بدأت المنافسة تزداد اشتعالاً بين الساعين لاقتناص ترشيح الحزب الجمهوري لخوض انتخابات الرئاسة الأمريكية المقررة العام المقبل، وذلك مع استعداد المرشحين الثمانية للمشاركة في أول مناظرة للانتخابات التمهيدية، مساء الأربعاء 23 أغسطس/آب 2023، في ظل غياب المرشح الأوفر حظاً دونالد ترامب.
فيما سيواجه الفائز في الانتخابات التمهيدية في الحزب الجمهوري، المرشح الديمقراطي، الذي يُرجح أن يكون جو بايدن، في الانتخابات الرئاسية المقررة في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني 2024.
فيما يلي استعراض لهؤلاء المرشحين الجمهوريين، وأبرز المواقف التي اعتمدها كل منهم، أملاً في فتح الطريق نحو البيت الأبيض، وفق ما جاء في تقرير لوكالة الأنباء الفرنسية.
رون ديسانتيس
يعلّق العديد من أعضاء الحزب الجمهوري آمالهم على حاكم فلوريدا، رون ديسانتيس، الذي يبلغ من العمر 44 عاماً، الذي يُنظر إليه على أنه النجم الصاعد لليمين المتشدد، والذي أعلن ترشحه في نهاية مايو/أيار، لكنه يواجه صعوبة في إثبات نفسه كمصدر تهديد لترامب، وفق استطلاعات الرأي.
في عام 2018، انتُخب الضابط السابق في البحرية حاكماً لولاية فلوريدا (جنوب) بعدما سانده ترامب. ومنذ ذلك الحين نأى بنفسه عن ترامب وزادت شعبيته، من خلال تصريحات يمينية متطرفة حول التعليم والهجرة ومجتمع "الميم-عين".
مايك بنس
بعد سنوات من الولاء الثابت لترامب، غيّر نائب الرئيس الأمريكي السابق، مايك بنس، نبرته بعد أحداث اقتحام "الكابيتول هيل" في السادس من يناير/كانون الثاني 2021. وقرر المرشح البالغ من العمر 64 عاماً، والمعارض الشرس للإجهاض، تحدي رئيسه السابق في الانتخابات التمهيدية للجمهوريين.
غير أن الخلاف بين الرجلين يعني أن بعض أنصار ترامب ما زالوا يعتبرون حاكم ولاية إنديانا السابق "خائناً"، لفشله في إبقاء قطب العقارات بمنصبه في البيت الأبيض عام 2020.
فيفيك راماسوامي
جمع ثروة في مجال التكنولوجيا الحيوية، ويعتبر أن الناشطين البيئيين يشكلون "جماعة دينية"، ويحظي بزيادة كبيرة ومفاجئة لنسب التأييد له داخل الحزب الجمهوري قبل الانتخابات التمهيدية. ويأمل راماسوامي ذو الـ38 عاماً، أن يعبّد خطابه الاستفزازي والحاد الطريق إلى البيت الأبيض.
قدم المرشح حديث العهد بعالم السياسة نفسه نسخةً ثانيةً جديدةً عن ترامب، حتى بلغ بشكل مفاجئ المرتبة الثالثة في استطلاعات الرأي للانتخابات التمهيدية للجمهوريين، المقررة في مطلع 2024.
نيكي هايلي
الحاكمة السابقة لولاية كارولينا الجنوبية والسفيرة الأمريكية السابقة لدى الأمم المتحدة، نيكي هايلي، (51 عاماً)، هي المرأة الوحيدة التي تخوض الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري. ولطالما انتقدت هيلي تصريحات ترامب عن أن الانتخابات "سُرقت" منه، بعد هزيمته أمام بايدن.
تيم سكوت
يحلم السيناتور عن كارولينا الجنوبية، تيم سكوت، أن يصبح أول رئيس أمريكي جمهوري أسود. وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، قال سكوت (57 عاماً) إن جدَّه سبق أن صوَّت للديمقراطي باراك أوباما، مضيفاً: "أتمنى لو كان قد عاش لفترة كافية لرؤية رئيس آخر أسود وجمهوري هذه المرة".
كريس كريستي
الحاكم السابق لولاية نيوجيرسي، كريس كريستي، يعد من المرشحين الجمهوريين الأكثر انتقاداً لترامب. ويصف كريستي البالغ من العمر 60 عاماً، المعروف بأسلوبه اللاذع، ترامب بأنه "أناني ومخادع". وفي عام 2016 ترشح كريستي لانتخابات الجمهوريين، لكنه تراجع في وقت لاحق وأيّد ترامب.
آسا هاتشينسون
الحاكم السابق لولاية أركنسا، آسا هاتشينسون (72 عاماً)، هو الآخر من أشد المنتقدين لترامب، وهو واحد من المحافظين القلائل داخل الحزب الجمهوري الذين أدانوا الرئيس السابق علناً، بسبب عشرات لوائح الاتهام ضده. ومع ذلك، تكافح حملته الانتخابية من أجل اكتساب الزخم.
داغ بورغوم
بورغوم غير معروف نسبياً لعامة الناس، لكنه وجد طريقة لبلوغ منصة المناظرة، الأربعاء. وبلغ حاكم ولاية داكوتا الشمالية، داغ بورغوم، عتبة الـ40 ألف متبرع المطلوبة للمشاركة في المناظرة. ولتحقيق ذلك قدم الرجل البالغ من العمر 67 عاماً بطاقة هدية بقيمة 20 دولاراً، لكل شخص يتبرع بدولار واحد على الأقل لحملته.
غياب ترامب عن مناظرة الحزب الجمهوري
أعلن دونالد ترامب، الذي نادراً ما لا يكون حديث الوسائل الإعلامية، أنه لن يُشارك في مناظرة الحزب الجمهوري في مدينة ميلووكي (غرب وسط)، على اعتبار أنَّ الأمريكيّين يعرفونه جيّداً، وأنّه ليست هناك حاجة إلى مواجهة علنيّة مع أيّ من منافسيه في السباق إلى البيت الأبيض.
في اليوم التالي، أعلن ترامب أنه سيسلّم نفسه إلى سجن مقاطعة فولتون في أتلانتا بولاية جورجيا، حيث وجّه القضاء له ولـ18 شخصاً آخرين تهمة "الابتزاز"، وارتكاب عدد من الجرائم، سعياً لقلب نتيجة الانتخابات الرئاسية عام 2020 في هذه الولاية الرئيسية، التي فاز بها الرئيس الديمقراطي الحالي جو بايدن.
فيما يُتوّقع أن يطغى مشهد تسليم ترامب نفسه لسلطات أتلانتا على التغطية الإعلامية المخصصة للمرشحين الجمهوريين الآخرين للانتخابات.
كتب على شبكات التواصل الاجتماعي "هل يسعكم تصديق ذلك؟ سأذهب إلى أتلانتا في جورجيا، الخميس، لتوقفني المدعية العامة اليسارية المتطرّفة، فاني ويليس، التي تشرف على واحدة من أكبر كوارث القتل والجرائم العنيفة في التاريخ الأمريكي".
كما يعتزم ترامب أيضاً سرقة الأضواء من مناظرة الحزب الجمهوري، مساء الأربعاء، إذ ستُبثّ مقابلة مسجّلة له مع الإعلامي اليميني المتشدّد تاكر كارلسون، الذي طردته قناة "فوكس نيوز" هذا العام، بالتزامن مع المناظرة.