر مصدري الحبوب، وتمضي التحركات على قدم وساق من أجل إحياء الاتفاق.
وقال أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، الخميس، إنه أرسل إلى روسيا "مجموعة من المقترحات المحددة" التي تستهدف إحياء الاتفاق الذي سمح بالتصدير الآمن للحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، حيث تسيطر روسيا على الممرات البحرية الأوكرانية.
وقال وزير الخارجية التركي في مؤتمر صحفي بموسكو، الخميس، إن إحياء الاتفاق مهم للعالم.
فيما قال لافروف أمس، إن روسيا لا ترى أي مؤشر على حصولها على الضمانات اللازمة لإحياء اتفاق الحبوب.
وأضاف أن الغرب يبالغ في الحديث عن أزمة غذاء عالمية، رغم بقاء الأسعار عند مستويات 2021، وأنه تجاهل تعهُّد بوتين بإمداد بوركينا فاسو وزيمبابوي ومالي والصومال وجمهورية أفريقيا الوسطى وإريتريا بما يصل إلى 50 ألف طن من الحبوب مجاناً لكل منها.
لإقناع موسكو بالموافقة على الاتفاق الأصلي، الذي يعرفه الدبلوماسيون باسم مبادرة حبوب البحر الأسود، تم في الوقت نفسه إبرام اتفاقٍ مدته ثلاث سنوات وافق بموجبه مسؤولو الأمم المتحدة على مساعدة روسيا في صادراتها من المواد الغذائية والأسمدة.
لكن موسكو قالت إن تلك المذكرة لم يتم احترامها بسبب غدر الغرب.
وقال لافروف إنه ناقش مبادرة بوتين لتوريد ما يصل إلى مليون طن من الحبوب الروسية إلى تركيا بأسعار مخفضة؛ لمعالجتها لاحقاً في المصانع التركية وشحنها إلى الدول الأكثر احتياجاً. وتجري مناقشة هذا الاقتراح أيضاً مع قطر.
أحد طلبات موسكو الرئيسية هو عودة البنك الزراعي الروسي إلى نظام سويفت للمدفوعات المصرفية الدولية. وأخرج الاتحاد الأوروبي البنك الزراعي الروسي من النظام في يونيو/حزيران 2022.
وعلى الرغم من أن صادرات الأغذية والأسمدة الروسية لا تخضع لعقوبات الغرب التي فُرضت بعد الغزو الروسي، تقول موسكو إن القيود على المدفوعات والخدمات اللوجستية والتأمينية تعرقل إرسال الشحنات.
وقال أولكسندر كوبراكوف نائب رئيس الوزراء الأوكراني، إن سفينتي شحن أخريين غادرتا ميناء بالقرب من أوديسا، وهما السفينتان الثالثة والرابعة اللتان تبحران من موانئ أوكرانية عبر البحر الأسود منذ انسحاب روسيا من اتفاق كان يسمح بالإبحار الآمن لسفن الحبوب.