بحث نائب وزير الدفاع الروسي يونس بك يوفقورف، الثلاثاء 22 أغسطس/آب 2023، مع قيادات بقوات الشرق الليبي التي يقودها خليفة حفتر، التعاون والتنسيق العسكري بين الطرفين.
جاء ذلك خلال اجتماع عقده يوفقورف والوفد المرافق له، مع رؤساء الأركان النوعية بقوات حفتر، في مدينة بنغازي (شرق)، وفق ما أعلنه متحدث قوات الشرق اللواء أحمد المسماري في بيان نشره عبر صفحته في فيسبوك.
إذ قال المسماري في بيانه "وصل صباح اليوم لمدينة بنغازي نائب وزير الدفاع الروسي يونس بيك يوفقورف والوفد المرافق له، وذلك في زيارة رسمية للقيادة العامة للقوات المسلحة العربية الليبية (قوات حفتر)".
وكان في استقبال الوفد الروسي وفق البيان الليبي "رئيس أركان القوات البرية (بقوات حفتر) وعدد من قيادات القوات المسلحة العربية الليبية".
وتأتي الزيارة وفق البيان "في إطار التعاون العسكري والأمني ومحاربة الإرهاب والجريمة العابرة للحدود"، فيما أكد المسماري أن "يوفقورف عقد فور وصوله اجتماعاً فنياً مع رؤساء الأركان وبعض الإدارات الفنية، وبحضور مدير مكتب القائد العام الفريق خيري التميم".
وجرى خلال الاجتماع "التباحث في أوجه التعاون والتنسيق العسكري بين الطرفين".
وفي وقت سابق الثلاثاء، وصل وفد من وزارة الدفاع الروسية إلى بنغازي، في زيارة رسمية تعد أولى ثمار المحادثات الروسية الليبية، في إطار مؤتمر موسكو الدولي الحادي عشر للأمن، والمنتدى العسكري التقني (الجيش-2023) في بطرسبورغ مؤخراً"، وفق بيان وزارة الدفاع نقلته وكالة أنباء "روسيا اليوم".
وأضافت الوزارة "من المقرر بحث آفاق التعاون في مجال مكافحة الإرهاب الدولي ومسائل العمل المشترك الأخرى".
دعم روسي لحفتر
يشار إلى أنه منذ بدء الأزمة الليبية كثّفت روسيا، الحليف القديم لنظام معمّر القذافي، جهودها لتظهر كوسيط محايد نسبياً في ليبيا، وجدد الكرملين دعوته إلى "كل الأطراف الصراع" لتجنب "إراقة الدماء".
ويؤكد الباحث في العلوم السياسية ألكسي مالاتشنكو لوكالة الأنباء الفرنسية أنّ "روسيا تدعم حفتر الذي يتحدث الروسية، وسبق أن التقى وزير الدفاع سيرغي شويغو". غير أنّه يستدرك بالقول إنّ روسيا "لا تستطيع أن تدعمه بشكل كامل حالياً. سيرتبط كل شيء بقدرته على السيطرة على طرابلس وبحجم الضحايا الذين سيسقطون خلال هذه العملية".
وينظر الباحث في مركز تحليل صراعات الشرق الأوسط في موسكو، ألكسندر شوميلين، إلى التواصل الروسي مع خصوم حفتر في حكومة الوفاق الوطني على أنّه "بمثابة غطاء وادعاء مقاربة متوازنة لا وجود لها في الحقيقة".
وكإشارة على دعم رجل الشرق الليبي القوي، عرقلت موسكو في وقت سابق صدور بيان عن مجلس الأمن، كان سيدعو قوات حفتر إلى وقف الهجوم، وقالت إنّها ترغب في أن يتوجه البيان إلى كل الأطراف.
وإذا كانت موسكو تنفي تقديم أي دعم عكسري، فإنّ صحيفة ذي صن البريطانية، نقلاً عن معلومات استخبارية، بالإضافة إلى ذي تلغراف نقلاً عن مصادر عاملة في قطاع النفط، أشارتا إلى إرسال مرتزقة روس ينتمون إلى الشركة الخاصة فاغنر إلى ليبيا، علماّ أنّ عناصر من هذه الشركة موجودون في سوريا وفي عدة دول إفريقية.
وتستخدم موسكو أحياناً هذه المجموعة الغامضة التي تتجاوز عند الضرورة الجيش الروسي، وتزود قوات المشير حفتر في ليبيا بقطع مدفعية ودبابات وطائرات بلا طيار وذخائر، وفقاً لمصادر تحدثت إليها الصحيفتان البريطانيتان.